Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 03/03/2013 Issue 14766 14766 الأحد 21 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

قصص الأبطال الخارقين مما يجذب الناس، فالمرء لا يمكنه أن يقاوم فكرة أن يكون الإنسان أقوى وأقدر مما هو عليه، ولهذا فإن هؤلاء الأبطال لهم رواجٌ كبير وشعبية، وبدأوا في القصص المصورة التي يُطلق عليها اسم «كوميكس» وانتقلوا إلى الأفلام والمسلسلات التلفازية وألعاب الفيديو، منهم سوبرمان البطل الخارق الذي يطير ولا يؤثر عليه شيء لا الرصاص ولا القنابل ولا الحرارة ولا البرودة إلا مادة معينة اسمها «كريبتونايت» أتت من كوكبه الأم الذي أتى منه، وهناك «باتمان» أو الرجل الوطواط ورغم أنه ليس لديه قدرات خارقة إلا أنه يملك مواهب وقدرات نمّاها بالتمرين المستمر واستخدام التقنية، فيستطيع أن يقاتل بيديه وقدميه باستخدام الفنون القتالية وله أجهزة كثيرة جداً يستخدمها في المواقف التي تتطلب منه هذا مثل جهاز يقذف خطافاً يلتحم مع مكان مرتفع ويتعلق له ليصل إلى المكان المطلوب، ومنهم «ذا فلاش» أو البرق وهو رجل عادي تعرض لموقفٍ جعله يكتسب قدرة الركض بسرعة هائلة، والكثير غير هؤلاء ممن يملكون قدرات تفوق قدرات البشر. ولكن أحياناً هناك بشر حقيقيون يعيشون بيننا يملكون قدرات تفوق قدرات البشر، منهم رجل لديه بعض الشَبَه بسوبرمان!

حصل حادث سيارة عام 1994م وأصيب رجل اسمه جون في هذا الحادث، ولما نقلوه إلى المستشفى تفاجأوا أنه لم يمسسه ضرر. لم يقتنع الأطباء وأصروا على عمل أشعة، ولما أتت النتائج زادت مفاجأتهم لكنهم علموا أخيراً لماذا لم يُصَب الرجل: عظامه شديدة الكثافة. الرجل وعائلته لديهم حالة وراثية تغيرت فيها بعض خصائص خلاياهم فصارت العظام أشد صلابة من عظام الناس 8 مرات! لكن هذه الحقيقة لم تفاجئ جون، فقد كان يدرك أن ثمة شيئاً غريباً في جسمه، فعكس الناس الذين يسبحون بسهولة فإن جون كان إذا وضع نفسه في الماء غاص فوراً مثل الصخرة. هذه إحدى ضرائب هذه الحالة، فرغم أن العظام تصبح شبيهة بالحديد ولا تُصاب أو تُكسر إلا أن علاجها يصير صعباً أو حتى مستحيلاً، لأن الطب الحديث وجراحاته وأجهزته يعتمد على الصلابة العادية للعظام البشرية، فأحد المصابين بهذه الحالة -وهو من أقارب جون- خضع لعدة عمليات هدفها استبدال مفصل الورك، وفي هذه العملية يقوم الجراح بنزع ذاك المفصل ويضع محله مفصلاً صناعياً، ثم يربط بين المفصل الصناعي والعظام الطبيعية التي حوله، ولكن في حالة هذا الرجل فلم يستطع الجراحون هذا لأن عظام المريض شديدة الصلابة فلم تسمح لهم بغرس البراغي في العظام، وهكذا فعليه أن يعيش مع ألم الورك بقية عمره. بدأ الأطباء والعلماء يدرسون هذه الحالة الغريبة، ووجدوا 21 شخصاً ممن لديهم هذه الحالة ممن تبدأ أعمارهم من الثالثة إلى الثالثة والتسعين، وعلموا بأنهم لم يكسروا أياً من عظامهم مرة واحدة طيلة حياتهم، وظل العلماء يدرسون هذه الحالة منذ ذاك الوقت، آملين أن يصلوا إلى علاج لهشاشة العظام والذي يعتقدون أن المزيد من العلم عن هذه الحالة عجيبة يمكن أن يفتح المجال لعلاجه.

أخيراً، أناس خارقون حقيقيون يمكن أن يفيدوا البشرية!

Twitter: @i_alammar

الحديقة
رجال خارقون...بيننا!
إبراهيم عبد الله العمار

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة