Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 01/03/2013 Issue 14764 14764 الجمعة 19 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

ما يؤلمنا أن هناك كثيراً من الشخصيات الناجحة إنسانياً لا يعلم عن إنجازاتها إلا ممن هم حولهم، ولا تقبل بالتحدث عن إنسانيتها في خدمات متعددة لأنها تؤمن بأنه من واجبها ولا ترغب في التفاخر به! لكن بعد مماتها وانتقالها إلى مثواها الأخير أسكنها الله فسيح جناته، لا بد أن نتحدث ونتحدث عن إنجازاتها تلك التي ظلت لسنوات طويلة في الخفاء لحساسيتها وعمق إنسانيتها لعل هناك من يتعظ ويعتبر في كيفية التعاطي مع هموم الوطن والمواطنين! والأمير سطام بن عبدالعزيز رحمة الله عليه كان على رأس هذه الشخصيات التي لا تكِلّ ولا تملّ في خدمة قضايا المواطنين بجانب أخيه الأمير سلمان بن عبدالعزيز كنائب له سابقاً، أو بعد ترؤسه إمارة الرياض وقضاياها المتشعبة وهموم مواطنيها ومطالبهم اليومية.

وهذه إنجازات يومية معتادة لأي أمير لمنطقته، لكن الذي هو خارج عن المعتاد عندما اهتم بوضع أطفال السجينات ممن هم تجاوزوا “سن الرضاعة” ويعيشون مع أمهاتهم بجنسياتهن المختلفة داخل عنابر السجن ويعانون من المواقف اليومية التي تعيشها السجينات مما يؤثر على شخصياتهم ونفسياتهم، خاصة أن بيئة السجن لا تناسب بقاء الطفل في حضن والدته في سنوات طفولته المبكرة.

لذلك كان افتتاح “قسم أبناء الرعاية المؤقتة” لأطفال السجينات في أحد المراكز التأهيلية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية وذلك عام 1422هـ وباهتمام ومتابعة أيضاً من سمو الأميرة سارة بنت محمد بن سعود المديرة العامة للإشراف النسائي الاجتماعي في منطقة الرياض، والتي حرصت أشد الحرص على توفير البيئة المناسبة لأطفال ظُلموا بدخولهم السجن مع أمهاتهم وهم في طفولتهم المبكرة وسيحرمون من حقوق كثيرة من أهمها العيش في بيئة آمنة ومطمئنة وهذا من البديهي لا يتحقق بسهولة في عنابر السجون! هذه الخدمة الإنسانية الوحيدة على مستوى الشرق الأوسط شجعها سموه رحمة الله عليه وإن شاء الله تكون في موازين أعماله الإنسانية التي لا حصر لها، واهتم بتطويرها واستمرارها تحت مظلة وزارة الشؤون الاجتماعية وبرعاية وزيرها الإنساني د. يوسف العثيمين، والذي يحرص في كل مناسبة عيد أن يُقدم لهم عيديتهم بمبلغ خاص لكل طفل من لجنة رعاية السجناء وأسرهم لكي لا يُحرموا من فرحة العيد مثلهم مثل باقي الفئات التي ترعاها الوزارة، والآن هذا القسم تحت مظلة وحدة الحماية الاجتماعية بالرياض يحظى فيها الأطفال من جنسيات مختلفة بحاضنات ومعلمات ومراقبات وتمريض وأخصائيات لمتابعة شؤونهم اليومية، وبزيارة أسبوعية لأمهاتهم خلال نصف برنامج يومي بهدف استمرارية علاقتهم الوالديّة بأمهاتهم.

ولقد كان المساند لنا في السنوات الأخيرة بعد الله سبحانه وتعالى لقضايا العنف الأسري، وكانت عبارات الشكر التي وجهها لي شخصياً لمعالجة إحدى القضايا العام الماضي أكبر داعم للاستمرار والتحدي وتجاوز التشكيك في قدراتنا ومصداقيتنا في التعامل مع هذه الحالات الصعبة وأختمها بعبارته الأبوية الرائعة “نشكركم وجميع العاملات معكم على ما قمتم به من جهد متميز ساهم بعد توفيق الله في إنهاء المهمة على الوجه الأكمل في وقت قياسي، ونؤكد لكم أن ما قمتم به محل شكرنا وتقديرنا” رحمك الله سطام بن عبدالعزيز وأسكنك فسيح جناته يا رب العالمين.

moudyahrani@ تويتر

روح الكلمة
إنسانية سطام رحمة الله عليه
د. موضي الزهراني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة