Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 01/03/2013 Issue 14764 14764 الجمعة 19 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

هل النساء أكثر إضاعة للوقت؟
د. علي سعيد آل صبر

رجوع

لا يختلف اثنان على أن الوقت له أهمية كبرى في حياة الفرد والجماعة. والإنسان بحد ذاته عبارة عن زمن (وقت) ينقص ولا يزيد يقول الله سبحانه وتعالى: {والعصر، إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ}، فعندما يهدر الإنسان شيئاً من وقته فهو بذلك أضاع من عمره زمناً على قدر ما أهدره ولا يستطيع العودة إلى ذلك الوقت الذي خسره بدون فائدة.. وديننا الحنيف اهتم بقيمة الوقت ومن إمارات المسلم التقي هو إدراك ما لهذا الوقت من أهمية تسمو بها روحه إلى أعلى مراتب التقى والرشاد قال الله تعالى: {إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ} يونس 6، وعندما نصل إلى أعلى درجات التقى نكون بذلك وصلنا إلى أسمى درجات الإيمان. وعندما ندرك أن الوقت هو جزء من حياتنا اليومية من بكورها حتى مسائها ندرك أننا لن نهدر الشيء الكثير إلا ما نامت به أعيننا، وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام (بورك لأمتي في بكورها) واستغلال الوقت في كل حياتنا اليومية والعمرية نكون قد استغللنا هذا الوقت فيما يعود على الفرد والمجتمع بالنفع في الدنيا والآخرة.. فما أحوج الناس في هذه الحقبة الزمنية سواء كانوا رجالاً أو نساءً لأن يعرفوا قيمة الوقت. قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه (من أمضى يوماً من عمره في غير حق قضاه أو فرض أداه أو حمد أثله أو حمد حصله أو خير أسسه أو علم اقتبسه فقد عقَّ يومه وظلم نفسه)، ومن هذا المدلول يجب علينا أن نجعل أوقاتنا كلها مليئة بالفائدة التي يتطلع إليها كل فرد في هذه الأمة حتى لا يأتي يوم يتحسّر فيه على وقت ضيّعه، فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، وقد لاحظنا في العصر الحديث وجود وانتشار التقنية الحديثة بشكل كبير، ومنها ما هو سبب رئيس في ضياع النصيب الأكبر من الوقت ولنذكر بعضها مثل النت والواتس آب والفيس بوك وغيرها الكثير، ولا ننكر أن لها فوائد جمّة ولكن للأسف الشديد استخدمت من غير فائدة وقد لاحظت - وقد أكون مصيباً أو مخطئناً- أن الشريحة الكبرى من مستخدميها في ضياع وقت النساء، حيث إن معظم أوقاتهن في شغل شاغل على الواتس وغيرها حتى إن ثلاثة أرباع من أوقاتهن هو هدر للوقت، ولا ننسى أن هنالك من الرجال من هم أكثر ضياعاً وعلى الجميع أن يدركوا أن استخدام المفيد للوقت له نتيجتان مهمتان في حياة الفرد أولها أن استفادتك من وقتك تستطيع أن تنجز فيها المزيمن الأعمال والعبادات التي تعود بالنفع والفائدة عليك.. وثانيهما استغلال أدائك لمتطلبات الحياة وبهذا يجعلك تشعر بالرضا على الشيء الذي أنجزته. وقد ذكرت بعض الإحصاءات أن هناك أموراً صغيرة تهدر فيها الساعات الكثيرة سنوياً، ومنها على سبيل المثال لو أن الفرد يقضي عشر دقائق في طريقه من البيت إلى العمل وكذلك العودة إلى البيت تجد أنك تقضي 20 دقيقة يومياً، ففي الأسبوع خمسة أيام للذهاب إلى العمل والعودة فتجد أن الوقت المهدر في أسبوع 100 دقيقة أسبوعياً يهدر من الوقت 5300 ساعة تقريباً، فكيف لو أهدرت أكثر باستخدام الواتس أو النوم أو سهراتك الليلية لذا يجب أن نضع جدولاً زمنياً لأنفسنا وكيف تمضي عقارب الساعة، هل نحن معها في دقة الوقت وعدم ضياعه أو معها بنفس الفترة وضياع الوقت ضياع لعمرك الزمني ابتداءً من الثانية إلى الساعة وما بعدها لوجدت نفسك مذنباً في حق نفسك والتحسر على ما فات من الصعب تعويضه، فكل دقيقة ذهبت من غير مردود لن تعود إليك أبداً، قال الله تعالى: {وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}القصص73، هذا هو التصنيف الحقيقي على أجزاء اليوم وفصول العام وفيه إدراك لقيمة الوقت.

- أبها

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة