Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 21/02/2013 Issue 14756 14756 الخميس 11 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الريـاضيـة

الاحتراف الرياضي بين النظرية والتطبيق
نفقات هائلة ومردود ضئيل

رجوع

تم تطبيق الاحتراف الرياضي قبل عقدين من الزمان في المملكة، وتم خلال تلك الفترة من تطورات على شتى المستويات سواء كانت تلك التطورات كاستحداث لوائح وأنظمة وتطبيقها من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب أو إنشاء لجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي لكرة القدم أو على مستوى أنديةكرة القدم التي طبقت الاحتراف والتزمت به، بل ودفعت عشرات الملايين من أجله، ولكن بالرغم من كل ما سبق ما زال هناك خلل كبير ومزمن وقف دون تحقيق عائد مجزلذلك الاحتراف مقابل ما دفع من أجله سواء كان ذلك العائد ماديا أو مستويات رياضية ملموسة في أرض الواقع، فقد تم التوجه نحو الاحتراف لعدة أسباب أهمها الارتقاء بمهارة وفن اللاعبين إلى مستويات عالية تؤدي به إلى المنافسة العالمية، وكذلك تفرغه التام للتدريب لكي يحقق مستويات عالية من الأداء في كرة القدم تنعكس على نتائج فريقه، ولعل من أسمى أهدافه أيضا تقليل الاحتراف من ظاهرة شغب الملاعب والاعتراض على الحكام لما يترتب على اللاعب من عقوبات وخصومات كبيرة تقع عليه إذا ما خالف ذلك، وأن تصبح الرياضة مهنة للاعب المحترف ومصدر كسب رزقه وضمان المستقبل له، وما يتبع ذلك من تأمين طبي ورعاية ومميزات وظيفية أخرى تشجعه على الاستمرار باللعب.

ويمكننا القول: إنه بالرغم من كل ما بذل في سبيل الاحتراف وطوال السنوات الماضية ما زال هناك نقص كبير وواضح سواء كان ذلك في مجال الارتقاء بالمستوى الرياضي للاعبين أوالأندية بحد سواء أو على المستوى الشخصي للاعب المحترف ولعل ما رأيناه في الفترة الماضية من قلة انضباط بعض اللاعبين سواء كان عن طريق عدم الاهتمام بالتدريب اليومي والالتزام به أو التهرب من المباريات لأسباب واهية يعتبر مؤشراً على أننا نسير في الطريق الخطأ للاحتراف.

كذلك فإن من المفاهيم الخاطئة أيضاً تحول مفهوم الاحتراف لدى العديد من اللاعبين إلى بيع وشراء بطاقته وخدماته والتربح من وراء ذلك ومساومة الأندية، ومن يدفع أكثر في مقابل انخفاض الأداء وضعف في النتائج وقلة التزام بالتمارين، وقد تحول بعض منهم إلى أداة لجمع المال فقط فهو لا يلعب إلا من أجل الكسب المادي، بل يبحث عن أي فرصة ليحصل على المزيد فإذا فاز بمباراة طلب مكافأة وإذا أحرز هدفاً طلب أخرى، ولكنه حين الطلب من اللحاق بالمنتخب يصدر العذر تلو الآخر.

ولعل أهم سلبيات الاحتراف التي أجمع عليها الباحثون أن سعي اللاعبين نحو الشهرة وتحقيق أعلى النتائج من أجل أن يكسب أكبر قدر ممكن من المال أدى ببعض منهم إلى تعاطي المنشطات والعقاقير الأخرى الممنوعة من أجل تحقيق ذلك، وهذا بدوره يتعارض مع جميع الأهداف العالمية المتفق عليها للنشاط الرياضي ويؤثر سلباً على صحة اللاعب في المستقبل القريب.

قد يرى بعضهم أن هذه السلبيات ليس لها ذلك الأثر من النتائج على مستوى الرياضة، ولكن الواقع يؤكد أن من أسباب تدني مستوى الاداء الرياضي لبعض اللاعبين هو السعي وراء التربح وعدم التركيز على جودة الاداء في الملعب مما انعكس بدوره على الأداء العام للنادي، بالرغم من جميع ما يبذله ذلك النادي من مبالغ طائلة على اللاعب المحترف وتلك المبالغ تعد من أكبر الاسباب التي ترهق ميزانية النادي.

لذا لابد لنا من إعادة صياغة مفاهيم الاحتراف والعمل على ترسيخ تلك المبادئ والشروط لدى اللاعبين ليتسنى للجميع الاستفادة من ذلك الاحتراف بكامل جوانبه سواء كان على المستوى الشخصي للاعب أوعلى مستوى الأداء العام للنادي خلال المباريات والبطولات والانشطة الرياضية الأخرى.

بحيث يتم ذلك عن طريق زيادة الوعي لدى ممارسي الاحتراف سواء من اللاعبين أوكذلك من إدارة الأندية عن طريق الندوات والدورات التدريبية التي تهدف إلى ترسيخ مفهومه التطبيقي، ومن جانب آخر يتم تفعيل الشروط والأنظمة الأخرى التي تلزم اللاعبين بالتقيد والالتزام بجميع جوانب الاحتراف وليس التركيز فقط على الجانب الكسب المادي.

مونس شجاع - ماجستير الإدارة الرياضية

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة