Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 21/02/2013 Issue 14756 14756 الخميس 11 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

منوعـات

يقال إن هناك حملة جادّة ضد المفحطين في شوارع الرياض، ويقال أيضاً إن ما يقارب 90% من هؤلاء المفحطين مطلوبون في قضايا جنائية، ويقال أيضاً إنهم اكتشفوا أن غالبية السيارات التي يمارس بها التفحيط ما بين مسروقة ومستأجرة، ويقال ويقال..

وأقول: صح النوم يا قلم المرور، رغم أن القاف في (قلم) قد تسقط منها نقطة، فتصبح فلماً طويلاً لا نهاية له، والسؤال المهم هل يعقل أن المرور لم يعرف هذه المعلومات البديهية، ألا يمكن الاطلاع على محاضر أقسام الشرطة ليوم واحد فقط، ليكتشف هؤلاء أن بلاغات المواطنين عن السيارات المسروقة لا حصر لها، وأن العثور عليها يتم غالباً من المواطن الذي يجنِّد أهله وأقاربه وأصدقاءه للبحث عن سيارته المفقودة، حتى يعثرون عليها مرمية في شارع ما، وقد أكل التعب والنصب والصدمات هيكلها؟.

نحن ينقصنا، في الرياض خاصة، حملات مرورية مكثفة ضد كل المخالفين في الطرقات، ضد كل من يعبث بأنظمة السير، لقد تغيَّرت الرياض كثيراً، وأصبح الواحد منا، يدعو الله أن يعود إلى بيته، أو تعود عائلته برفقة السائق، إلى البيت سالمين، بعد أن أصبح رجل المرور عملة نادرة، لا يمكن العثور عليها في ضخامة هذه المدينة، وإذا وجدته مع هذه الندرة، وجدته منشغلاً مع جواله، تاركاً الجميع يمتهنون المخالفة تلو الأخرى، بينما هو يثرثر ويبتسم في ملكوت آخر.

لماذا حين يقبض رجل الأمن على مخالف الأنظمة، سواء التفحيط أو عكس السير، أو قطع الإشارات والتسبب في قتل الآخرين، يتم تكريمه؟ ألا يعتبر عمله هذا جزءاً من وظيفته الأمنية مثلاً؟ ولا يعني هذا أنني ضد تكريم الإنسان أياً كان، لكننا نقول للآخرين إنه قام بعمل خارق، وخارج نطاق عمله، بينما دور رجل الأمن والمرور في جميع دول العالم هو حفظ الأمن، وتطبيق أنظمة السير، حتى لو اضطر إلى استخدام القوة، في حالة تمت مواجهته بالتمرد أو العنف.

علينا أن ندرك أننا لا نعاني أزمة تنظيم مروري أو حتى أمني، بل نحن نعاني أزمة تربية، نعم تربية حقيقية، نغرسها منذ الطفولة في صغارنا، فكم أتمنى أن تقوم مختلف الجهات، بعمل اختبارات على موظفيها، سواء كانوا رجال أمن أو مرور، أو مدرسين، أو أطباء، أو موظفي خدمة المواطنين، تكشف هذه الاختبارات مدى تحقق عناصر مختلفة، كالإخلاص في العمل، وروح المبادرة، والشعور بالمسؤولية وغيرها.

لا أريد أن أقول إنني متأكد أن نتائج هذه الاستبيانات ستكون مفاجئة لنا جميعاً، لأننا سنجد أن الموظف عموماً، غير مبادر، غير مخلص، غير محب لمهنته، وليس لديه شعور بالمسؤولية تجاه ما يؤتمن عليه.

والدليل على ذلك، أنك قد تجد رجل مرور يجلس في سيارة دوريته ببرود، بينما هناك حادث أربك الحركة المرورية، فلا يبادر تحت ضغط الشعور بالمسؤولية، ليحرّك تكتل الطريق، وقس على ذلك ما يفعله الطبيب من تجاهل حالة خطرة لمريض قد تتحول إلى أزمة حرجة، والمدرس الذي يتهرّب من التعليم بإخلاص وأمانة، إلى الانشغال بالبيع والشراء والمحادثات عبر أجهزة الجوال، وهكذا.

نزهات
استيقظ المرور وقال:
يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة