Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 21/02/2013 Issue 14756 14756 الخميس 11 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

الشيء الذي يتضجّر ويتبرّم منه سكان العاصمة الرياض “الزحمة التي لا تطاق”، ولذلك تجدهم لا يتحركون إلاّ للضرورة القصوى، ويبحثون عن الطرق الفرعية وربما مارسوا اختراق الأحياء السكنية هروباً من الزحام وخوفاً من الوقوف طويلاً في هذا المسار أو ذاك، ومن باب التدليل على ما ورد أعلاه.. كنت هناك منتصف الأسبوع الماضي واتصل بي أحد الزملاء عند الساعة الرابعة عصراً مبدياً رغبته اللقاء فمنذ زمن لم نلتق ونتحدث وجهاً لوجه، فقلت له “وأنا كذلك.. كم أتمنى رؤيتك” ولكنني مرتبط الساعة السادسة والنصف بموعد مهم وسوف أخرج من الفندق في تمام السادسة، فردّ على الفور: سأكون عندك بعد نصف ساعة بإذن الله، وبالكثير ساعة إلاّ ربعاً، ويكفي أن نجلس معاً نصف ساعة، وتمضي النصف.. والساعة.. ولم يصل صاحبي بعد!!، وعندما اقترب من الفندق كانت الساعة السادسة قد دقت، فرجع ورجعت معه ومثلنا كثير “بخفي حنين” جراء صعوبة الانتقال من موقع “أ” إلى “ب” الناتج عن الزحمة التي لا تطاق في العاصمة الرياض، ولذلك أعرف البعض من الأقارب والزملاء سكان الرياض لا يتحركون كثيراً بعد خروجهم من العمل، لأنهم يعرفون أن يومهم سيذهب في مشوار واحد فقط!!.

نحن في المدن الأصغر كحائل كنا لا نعرف الزحمة في الطرقات، ولم نذق مرارة الانتظار الطويل خلف الإشارة الضوئية، ولكن مع توسُّع العمران وكثرة الطلبة والطالبات الدارسين في الجامعة صار الحال صعباً، وبدأت الأزمة التي يتحدث عنها في الرياض تطل برأسها هنا!!، ولذلك لم أتعجّب ولم تثر عندي علامات الاستفهام جراء إشراك مرور حائل مطلع هذا الأسبوع “الطيران العمودي” في تسهيل مهمته بتفويج الطلاب والطالبات أثناء الصباح وعند الانصراف، ومن أجل مراقبته حركة السير المرورية وتوجيهها على طرق حائل المؤدية للجامعة، علاوة على القيام بأعمال المسح الجوي الشامل للحركة المرورية، وكما صرح مدير المرور للصحف الورقية والإلكترونية، فإنّ هناك لجنة تدرس كل هذا وسوف توصي بما تراه مناسباً لعلاج هذه الإشكالية التي يعاني منها كثير من أهالي المنطقة، ونتج عنها حوادث ووفيات الفصل الماضي وخلال الأعوام السابقة وللأسف الشديد.

إنّ تخطيط المدن.. والرؤية المستقبلية للتوسُّع العمراني واتجاهاته.. ودراسة الكثافة السكانية المرتقبة.. توجب التحرك الفوري اليوم قبل الغد في علاج ما قد يكون صعب الحل في المستقبل القريب، ولعل من أبسط ما يقال هنا العمل على توسعة جميع الطرق التي تخترق المدينة وصولاً إلى مناطق الخدمات، سواء أكانت في شمال المدينة أو جنوبها، شرقها وغربها.. كما أنّ من الأهمية بمكان الحرص على انسيابية الحركة والدراسة الفعلية من قِبل إدارة المرور لفتحات الشوارع الرئيسة التي تتيح الوصول بسهولة وتضمن السلامة في ذات الوقت.

أعرف أنّ إدارة الجامعة طالبت منذ أكثر من ثلاث سنوات وقبل انتقالها إلى المدينة الجامعية، على أن يتوافق مع هذا التحرك نحو الشمال تحرك خدمي كامل، وأن تكون الطرق المؤدية إلى هذه المدينة واسعة ومصانة بشكل جيد، من أجل ضمان سلامة أبنائنا وبناتنا بإذن الله، واليوم يتكرر الطلب وتزداد الحاجة للتدخل السريع والفعّال، وحتى لا تضيع المطالب بين إدارة الطرق والأمانة ويعود السؤال من جديد.. هل هذا الجزء من المدينة داخل النطاق العمراني الذي تقع مسئولية إعادة النظر فيه على عاتق الأمانة، أو أنه ما زال تابعاً لإدارة الطرق، حتى لا يكون ذلك، لابد من قرار سيادي حاسم يعطي الأولوية لهذه الطرق الهامة التي يقطعها فلذات أكبادنا صباح مساء.

إنني أعرف حرص صاحب السمو أمير المنطقة ونائبه والجهات ذات الاختصاص والمجالس المعنية في المنطقة والهيئة العليا للتطوير و.. على العلاج الشامل والسريع، ولكن غالباً ما يكون القرار في المشاريع المفصلية الخاضعة للمفاضلة وترتيب الأولويات في الوزارات، ومع الثقة الكاملة بما يبذل من جهود وما يتمتعون به من حرص ومتابعة، إلاّ أنّ الأوائل قالوا “ليس من رأى كمن سمع”، دمتم بخير ورزقنا الله وإياكم السلامة ووقانا وأولادنا شر الحوادث وإلى لقاء والسلام.

الحبر الأخضر
حتى لا تكون حائل “رياض أخرى”
د.عثمان بن صالح العامر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة