Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 28/02/2013 Issue 14763 14763 الخميس 18 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

متابعة

أفل نجمان في ديار الرين (هميجان وابن عرنان)

رجوع

تمضي بنا الأيام وتمر السنين ويظهر في المجتمعات شخصيات وهبها الله بعض الخصال لكي تتميز عن غيرها ويستعملهم الله في طاعته ويكونون قدوات لغيرهم ونحن في منطقة الرين أفاء الله علينا بنماذج من البشر تفخر بهم المنطقة ويشرف بهم المجتمع وتزدان بهم المجالس ويكون لهم بصمات على مجتمعهم ومن هؤلاء شيخ فاضل، عالم تقي، منذ نعومة أظفاره وهو عاكف على الطاعة حفظ القرآن في سن مبكرة وأجاد حفظ السنة في مقتبل عمره وتتلمذ على يد مشايخ عدة أبرزهم الشيخ عبدالرحمن بن جبرين والد العلامة الشيخ عبدالله بن جبرين رحمهما الله جميعاً وكذلك فضيلة الشيخ عبدالعزيز أبوحبيب الشثري رحمه الله وغيرهم من طلبة العلم الأفاضل كان سريع البديهة في الحفظ زاهداً في الحياة لا يتحدث في أمور الدنيا ولا يسأل عنها وهمه الأول الدين وأركانه ونشر العلم الشرعي كان إذا دخل مجلساً أنصت له الجميع احتراماً لمكانته واستماعاً لقوله الذي لا يخرج عن النصح والإرشاد كان مرجعاً للكثير من طلبة العلم فكان لا يخلو منزله من زائر يبحث عن معلومة شرعية أو تصحيح حديث فضلاً عما يتمتع به من محبة لدى الجميع ذلك هو الوالد الشيخ هيمجان بن مذيور بن جليغم تغمده الله برحمته وجزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء.

شخصية أخرى لها من المكانة في القلوب ما الله به عليم نشأ في طاعة الله وسخر وقته للطاعة وتلاوة القرآن وإمامة المصلين يشهد له بالصلاح والاستقامة وكان من أهل القيام فكان لا يترك ذلك حتى في سفره وتتلمذ على يديه العديد من طلبة العلم ومنهم من أشرنا له في بداية المقال حيث كان له دور كبير في تعلمه، تتميز تلك الشخصية بخصال عدة منها دماثة الأخلاق وسداد الرأي وكرم الوفادة وحب الآخرين لا يهمه المنصب ولا الوجاهة رغم أنه يتمتع بها ولكن كانت لا تشكل له أي اهتمام حيث كان يسخرها في خدمة الآخرين سواء من أبناء قبيلته أو القبائل الأخرى يسعى بالإصلاح لذات البين ذلك هو الأخ الشيخ سعد بن عرنان بن جليغم رحمه الله رحمة واسعة، إننا في مجتمعنا نفتقد النجمين ليس لقربهما وما تربطنا بهما من صلة رحم بل لأنهما مدرسة في الزهد والتقى ونقتبس دائماً من نورهما الذي وهبهما الله إياه وما أحزننا إلا أن مجالسنا التي كانت تزخر بنصائحهما وإرشاداتهما وشمائلهما الطيبة سوف تفتقد لذلك، وأكبر دليل على خسارتهم وفقدانهم جموع المعزين الذين توافدوا علينا من جميع أقطار المعمورة ومكانتهما العزيزة لدى كثير من الناس ونشكرهم على مواساتهم وألا يريهم الله أي مكروه وما خفف مصابنا وأحزاننا سوى مشاركتهم وتعازيهم ومواساتهم وليس أمامنا في هذا المصاب الجلل وهذه الخسارة العظيمة إلا الصبر والاحتساب وكما قال الله عز وجل { إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ } وإنا على فراقهما لمحزونون نسأل الله أن يتغمدهما برحمته ويسكنهما فسيح جناته وأن يخرج من أصلابهما ما يكون خليفة لهما ويعوضنا في فقدهما والحمد لله من قبل و من بعد وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

سعد بن محمد بن سعد بن جليغم

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة