Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 18/02/2013 Issue 14753 14753 الأثنين 08 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

الحب لغة عالمية لا تعرف لوناً أو عرقاً أو عمراً.. إنه شعور ينطق مع ولادة كل إنسان تجاه والدته التي تزرع في بواكير وعيه مفردات الحب وتعلمه أول أبجدياته.. ثم يكبر ويتوسع هذا المعنى ليمتد إلى إخوته وأقاربه وأصدقائه وزوجته وشريكة حياته لاحقاً.

إنه الشعور الإنساني الذي لا يخالف دينا أو مذهبا، بل هو من صلبها وعمق رسالاتها.

في يوم الحب الذي يوافق الرابع عشر من شهر فبراير, والذي يحلو لكثير من الناس تحريمه وإنكاره والتحذير من شره المستطير على المجتمع والشباب, وأنا حقيقة لا أجد معنى أو سببا مقنعاً لذلك, فيوم الحب هو يوم عالمي كغيره من الأيام والمناسبات التي اتفق عليها بنو المعمورة, كيوم الأم والأب ويوم المعاق واليتيم, ويوم المعلم والبيئة! وغيرها من الأيام التي يحتفل فيها العالم.. ولعلنا نتفاعل مع باقي تلك الأيام بثقة ووضوح, بل وتحتفل كثير من المدارس والجامعات في المملكة بها, ولكن حين تطل كلمة حب علينا نخاف ونرتاب منها ونغلفها بمئات المحاذير, ونحملها فوق ما تحتمل من تلوث عقولنا, وكأنها عار أو مدعاة للتفسخ والفساد, حيث يفسرها البعض بتفسيرات مريبة تتناسب مع عقليته وقناعاته هو لا مع الحقيقة والواقع الذي يرفض رؤيته, لذا كانت محلات الورد والهدايا مثلاً ضحية لهذا الفكر المتطرف والمجحف!

فلماذا نخاف الحب؟ لماذا نتوجس من هذا الكائن اللطيف المزروع في دواخلنا وفطرتنا؟ إن يوم الحب هو أبسط مما نتخيل, أي نعم, قد يكون منتجا غربيا بامتياز ولكننا نستورد منهم الكثير من عادات ومنتجات واخترعات, ولكننا نتوقف ونسب ونلعن بل ونكفر ونعتقل أحيانا من يستورد احتفالا بقيمة أجمل وأبرأ بكثير من خبث فكرنا ومعتقداتنا.

إن لهفة كثير من شبابنا على الأغاني العاطفية والمسلسلات الدرامية المدبلجة إلى العربية وتعلق الكثير منهم بشخصيات فنية معينة, ما هو إلى دليل على أننا نعاني أزمة عاطفة.. سببها شح الحب في حياتنا وسوء فهمنا له.

أن تكبر الفتاة دون أن يجرؤ والداها على ضمها أو أن تجرأ هي على ذلك هي أزمة عاطفة! أن يعيش الابن والابنة في منزل آبائهم لعشرات السنين تحت سقف واحد دون أن يسمعوا كلمة “أحبك” سواء بين آبائهم أو حتى لهم, يعني أننا مصابون بأزمة حب! أن يقرن الزوج باقة الورد أو قصيدة الغزل أو المفاجآت العاطفية السارة بمرحلة أو عمر معين, اذا تجاوزه أضحت الرومانسية ضربا من ضروب “الولدنة” هو أيضا سوء فهم وتقدير للحب الذي من المفترض أن يكبر مع العِشرة والسنين. كل ذلك سيخلق جيلا متناقضا ومتخبطا وغير سوي.. يخشى المشاعر, ويستحقر الحب, ويصادر الورود الحمراء وكأنها أسلحة وقنابل, ويغلق محلات الهدايا وكأنها أوكار فساد, دون أن يتجرأ أحد على أن يرفض تلك الظاهرة أو يتبرأ منها.

بداخل كل منا كومة مشاعر وباقة أحاسيس كبيرة بعضها أُطلق سراحها والبعض الآخر معتقل حتى إشعار آخر.. لذلك أدعو عبر هذا المقال الذي سيرفضه الكثيرون لأنهم اعتبروا ما استنكرته من المسلمات المحرم المساس بها, أن يعبروا عن ما في داخلهم لكل الأشخاص الرائعين في حياتهم بثقة, فالحب ليس عار بل شعور ينسجم مع ديننا الإسلامي الذي يعتبر المحبة من عمق تعاليمه وقيمه.. هو أيضاً جزء لا يتجزأ من تراثنا وتاريخنا العربي الزاخر بأجمل القصائد الغزلية والحب العذري العفيف, ولا ننسى أن رسولنا وقدوتنا محمدا -صلى الله عليه وسلم- سُئل مرة: من أحب الناس اليك؟ فقال بملء فمه عائشة, بل إنه دعا المتحابين الى تتويج محبتهم بالنكاح.. هذا هو تاريخنا.. وهذا هو ديننا السمح الذي علمنا أن نحب بعضنا بل وقدم لنا وصايا لذلك.. أن نفشي السلام وأن نتهادى وغيره.. والله من وراء القصد.

نبض الضمير:

كل أمة تخشى الحب والمحبة, إنما هي تدعو للكراهية والتطرف بشكل غير مباشر.

Twitter:@lubnaalkhamis

ربيع الكلمة
أزمة حب.. في يوم الحب!
لبنى الخميس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة