Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 17/02/2013 Issue 14752 14752 الأحد 07 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

رحمك الله يا أبا عبدالعزيز
سليمان بن محمد القناص

رجوع

ندعو الله العلي القدير أن يتغمَّد فقيدنا بواسع رحمته ويجعله مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا، إن العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا على فراقك يا أبا عبد العزيز لمحزونون. لقد انتقل إلى رحمة الله سمو الأمير سطام بن عبد العزيز -طيَّب الله ثراه- بعد معاناته من المرض الذي ألمّ به. جعل الله ما مرّ به تكفيرًا ورفعًا لدرجاته. فقد كان لفقده وقعا أليمًا على أنفسنا جميعًا ولم يقتصر ذلك على أسرته، بل على مواطنيه ومحبيه داخل المملكة وخارجها.

وهكذا أثر فقد هذا النَّوع من الرِّجال العظماء، فهو يتمتع بخلق فاضل وأيادٍ بيضاء في ماله وجاهه، فكم من مريض تبنى علاجه وكم محتاج سد عوزه وقضى حاجته من ماله الخاص وكم من سجين فكّ أسره وفرَّج كربته، فرَّج الله له كرب الآخرة.

فهنيئًا له على هذه الأعمال التي ينطبق عليها الحديث القدسي الذي قال فيه الرَّسُولُ - صلَّى الله عليه وسلَّم: إن لله عبادًا اختصهم لقضاء حوائج النَّاس إلا على نفسه ألا يعذِّبهم بالنار.

وهنيئًا لأميرنا الفاضل هذا الإجماع في محبته الذي ترجمته الحسرة على فراقه والإشادة بمواقفه النبيلة وأفعاله التي سيلقى جزاءه عند ربّه جنات الخلد بإذن الله.

وقد قال الرَّسُولُ صلَّى الله عليه وسلَّم: توشكوا أن تعرفوا أهل الجنَّة من أهل النَّار، قالوا بم يا رسول الله قال بالذكر الحسن (أو بمعنى الحديث) وها هم النَّاس ولله الحمد من مواطنين وغيرهم شهدوا لسموه بالذكر الحسن.

لقد عمل بإخلاص في جهاز الدَّوْلة وتفانى كنائب لسمو سيدي ولي العهد الأمير سلمان -أدام الله عزّه وألبسه ثوب الصحة والعافية- وكان ذلك طيلة عمله مع سموه الكريم لعقود من الزَّمن عندما كان أميرًا للمنطقة، فكان نعم النائب والمعين المخلص الصَّادق واستمرَّ على هذا المنوال بعد أن تسلّم قيادة الإمارة التي أدار العمل فيها بِكلِّ كفاءة واقتدار ولكن المرض والموت لم يمهله ليحقِّق ما يصبو إليه ويتطلَّع لتحقيقه وذلك باستكمال خطط التنمية وتطوير المنطقة.

لقد كان سموه الكريم لا تفارق محياه الابتسامة والتَّواضُع والأناة مع الحزم والتجرُّد والعدل والسعي لمعالجة القضايا بروح التعقل وتقدير عواقب الأمور ناهجًا منهج سلفه سمو الأمير سلمان -رعاه الله- في إدارة شؤون الحكم بالرأفة والرَّحْمة، فهناك قضايا يضفي عليها ثوب الستر والعفو متمشيًا مع قول المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم -: (أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم) وقضايا يُتَّبع في معالجتها مواقف الحزم والقُوَّة لتحقيق مبدأ العدالة.

كما كانت عينه -رحمه الله- تركز على الاهتمام في استتباب الأمن والتنمية لجميع المواطنين والمقيمين وكان كثيرًا ما يحرص على العناية بشؤون البسطاء والمساكين وتفقد أحوالهم والتفاعل مع مطالبهم والحثّ على الحرص على تحقيقها,

وله إسهامات وبصمات واضحة في ميدان العمل الخيري يتجلَّى ذلك في دوره الفاعل في المؤسسات والجمعيات الخيريَّة التي كان يشارك سيدي الأمير سلمان في رئاستها أو التي كان يرأسها وقد كان لسموه حضور في مشاركة أبنائه وإخوانه المواطنين في أفراحهم وأتراحهم. فاللَّهمَّ اغفر له وتجاوز عنه وأوسع مدخله واجعل قبره روضة من رياض الجنَّة وارزقنا جميعًا الصَّبر والسلوان {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

- وكيل إمارة منطقة الرياض المساعد للشؤون التنموية

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة