Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 18/02/2013 Issue 14753 14753 الأثنين 08 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

هل يمكن لنا القول: إن جائزة «نوبل» بفروعها المختلفة هي من حازت قصب السبق في فكرة نشوء الجوائز على مستوى العالم؟ فالإجابة لا شك أنها بـ»نعم» ودليل ذلك أنها باتت تقليداً عالمياً سنوياً متبعاً، بل أصبحت هذه الجائزة وفكرتها مستنسخة في الكثير من الدول، فيما قامت جوائز أخرى على مستوى العالم على أسس أو أهداف تخدم الإنسانية والبحث العلمي والتميز على نحو جائزة الملك فيصل العالمية.

إلا أن الهاجس الدائم حول هذه الجوائز غالباً ما يجنح نحو رؤية تميل إلى أنها تسير وفق مفاهيم وأهواء السياسيين، لا سيما جائزة «نوبل» التي توجه إليها - على الدوام - سهام النقد على الرغم من أنها ذات صيت ذائع، وشهرة واسعة، حققت من ورائها الأهداف المرجوة، بل واستفاد منها الكثير من العلماء والباحثين والدارسين في مجالات علمية وإنسانية كثيرة.

وما يدفع بهذا الاعتقاد أو الهاجس هو ملاحظة أن الشخصية التي قد تُمنح هذه الجائزة أو تلك، تجدها بعد نيلها للجائزة وقد تعرضت لسيل من التحليل والنقد الحدس والغمز بأي قناة حتى باتت النظرة لمثل هذه الجوائز والحائزين عليها سلبية وغير منصفة.

فلو تجاوزنا الراحل «ألفريد نوبل» وجائزته التي فرضت ذاتها رغم أن هناك الكثير ممن يشيرون إلى أنها ليست عالمية إنما هي فكرة ومنتج أوربي ضيق الحدود، حتما فإننا سنتوقف عند الكثير من النماذج التي تحاكي هذا المشروع الذي أثبت رغم كل شيء أنه الأقوى في رؤية مفاهيمية تنشد تقدير الجهد الإنساني الفذ، والاعتراف بعطاء المبرزين في فنون العلوم والطب والمعرفة والأدب أي كان موقعهم على الكرة الأرضية.

فالذي يمكن تعاطيه اجتماعياً حول جدوى هذه الجوائز المحلية والعربية على وجه التحديد ويمكن لنا أن نقيسه بسهولة هو حجم الفجوة الهائلة بين المجتمعات ومثل هذه الجوائز، إذ يغلب على هذه العلاقة طابع المناسبات، وتباعد أوقاتها، أو تعثرها بسبب قلة الدعم المادي أو غياب صاحب الفكرة الأصلي.

فالجوائز والمهتمين فيها من النخب العلمية والثقافية في عصف ذهني دائم عمن يستحقها ومن لا يستحقها؟!.. فيما المجتمع يبحث عن ترتيب أولوياته في مثل هذه الجوائز على نحو بناء منفعة إنسانية تحقق معادلة البحث عن مشروع إنساني متكامل يسهم فيه الجميع، لتخرج الجائزة من كونها فردية إلى ما هو جمعي أو أممي يتميز في كنهه الإنساني الناجز.

وما يعاب على الجوائز في بعض مضامين أفكارها أو أسباب قيامها أن جلها غالباً ما تكون للوجاهة، وتلميع الذات، أو التكفير عن أمر شائن على نحو تكفير «الفريد نوبل» عن ذنبه في اختراع الديناميت، فجاءت وصيته بأن تسخر أمواله من بعده خدمة لهذه الجائزة ومن يحوزها.

أما استنساخ الجوائز العالمية في بعض الدول إذا استثنينا جائزة الملك فيصل العالمية، كأن تُعد نسخة عربية أو هندية أو كورية - فقد ثبت من واقع التجربة أنها غير موفقة، لغياب المعايير العالمية لمثل هذه الجوائز، وربما أبرز ما يعيق نجاح الجوائز المحلية أو الإقليمية هو قلة التوفيق في اختيار أعضاء لجان التحكيم الأكفاء الذين يسيرون فيها إلى بر الأمان.

hrbda2000@hotmail.com

بين قولين
معايير الجوائز
عبد الحفيظ الشمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة