Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 28/02/2013 Issue 14763 14763 الخميس 18 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

كان زميلي يتحدث عن ما اصطلح على تسميته بالربيع العربي، وللعلم فإن من أطلق عليه هذا الاسم هو الإعلام الغربي، ثم تلقفها إعلامنا كالعادة، وقد رفع صاحبي حاجبيه عندما قلت له «حرر المصطلح»، وسمي الأشياء بمسمياتها، فما جرى في بلاد الثورات كانت أحداث شغب كبيرة، وقد تكون مبررة، وكان يمكن لها أن تقمع، كما تم قمع غيرها فيما مضى، ولا تزال جريمة الرئيس حافظ الأسد في حماة، في الثمانينيات الميلادية حاضرة في الذهن، ومثلها جرى في معظم البلاد العربية، فما هي يا ترى التسمية الحقيقية لما يجري في هذا العالم العربي المضطرب؟

بعد مرور أكثر من عامين، يعتقد كثيرون أن ما جرى في تونس ومصر كان عبارة عن انقلابات عسكرية، تم من خلالها استبدال حاكم دكتاتوري، بتنظيم أشد دكتاتورية، أما ليبيا فقد تم غزوها من قبل الناتو، تماما كما غزت أمريكا العراق، وفي اليمن التي جاءت على الهامش، تم استبدال الرئيس بنائب الرئيس من ذات الحزب الحاكم، ولو وقف الجيش مع الحكومات في تونس ومصر كما هو معتاد في بلاد العالم الثالث، لتم قمع الاحتجاجات الشعبية بسهولة، وبالمثل، لو لم يتدخل الناتو في ليبيا، لأباد المجرم القذافي مدينة بنغازي، ومسحها من الخارطة، كما قال ابنه سيف الإسلام في بداية الاحتجاجات، ولم يكن سيف يعلم حينها أن الأمر طبخ بليل بهيم، وأنه ووالده معمر أكلا يوم أكل الثور الأبيض، وربما لو كان يعلم ما ينتظره، لكان الآن ينعم بالثروات المنهوبة في إحدى جمهوريات الموز، بعيدا عن العدالة الغربية!.

ولا أعتقد أن أحدا يجادل في ذلك، عدا أحزاب الإخوان الخليجية، فالولاء للتنظيم يدفعهم للتطبيل، ومحاولات الترقيع لحكومات الإخوان، ولكن يبدو أن الحقيقة أكبر من قدراتهم، فالكلمة الفصل للحكم على تنظيم الإخوان قالتها معظم فئات الشعبين المصري والتونسي، ولا أظن أن أحدا سيزايد عليهم في حكمهم هذا، فكثير ممن يقف ضد تنظيم الإخوان الآن في مصر وفي تونس، كانوا أنصارا له فيما مضى، بل إن معظمهم صوت له في الانتخابات، وقد لخص الأمر مغرد مصري شهير، وذلك عندما كتب: «لم تكن مشكلة الإخوان مع دكتاتورية مبارك، ولكن كانت مشكلتهم أن الديكتاتور لم يكن منهم»، ولا أظن أنه ذهب بعيدا عن الصواب، فالديكتاتورية بلا شك سيئة، ولكن عندما تفرض باسم الدين، فإن ضررها يكون أشنع، وفي الأخير، نتمنى أن يتم التعامل بواقعية مع ما جرى، ولا يزال يجري في عالمنا العربي، حفاظا على الأوطان من جهة، ومستقبل الأجيال من جهة أخرى.

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2

بعد آخر
ثورة ..انقلاب!
د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة