Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 01/03/2013 Issue 14764 14764 الجمعة 19 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

من النادر أن نجد قضية تختلف فيها وجهات النظر مثل ما تتعدد الاختلافات والتناقضات في قضية تخص (نون النسوة) نصف البشرية على وجه الأرض.. حتى ليكاد يصل هذا الاختلاف إلى ضجيجٍ وتهريج.. سخطٍ وتهجمٍ وإنكار. في مجتمعنا يبدو أن بعض العقول الذكورية لا زالت تستصعب رؤية المرأة في مواقع قيادية.. أو مشاركة في اتخاذِ قرار جنباً إلى جنب مع الرجل داخل أي دائرة حكومية..

بل لازالت ذهنية تلك العقول تنكر إعطاء المرأة فضاء يسهم في صياغة الرؤى المتعددة والمختلفة من خلال إيجاد مقعد لها في أي منشأة حكومية لتعمل سوياً مع الرجل، وذلك تحت مظلة الضوابط الشرعية التي تحميها وتضمن لها أن تمارس دورها المنوط بها بكل حرية وشرف وكرامة.. وبالتالي لا تثير حنق وغضب التيار الإسلامي المتشدد.. أو تهز كيان بعض أولئك المتأسلمين الذين يتخذون من الخطاب الديني صوتاً وحجة للمعارضة والإنكار أو المجاهرة دون العودة إلى ديباجة الأطر والضوابط الكمية والكيفية التي حُدِدتْ ووُضِعتْ وعلى ضوئها تتم مشاركة المرأة.. سواء في مجلس الشورى أو في أي دائرة حكومية يتطلب العمل فيها الجمع بين الرجل والمرأة في مكانٍ واحد.

من المؤسف حقيقة أن السجال حول هذه القضية لم يهدأ... فرغم احتفاء الكثير وهو يشاهد المرأة السعودية تتكئ على مقعد التكليف في مجلس الشورى واتخاذ القرار.. نجد مواقع التواصل الاجتماعي وفضاء التغريد يعجُ بأصوات من يستنكر ويلفظ ويتضجر ويسخط ليصل الأمر الى أن يصف بعضهم عضوات مجلس الشورى بأبشع الأوصاف يأتي ذلك بعد أن أدّى هؤلاء الأخوات الكريمات القسمَ أمام خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -. فإذا كانت هذه العبارات والأوصاف لاقت استنكاراً واستهجاناً واسعاً من قبل شريحة واسعة من المغردين في فضاء التغريد بل من عدد كبير من أفراد المجتمع، فإنه من المستغرب أن تأتي هذه الآراء ممن يدعون الاحتساب ويحملون أعلى الدرجات العلمية أضف الى أنها تعكس فكراً ورأياً ذكورياً يسعى لتهميش دور المرأة السعودية ووأد مشاركتها في عملية التنمية الشاملة للوطن. فإذا كان قرار تعيين المرأة في مجلس الشورى لم يأتِ جزافا.. بل جاء وفق رؤية شرعية استندت إلى الثوابت والمبادئ الإسلامية.. وخُضِع لفيضٍ من الاستشارة من العلماء وأهل العلم وذوي الاختصاص فالأجدر أن يكون الاحترام سيد الموقف بغض النظر عن الاختلاف والتوجه وتعدد وجهات النظر. العبارات التي وردت ضمن تغريدات لأشخاص معروفين بأسمائهم هي تجاوز مباشر لمبادئ الأخلاق الكريمة التي هي من سجايا المؤمنين.. والتهجم على كوكبة من أكاديميات فاضلات لهن باع طويل في مجال العلم والبحث.. ومشهود لبعضهن الكفاءة والخبرة ليس على المستوى المحلي فقط بل على المستوى العالمي والدولي، وقبل كل ذلك حظيت الكثير من بناتنا بالدراسة على أيدي بعضهن لا يقبل به دين ولا منطق ولا عقل.. لينظر أولئك المستشيطون غضباً إلى تاريخنا الإسلامي.. أليس هو تاريخا زاخرا بالنماذج المضيئة المشرفة من نساء ساهمن وشاركن بدورٍ فعال في بناء الدولة الإسلامية؟؟ ألم تكن المرأة المسلمة تسير في ركب الجيوش لتطبيب الجرحى؟؟ فيا ليت أولئك الذين يسعون لطمس دور المرأة عن المشاركة الفعالة في بناء الوطن ويثيرون اللغط والجدل والشبهات حولها يا ليتهم يعيدون قراءة الضوابط والمعايير الدقيقة التي حُدِّدتْ ونُظِّمت بموجبها مشاركة المرأة في مجلس الشورى.. ختاماً أشير إلى مقولة رائعة “ليحيى بن معاذ الرازي” وأجد أنه من المناسب أن أقدمها لكل أولئك الذين غردوا في فضاء التغريد ونعتوا أخواتنا الفاضلات عضوات مجلس الشورى بما لا ينبغي أن يكون... أتنى أن تُقرَأ بتمعن ليُدرَك فحوى معناها الجميل... (ليكن حظ المؤمن منك ثلاثة.. إن لم تنفعْه فلا تضره.. وإن لم تفرِحْه فلا تغمه.. وإن لم تمدحْه فلا تذمه...).

zakia-hj1@hotmail.com
Twitter @2zakia

عود على بدء
الضمير الذي لفظته ألسنة السخط والتهجم!!!
زكية إبراهيم الحجي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة