Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 21/02/2013 Issue 14756 14756 الخميس 11 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

برغم ما أثير إعلاميا حول نقل دم ملوث بفيروس الإيدز للطفلة رهام وما يمكن أن يؤدي له هذا الخطأ الطبي من خطورة على حياتها؛ إلا أن إثارة هذه القضية بهذا التوسع أضر بالطفلة ولن يفيدها إطلاقا.

فتكرر اسمها في هذه الحادثة المفجعة لاشك أنه سيؤثر على مسيرة حياتها الاجتماعية، ولن يعالج مشكلتها الصحية، أو يواسي كسرتها النفسية.

ولن يساهم المزايدون على وضعها الصحي في تخفيف مصابها بقدر تشفيهم من وزارة الصحة!!

ما يؤسف له أن كل من كتب وتحدث وطالب فهو يزيد الجرح ويعمقه! مهما كانت أبعاد نواياه وأهداف مقاصده! ولو غلبت الحكمة على التهور لكان علاجها أسهل! فكيف سيمكن تقبّل تلك الطفلة وسط أقرانها؟ وكيف سيكون مستقبل وضعها الأسري بين إخوانها؟ برغم أن هذا المرض المزمن لا ينتقل بالتعامل المألوف بين البشر، ولكن الانطباعات المتراكمة حوله تجعل النفور هو سيد الموقف!! فمن ساهم بقتلها وهي حية؟ أليست الإثارة الإعلامية بكل أشكالها من صحف ومواقع إلكترونية وقنوات تواصل اجتماعي! وبعدها سينفض السامر وتعود الأقلام إلى أغمادها وتتبدل البرامج وتتغير الاهتمامات، وستبقى هذه الفتاة وحدها تنقل جريرة تلك الإثارة!

لا أشك مطلقا أن وزارة الصحة ستتحمل تبعات الخطأ الطبي المتكرر دوما سواء هذه الحادثة أو ما سبقها وما سيلحقها! والذي لم تستطع وسائل الإعلام جميعها معالجته ولا الندوات ولا حتى المؤتمرات طالما استمر الاستهتار بحياة الناس من لدن بعض الأطباء والفنيين والممرضين!! وهي فاجعة قد يتعرض لها أي شخص يدخل المستشفى بقصد العلاج!

وليست رهام وحدها التي تعرضت لخطأ طبي فادح، بل إن هناك أطفالا يموتون ومسنين وشبابا دون أن يعرفوا أو ذووهم أن وفاتهم ناتجة عن خطأ وتساهل مقدمي الخدمة العلاجية واستخفافهم بحياة الناس!!

ولأن الحادثة انتشرت ووصلت إلى كل بيت وشخص بل وتعدته إلى خارج الوطن؛ فإن لله الأمر من قبل ومن بعد، ونسأل الله أن يلطف بها ويشفيها ويرفع عنها، وليس ذلك على الله بعزيز.

وها نحن نشهد حالات صحية مزمنة برئت من السرطان بقدرة الله ثم بفضل التقدم الطبي الهائل وكان متوقعا لها الموت أو مقاساة الألم.

إلا أن مرض الإيدز مازال سيئ السمعة ويرهب اسمه الناس وعوامل النجاة من براثنه رديئة، ورغم ذلك فالأمل بالله وحده.

وحتى لو كتب الله للطفلة الحياة وألبسها الصحة بعد مرض فسيبقى اسم المرض الخطير مرتبطا باسمها كالوسم، وقد لا يمحوه الزمن ولا تطمسه ذاكرة القسوة عند البشر!

فمن قتل رهام مرتين؟!!

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny

المنشود
مَنْ قتل رهام مرتين؟!
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة