Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 18/02/2013 Issue 14753 14753 الأثنين 08 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

كل من عشق الحرف وسلك درباً من دروبه لا يمكن أن يرضَى عنه كل الناس كل الأوقات، أو ينجو هو من هجو غير الراضين عنه، وإن اجتهد وثابر وصبر، وأزعم أن الحكم على عطاء كاتب ما، جزء من تصور صاحب الحكم له، إنْ إيجاباً أو سلباً، وهو أمَر اجتهادي يخضع لتقديرات ممارسه، إلاّ ما مّس الثوابت في العقيدة مساً مباشراً أو دنّسَ كرامة الذات، فذاك أمَر آخر!

* * *

وهاجس كهذا كان وما برح يشغلني منذ حللت ضيفاً على بلاط الحرف قبل بضعة عقود، لكنني أتقي بأسه بتوظيف سلطة العقل فيما أكتب، ومهارة الذهن فيما أسمع أو اقرأ في هذا الصوب أو ذاك، منتهياً إلى أنه ليس المهم أن يرضى عني كل الناس كل الأوقات، فرضاهم غاية لا يجب أن تدرك دائماً! لكن الأهم من ذلك كله ألاّ أرضي القارئ الكريم على حساب قيم الحق والحقيقة!

* * *

اليوم استأذن عشاق الحرف الجميل أن اقتحم عليهم خصوصيتهم فأهدي نفسي وإياهم سبع وصايا لعل فـي اتباعها تقريباً للمسافة بين أقلامنا وسدة الفضيلة، وردماً لجزء من الفجوة بين عطائنا ورضى جزء كبير من المتلقين له، كي تعمّ الفائدة، وتعمر الطمأنينة والرضا قلوبنا جميعاً، فأقول:

1) لا تأْمروا الناس بالبرّ وتنسوا أنفسكم، فنحن جميعاً نسكن (بيوتاً من زجاج)، والناس يروننا عبره من حيث لا ندري

ولا نريد!

2) لا تنهوا عن شيء وتأتوا مثله، فللناس شفافية من الحسّ والإحساس تخترقُ حاجزَ التناقض فـي أعماقنا!

3) لا تكونوا كالشعراء، يقولون ما لا يفعلون، فالغاوون من الناس قد يتّبعون من القول أسوأه!

4) لنغمس أقلامنا فـي (مداد) هموم الناس بصدق.. وعدل.. وأناة!

5) لنتذكر أن (حرية التعبير) مسألةٌ لا تقنّنها دائماً (خطوط حمراء) من صنع غيرنا، فنحن أحياناً قد نصنع لأنفسنا من أوهامنا (خطوطاً حمراء) يخوننا بسببها القلمُ واللسان!

6) الكتابة مسئولية.. لا ترف، وهي جسر نعبر فوقه صوب هموم الناس وليست (لوحة إعلان) للتعريف بنا!

7) لنتجنب ان يكون أحدنا واحداً من الأنماط التالية :

) كاتب يسفّه نفسه وصولاً إلى الشهرة!

) وكاتب يشهّر بالآخرين تسلّقاً على أكتافهم طمعاً فـي الشهرة!

) وكاتب يقول نصف الحقيقة.. فيفسدَ تأويله ويخيب ظنه!

) وكاتب يكتب مادة لا تسمن.. لكنها قد تغني أحياناً من بعض الجوع!

) وكاتب لا تسمن مادته علماً ولا تغني من جهل!

* * *

وبعد،

فهناك أربعُ أمانٍ أود أن أخصّ بها كل كاتب منّا، فأقول :

1) أن يقرأ مراراً قبل أن يكتب للناس حرفاً واحداً، ثم يكتب بعد ذلك ما يستحق أن يقرأه الناس!

2) أن تتعاطف معه دور الطبع فلا تؤذيه بأنانيّهِ الطمع.. متحالفةً بذلك مع دور التوزيع!

3) أن يقول له الناس أحسنت.. متى أحسن.. وأخطأت متى اخطأ، وأن يقال ذلك بأسلوب حضاري وعقلاني لا يُحرجُ كبرياءه.. ولا يجرح وجدانَه!

4) أن يدرك أن حريته في تكوين المواقف تنتهي من حيث تبدأ حرية الآخر من الناس في التعبير.. ومن حقه اعتبار

ما يقوله (حقاً) حتى يثبت له العكس.. إن كان له إلى ذلك من سبيل!

الرئة الثالثة
تغريدات داخل سرب الحرف!
عبد الرحمن بن محمد السدحان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة