Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 02/03/2013 Issue 14765 14765 السبت 20 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

منوعـات

قبلُ سنواتٍ مضت التقيت العَالِمَ المصريَّ البارز فاروق الباز وأجريت معه حوارًا صحفيًّا مطولاً نشر على صفحات «الجزيرة».. في منتصف اللقاء وحين سألته: ألا تودّ أن تقدم شيئًا من علمك لوطنك وأرضك وأهلك؟ نظر إليّ بألمٍ، وقال بلهجته الصعيدية الأصيلة: (أنا عنيّا ليهم ولكل العرب.. بس!!).. كان يتحدث بمرارة عن سلِّم والأولويات لدى صنَّاعِ القرارِ العربيِّ، وكيف أن العلوم والأبحاث لا تمثِّل أيّ رقم في درجات هذا السلم!!... لكنَّه وبتفاؤل العَالمِ والباحث الموضوعي لم ينكر وجود مبادرات هنا وهناك قال: إنّه يتمنَّى لها الاستمرار والنجاح..

تذكَّرت ذلك اللقاء وذاك الرَّجل حين قرأت عن رفض الطالبة السعوديَّة (شعاع المري) عروضًا ماليَّةً قيل إنّها مغريةٌ من بعض الدول الخليجيَّة والعالميَّة مقابل استثمار عدد من ابتكاراتها العلميَّة، بحجة أن وطنها هو الأولى بهذه المبتكرات.. رغم قناعتي أن مُجرَّد هذا الشُّعور الجميل من فتاة مواطنة تجاه أرضها يمثِّل سببًا للفرح والابتهاج، إلا أنني أكثر قناعة اليوم أن هذه المشاعر حين تُصاب بالإحباط والصدمة فلن تجد أمامها أيّ حاجز ومانع لتكون فاروق الباز الآخر في مكان آخر، وقد تجد من يسألها يومًا ذات السُّؤال فتجيب ذات الجواب!

بيئة الإبداع والاختراع وعلاقتها الاقتصاديَّة بالسُّوق كمنتجات وخدمات تكاد تكون معدومةً في بلادنا، وكثير مما يطرح من إستراتيجيات وخطط يصطدم وتكبِّله البيروقراطية وعدم إدراك المسؤولين لحقيقة وجودها فضلاً عن إمكانية دعمها!

أذكر أننا استقبلنا في صحيفة «الجزيرة» قبل سنوات عددًا من المخترعين والمبتكرين في ندوة صحفية تحدَّثوا فيها عن معاناتهم مع الجهات المعنية بدعم وتنمية مبتكراتهم.. وقد تحدَّثوا بمرارة عن قصص الإهمال، بل والتعطيل، وقد أسرّ إليّ أحدهم بأنّه عمل على إِنْجاز أحد مخترعاته المُتَّصلة بتطوير عمله فما كان من مديره إلا أن يكافئه بالحسم؛ لأنّه تأخر خلال الشهر 5 أيام نتيجة اضطراره للسَّهر والاستغراق في البحث والتطوير!

قد لا تواجه الفتاة المخترعة شعاع أيّ مشكلة في مسيرتها فتجد من يدعم مسارها ورؤيتها.. لكني على يقين أن آلاف الأشعة مثلها من أبناء وبنات الوطن قد تنطفئ وتموت بسبب عدم الاهتمام وغياب الأيدي التي تنزع عنها الحجب.

أتساءل اليوم مع هذا العدد الكبير من المبتعثين والمبتعثات ومع تمديد برنامج الابتعاث لمدة خمس سنوات أخرى، عن أهمية إنشاء مظلة للبحث العلمي والتطوير تملك الحضور المؤسساتي الحقيقي والفاعل في داخل الوطن وفي مجتمعات الابتعاث وتتواصل مع المبدعين والمبدعات مبكراً وتملك آليات التقييم والتحفيز والإنتاج والارتباط بالمؤسسات التي تفعّل نتائج البحوث التطبيقية خصوصًا، وتعكسها على أرض الواقع.

عبر تويتر: fahadalajlan@

عاجل للإفادة
هل من شعاعٍ لـ(شعاع)؟!
فهد عبدالله العجلان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة