Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 28/02/2013 Issue 14763 14763 الخميس 18 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

قبل عام تقريباً وعلى وجه الخصوص يوم الثلاثاء 7 -4 -1433هـ كتبتُ في هذه الزاوية عن مبادرة رائعة ورائدة عنوانها “سفراء أمن الوطن”. واليوم يتجدد الإبداع وتتحقق الريادة من جديد في إدارة دوريات الأمن بمنطقة حائل، وذلك من خلال مشروع آخر حقه الإشادة والشكر والدعاء للقائمين عليه ومن يقفون خلفه منذ ميلاده فكرة وحتى النهاية، مروراً بالتنسيق ومن ثم التطبيق والمتابعة حين التنفيذ.

لقد انبرى سعادة الأخ المقدم فهد المديهش وزملاؤه في هذه الإدارة النشطة لردم الفجوة بين واقع بعض من أفراد الأمن العام والدور المتوخى لرجال الدوريات من قبل المجتمع، بعد أن عملوا على تشخيص الواقع بشكل علمي رصين ودرسوا نقاط القوة والضعف الداخلية في الجهاز وتفحصوا الفرص والتحديات في المجتمع المحلي. ليس هذا فحسب بل قرأ هذا الفريق المتطلع للجودة في الأداء السيناريوهات المتوقعة “الممكن، والمأمول، والحلم”.. وبعد مشاورات ومداولات مع معالي الفريق أول سعيد بن عبد الله القحطاني مدير الأمن العام في المملكة وبمتابعة وتحفيز ودعم كبير من قبل مدير الإدارة العامة لدوريات الأمن سعادة الدكتور علي الوهيبي، تفتق الذهن عن مشروع وطني متكامل مبني على رؤية إستراتيجية عميقة ونظرة تخطيطية ناضجة تتخذ من التدريب سلماً للتربع على قمة النجاح والتفوق في الأداء وخطوة ناجزة وفاعلة من أجل ردم الهوة بين ما هو مشاهد في الشارع السعودي وما يجب أن يكون.

لقد بدأ التفكير الجاد لتنفيذ هذا المشروع مع بداية العام الهجري الحالي، وتم التواصل مع إدارة جامعة حائل لاحتضانه، وبالفعل تكوَّن فريق متخصص للعمل المشترك من أجل الوصول بهذه المبادرة الواعدة إلى حيز التنفيذ.. كانت البداية - بعد نيل المباركة والدعم والتشجيع من قبل صناع القرار - التواصل مع إدارت دوريات الأمن في المملكة لترشيح من يرون من منسوبيهم ليتدرب على يد مختصين ولمدة شهر كامل في مقر الدوريات بمنطقة حائل. وفي منتصف ربيع الأول الماضي بدأت دورة متخصصة لإعداد مدربين من منسوبي هذه الدوريات في جميع مناطق المملكة، وسوف يحتفلون بإنهاء مشوارهم التدريبي الأسبوع القادم -بإذن الله- بعد أن تلقوا على يدي أهل الخبرة والدراية والمعرفة التخصصية مهارات عدة وتعلموا لغة الإشارة للتخاطب مع ذوي الحاجات الخاصة ودرسوا أخلاقيات المهنة وفن الاتصال. كل هذا بعد أن عرفوا صفات المدرب ومتطلبات التدريب الناجح.

هذه هي الدائرة الأولى من هذا المشروع الوطني الذي سيتسع حتى يستفيد منه جل بل كل رجال الدوريات، إذ إن هؤلاء الصفوة الذين انخرطوا بهذه الدورة المكثفة طوال شهر كامل سيعودون إلى مقارهم الوظيفية ليدربوا زملاءهم في منطقتهم الأمنية، وهكذا تتابع الدورات التدريبية لأفراد الدوريات وهم على رأس العمل، وهذا أجود أنواع التدريب كما يقول أهل الاختصاص.

لقد التقيت بصاحب هذه المبادرة الرائعة، وذكر في ثنايا حديثه إلى أن التدريب على رأس العمل ليس جديداً في هذا القطاع الأمني الهام، فالإدارة توليه جل اهتمامها إيماناً منها بأهميته الآنية والمستقبلية، فهو في قاموسها ليس ترفاً أو أمراً تحسينياً كما يظن البعض، بل هو ضرورة ملحة وفائدته للوطن والمواطن كبيرة وثماره يانعة، ولكن كان من يقوم بالتدريب فيما سبق زملاء أعزاء من داخل الجهاز دون أن يمنحوا صفة المدرب المعتمد من جهة أكاديمية معتبرة وليس لديهم -مع احترامي الشديد لجهودهم- معرفة تخصصية بآلية إعداد الحقائب التدريبية وما إلى ذلك، ولذا كان هذا المشروع الذي حظي بالدعم اللامحدود من قبل أصحاب القرار.

إن التغيرات التي طرأت على الشارع السعودي توجب على جميع الأطراف التي تتعامل مع شريحة الشباب خاصة وصغار السن على وجه العموم أن تكون على دراية ومعرفة بطبيعة هذه المرحلة ولديها أخلاقيات تتسع وتتحمل الكل وتملك مهارات فن الاتصال مع الجميع، ولذلك كان هذا الشهر الذي سيكون له -بإذن الله- مردود إيجابي على المواطن في وطننا الحبيب.

شكراً من الأعماق لمعالي الفريق الذي يحمل هم المواطن، فكان ذلك دافعاً رئيساً في دعم المشروع، وتعبيراً عن النمط الإداري القيادي الذي نتمناه في جميع قطاعاتنا الأمنية والخدمية والأكاديمية و...، حيث سرعة الاستجابة ودعم البرامج المدروسة التي تعبر عن الترابط العميق بين متطلبات التطوير المهني والاحترافي بناءً على تشخيص مؤشرات الأداء في الواقع ومن ثم العمل على تحديد مسار التدريب حتى يؤتي ثماره بمشيئة الله. دمتم بخير وإلى لقاء والسلام..

الحبر الأخضر
مبادرة أمنية “حائلية” رائدة ورائعة
د.عثمان بن صالح العامر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة