Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 23/02/2013 Issue 14758 14758 السبت 13 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

ذات فترة غاب العزيز د. عبدالله الغذامـي عــن (تويتر) وغابت تغريداته فسألته عندمـا التقيته: (سلامات أبا غادة وينك ما شفناك بتويتر؟)، فضحك حتى بدت نواجذه، وقال ذكرتني عندما كنا نسأل بعضنا عندما كنا في مدينتنا (عنيزة): وينك ما شفناك بالسوق أو ما شفناك بالمسجد عندما كان السوق واحداً، والمساجد محدودة.

الله..!

أتوقف وأتأمل الآن: كيف تغيّرت ثقافة التواصل من اللقاء بالسوق إلى الاجتماع بتوتير.

***

هذه مقدمة قد تكون طالت حول ما أريد طرحه وهو: أدبيات التغريد والتعليق بتويتر -إن صحت التسمية-!.

مع الأسف إننا أو أغلب السعوديين يغلب على حواراتهم الشقاق وأحياناً -مع الأسف- السباب والقسوة في الرد على من يخالفنا بالرأي!.

إنني أتساءل ونحن أمة جاء في نصها المقدس: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} سورة العنكبوت - الآية 46. هذا بالنسبة للمختلفين معنا عقيدة، فكيف لا نجادل نحن بعضنا بالتي هي أحسن!.

(تويتر) فضاء (عولمي) مفتوح فلِمَ نظهر سوءات نقاشاتنا أمام الآخرين؟، ونحن الذين يفترض فينا أن نكون أمة الرحمة، ويكون خطابنا الحواري بالكلمة الطيبة.

الاختلاف أمر طبيعي لكن السؤال كيف نختلف.. وما هدفنا من الاختلاف، إذا كنا نختلف بلغة راقية، ونرمي للوصول إلى الحقيقة فهذا أمر جميل ورائع، بل مطلوب.. لكن إطلالة على تغريدات بعض (المتوترين) لا تشي بذلك ولا تتماهى مع الهدي المحمدي الإنساني!.

بقي -قبل الختام- أن أشير إلى (سلبية مهمة) بدأت تظهر وبدأ البعض يشكو منها وهي: أن (عالم الإنترنت) وبخاصة مواقع التواصل الاجتماعي أضحت تسرق وقت الإنسان بشكل عجيب، لقد استأثرت بجزء كبير من وقت القراءة الجادة والتي هي -لا جرم- أوفر جدوى من متابعة تغاريد وأحياناً نعيب (المتوترين)، ولو قارن الواحد منا المحصلة التي يخرج بها من متابعة (مواقع التواصل الاجتماعي) لمدة ساعة وقارنها بقراءة صحيفة أو كتاب لوجد الفرق واضحاً والجدوى الأكبر لصالح الثاني.

لقد رأيت أن البعض الراشد بدأ يخصص وقتاً محدوداً لعالم الإعلام الجديد وتحديداً (مواقع التواصل) التي هي مثل ماء البحر لا يروي، وكلما نهلت منه ازددت ظمأً.

=2=

نقبلها بريِّها وظمئها

* كما تحنٌّ “النوارس” إلى شواطئها.. يجد الإنسان نفسه -أحياناً- مشدوداً إلى أشيائه البسيطة التي تعايش معها حيناً من الدهر مذكوراً.

يحنُّ إليها حنين “الخلوج” لولدها.. ويجاهد من أجل أن يتذوق عذوبة ريّها.. ودفء لحظاتها عندما كان كل شيء بسيطاً.. بسيطاً.

وتمضي الأيام.

ما بين صهيل الفرح في أيامك الغابرات والحاضرات.. وبين صليل الشجن في أعماق الذات.. تسافر من هجير إلى ظل.. ومن صحراء إلى خمائل.

وتلك هي رحلة الحياة.

محطات من أفراح وأشجان.. من أنهار ونهارات.. من أنغام تجعل البهجة تسكن دواخلك إلى أنغام تفجر الألم في نفسك.

وما أحلى الحياة عندما تكون ساعاتها رخاءً.. ونهاراتها أفراحاً.. ولياليها أنساً.. وما أمرّها عندما تقلب ظهر المجن فتكون لحظاتها تعباً.. وساعاتها كمداً.

ومع كل ذلك, ومع كل رغبتنا في التغيير لا نقدر أن نكلف الأيام فوق طباعها.. لابد أن نقبلها بريّها وظمئها.. بأنسها وشقوتها.

***

=3=

آخر الجداول

* للشاعر: بدوي الجبل:

(ويارب من أجل الطفولة وحدها

أفض بركات السلم شرقاً ومغربا

وصن ضحكة الأطفال يا رب إنها

إذا غرّدت في مجدب الأرض أخصبا)

hamad.alkadi@hotmail.com
فاكس: 4565576 ---- تويتر @halkadi

جداول
وينك ما شفناك بتويتر..؟
حمد بن عبد الله القاضي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة