Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 02/03/2013 Issue 14765 14765 السبت 20 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

في اعتقادي أن من أبرز أخبار الأسبوع الماضي، هو الإعلان عن حساب صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع في تويتر، ولم يكن مستغرباً تسابق الآلاف منذ اللحظة الأولى لمتابعة ذلك الحساب الذي أُعلن رسمياً في الصحف وبكل وضوح..

..وهو أسلوب يجب على باقي المسؤولين أن يتبعوه، فهناك العديد من الحسابات الموجودة على تويتر لمسؤولين في مناصب عليا، ولكن في كل يوم نجد بعضهم يصرح، مؤكداً بأنه لا يملك حساباً في تويتر مما يجعل الناس يعيشون في دوامة بين مصدق ومكذب، في حين من يملك حساباً حقيقياً لا يؤكد أيضاً أنه يملك حساباً مما يتيح فرصة للبعض أن ينفي ما قد يرد في حساب ذلك المسؤول على الرغم من صحته، ولذلك فمن المهم أن يعلن المسؤولون الذين لديهم حسابات حقيقية على تويتر عن هذه الحسابات في وسائل الإعلام حتى لا يضيع المتابعون بين الحسابات الوهمية والمزورة وحتى تكون قناة تساهم في التواصل معهم في الوقت الذي قد يصعب التواصل معهم بالوسائل التقليدية.

من جانب آخر نجد أن هناك عشرات الآلاف إن لم يكن مئات يقومون بمتابعة حسابات المسؤولين فور الإعلان عنها، وفي اعتقادي أن السبب الرئيس في هذا الاندفاع للمتابعة، هو تعطش المجتمع لمعرفة الحقائق من مصدرها الأصلي، إذ إن كثيراً من الأخبار التي ترد في بعض وسائل الإعلام اليوم، تفتقد إلى المصداقية مما يجعل المجتمع يلجأ للاتصال بمصدر المعلومة الحقيقي والأكيد من خلال متابعة حسابه، وعلى الرغم من أن حساب المسؤول على تويتر لا يعتبره البعض مصدراً رسمياً، غير أنه قد يفي بالغرض للبعض، ويضفي شيئاً من المصداقية حول صحة المعلومة التي ترد فيه، باعتبار أنها صادرة من نفس المسؤول وليست منقولة عنه.

ولكل حساب يُفتح في تويتر تبعات مختلفة على صاحب الحساب، خصوصاً إن كان لديه متابعون بمئات الآلاف، فهؤلاء ينتظرون يومياً شيئاً يصلهم من صاحب الحساب سواء كانت أخباراً جديدة أو تعليقات أو توضيح وجهة نظر أو غيرها من التغريدات التي في بعض الأحيان يتم تداولها بين مئات الآلاف، وهذا يُؤكد أن مثل هذه الحسابات على تويتر استطاعت أن تحجز لها مكاناً هاماً بين وسائل التواصل الاجتماعي مما جعل القياديين يحرصون على استخدامها والاستفادة من مميزاتها لإيصال ما لديهم من معلومات، من جانب آخر فإن فتح حسابات تويتر للمسؤولين هو وسيلة أخرى للتواصل مع أفراد المجتمع، فكثيراً ما كان البعض يرى أن بعض المسؤولين لا يُمكن الوصول إليهم أو التواصل معهم، فهناك الكثير من الأسوار والحواجز التي تمنع هذا الأمر إلا أن وجود مثل هذه الحسابات تُعد قناة جديدة للتواصل بين الفرد والمسؤول.

إن منهج التواصل هو منهج أساس في التعامل بإيجابية على كافة الأصعدة، فنحن اليوم نعيش في مجتمع واحد ساهمت التقنية في جعله يعيش ليس في قرية واحدة كما كان يُقال، بل في غرفة واحدة فكل ما يحدث اليوم يصلك إلى يديك في ثوان معدودة، مدعماً بالأدلة والشواهد والمقاطع المسموعة والمقروءة والمسموعة، فالتواصل اليوم أفضل من الانعزال والاختلاط بالناس ومعرفة احتياجاتهم الأساسية والنزول إلى ميدانهم من أفضل الوسائل للقرب منهم وإشعارهم أنهم جزء هام في هذا المجتمع وإشعارهم بالتقدير والاحترام.

إن هذه الخطوة هي درس لبعض المسؤولين الذين من الصعب أن تلتقي بهم أو تتواصل معهم، فلا يمكن الوصول إليهم من خلال الهاتف، وإن أرسلت رسالة بالجوال لا يتم الرد، وإن تم إرسال فاكس لا تعرف إن وصل أم لا ولا، ردود تأتي من خلال الإيميل وعند الرغبة في تحديد موعد لمقابلته فإن ذلك من سابع المستحيلات، فهناك حواجز عدة تحول بينه وبين الناس، وهناك مديرون يقفون سداً منيعاً لمنع أي فرد من الاقتراب من ذلك المسؤول، بل وبعضهم يزين لهذا المسؤول أن هذا هو الوضع الطبيعي له.

إن البساطة والاختلاط بالناس والنزول من على كرسي المسؤولية إلى ميدان المسؤولية هي من أسرار النجاح في قيادة الناس وكسب قلوبهم، فكم من المسؤولين لدينا من يعي هذا الأمر؟

تويتر القيادة
د. إبراهيم محمد باداود

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة