Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 03/03/2013 Issue 14766 14766 الأحد 21 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

في لحظات البراءة، تخدش أسلحة اللعب براءة الأطفال، تجيء بطميها لعروقها فتكدر ما يجري فيها من دماء صافية..

تبقى للطفولة فطرتها للحظات من مراحل أعمارهم، ولو في لحظة لهو، على أسنة رماح الزمن المثخن بجراح الآلام، المحشو بفقاعات الأوهام..

هذه البراءة وهي تطفو على ساحات ركضهم, وحوارهم، وأحاديثهم، ومنتهى تفكيرهم، ونبع مشاعرهم.., بلا شك ستكون صيداً ثميناً لما حولهم، تتلقاها رياحه، وتختلط بها مياهه، وتصبغها علب ألوانه, وتشكلها خامات نحته..

لكنها في البدء فطرة، وحين تثرثر بما في جوف هؤلاء الأطفال حين لهو، ولحظة تعبير فهي التي تكون في البدء فطرة، لتغدو في الآتي مكاسبَ..!

الصغيران يلهوان في مكان يجمعهما بالأهل..

هي تركز انتباهتها لحديث لطيف يجري بينهما،..

هما مستغرقان في الدور، والمسرح أمامهما يتسع لمخيلتهما..

قال أحدهما للثاني وهو يمسك بسيف بلاستيكي:

أنا المحارب، وأنت العدو..

الثاني: لا أنا البطل، وأنت العدو..

الأول: طيّب أنا القائد، وأنت الجندي..

الثاني: أنت رأس الحربة، وأنا المهاجم..

الأول: لا لا أنا الأول، وأنت الثاني

الثاني: لا أنا في المقدمة، وأنت من ورائي

الأول: يا شيخ أنا أكبر منك بسنة..

الثاني: لا أنا أطول منك، وأقوى..

الأول: طيب أمسك انت السيف.., وأنا البندقية.. ثم ركض فحمل بندقية بلاستيكية..

الثاني: لا خلاص, لا أريد اللعب معك..

الأول: طيّب نذهب للخارج نتسابق بالدبابات، أنا جندي شجاع أهجم عليك، وأنت العدوالقوي تهجم علي..

الثاني : أنت العدو، وأنا الجندي..

وانتهت بينهما المعركة بأن هجم كلاهما نحو الآخر.. أحدهما يحمل السيف، والآخر البندقية..

طرح كلاهما الآخر وتفنن في الهجوم..!!

لم تنته المعركة بينهما إلا بتدخل الكبار..!!

بعد أن تصاعد بكاؤهما..!!

هؤلاء الكبار, هم الذين أتاحوا للصغار ثقافة الحرب.., ثقافة العصر.., لم يستبدلوا السيف.., والبندقية...

إذ تطل الحروب على نوافذ نفوسهم الغضة كل لحظة زمن..,

تدك أرواحهم البضة من كل ثقب..!!

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

لما هو آت
المحارب والعدو... يا للمخزون..!
د. خيرية ابراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة