Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 27/02/2013 Issue 14762 14762 الاربعاء 17 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

مثلما أن تتابع الفصول يخبر أن الحياة تدور.. كذلك كل شيء له دورة حياة طبيعية لا بد أن يمر بها وإن تجرعنا في أحد الفصول كأس المرارة.. ولعل ملف الفساد الذي يتضخم بين أيدينا كل يوم يخبرنا أننا في الطريق الطبيعي للإصلاح.. وبسبب حجمه انقسمت الرؤى بين غاضب وآخر يائس.. لكن! لنرى الأمر من زاوية أخرى.. ليست خيالية إنما نتبع خطوات المنطق.

قديماً لم يكن سقف الحرية كما هو الآن.. ولم يكن توثيق الفساد بالصوت والصورة كما الآن.. لذا فإن الفساد لم يكن مخلوقا مشوها ولد فجأة على أثر خطيئة.. إنما كان كامناً بين طيات الصمت والتعتيم والضعف.. يوم كان الإعلام كسولاً وحكراً على بعض الناس.. ويتبع سياسة معينة لا تفي بكشف المستور.

ماذا حدث اليوم.. الوضع تغير تماماً.. أصبحت الكلمة ملك الجميع.. ولها فضاء لا يمكن السيطرة عليه إلا بإصلاح الخطأ.. والأسئلة المحرمة باتت خياراً.

إنها الدورة الطبيعية للصمت والتعتيم قبيل نحره على منصة التساؤل والمحاسبة.. ولعل المشكلة الآن التي نعاني منها محاولة دفع عجلة الإصلاح بالقوة.. مما يجعل الغضب حاضراً على صفيح ساخن من نفاذ الوقت.

لكن لو تريثنا قليلاً ..فنحن الآن في مرحلة ضغط الرأي العام على المخطئ.. وهي مرحلة حرجة لدرجة أن تنسل من خلالها يد الفساد من أبواب خلفية.. لتشتت الجموع التي ترتقب حياة كريمة.. بالطائفية الدينية تارة.. وباستعجال الإصلاح تارة أخرى كأن المسئول يماطل.. وبافتعال قضايا رخيصة لها فرقعة عاطفية تكفي لتجيّش الجماهير لتنسى ما استماتت من أجله في أول قضاياها وأهمها على الإطلاق..وأظن الربيع العربي عند هذه المرحلة تحديداً فقد ما تجمع من أجله.. وضاعت القضية الأصلية.. واستطاع “الشطار” أن يجيروا الأمر لمصالحهم الشخصية.

نحن بخير عندما نستطيع أن نقول لماذا؟ ..من أين لك هذا؟ لأن للكلمة وزنها الذي ينزل على عاتق المقصر واللص كالصاعقة.. ومع تكرار السؤال لا بد أن يتغير الوضع.. المهم أن لا نفقد تركيزنا.. ولا نكون بذاكرة قصيرة يمكن قطعها بحدث آخر.. إنما الأجندة متسلسلة لا تخضع لتعطيل.. ولا تشويش مهما كانت الدوافع.. فمن يحاول أن يثني عزيمة الإصلاح الحقيقي شريك في جريمة الفساد أياً كانت طريقته.

amal.f33@hotmail.com

إيقاع
« الشطار» وغضب الجماهير!
أمل بنت فهد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة