Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 04/03/2013 Issue 14767 14767 الأثنين 22 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

متوسط مدة المشاهدة اليومية للتلفزيون فى الدول العربية والشرق الأوسط هو من الأعلى بين مناطق العالم، حيث يصل إلى أربع ساعات مقارنة مع 3.55 ساعة بأمريكا اللاتينية ثم 3.52 ساعة بأوروبا الغربية مقابل 3.47 ساعة بشرق أوروبا (تقرير د. وليد هاشم، روزاليوسف).

هذا يشير إلى أن التلفزيون لا يزال يشكل أهم وسيلة إعلامية في التأثير بالرأي العام العربي رغم منافسة اليوتيوب الذي أخذ يقلص من مشاهدي التلفزيون في بعض المناطق كأمريكا حسب نيويورك تايمز، لكن في العالم العربي يؤكد د. عبدالله بانخر أستاذ وسائل الإعلان بجامعة الملك عبد العزيز أن اليوتيوب لم يسحب البساط من التلفزيون بل سحب بعض إعلانات الطرق لكنه لم يؤثر في إعلانات الصحف والتلفزيون.

وإذا كان من الواضح أن القنوات الرسمية المحلية تحتل الصدارة داخل دولها لأنها تنشر الأخبار المحلية والقرارات الرسمية التي تمس حياة الناس مباشرة، فإن ترتيب الفضائيات الإخبارية على مستوى العالم العربي يصعب معرفته بدقة بسبب سرية نتائج الاستبيانات التي تقوم بها الشركات المختصة حيث يتم توفيرها للعملاء فقط، وما يتم تسريبه مشكوك بمصداقيته ليس لأنه غير صحيح بل لأنه ينشر بطريقة انتقائية لصالح قنوات بعينها.

لذا فإن أية محاولة لترتيب القنوات ستكون محفوفة بالمزالق ما لم تكن حذرة وتستخدم عدة مقاربات ومقاييس، وحتى في هذه الحالة فإن الصورة تظل غامضة لكن يمكن تلمس مجمل المشهد. وإذا استخدمنا عدة مقاربات كالمؤشرات الإحصائية المتناثرة والتقارير الخاصة، وتصريحات النقاد والمحللين المتابعين وعدد المشاهدات والتعليقات في مواقع النت والمعلومات الإعلامية، سنجد على مستوى العالم العربي تصدر أربع قنوات، لكن يصعب تحديد الترتيب فيما بينها، وهي حسب الترتيب الأبجدي: بي بي سي، الجزيرة، العربية، فرنسا 24.

وتشير تلك المقاربات إلى تناقص واضح في نسب المشاهدة لقناة الجزيرة التي كانت تتصدر الترتيب قبل الربيع العربي. وقد يعزى ذلك إلى تغير خطها بعد الربيع العربي الذي يراه متابعوها أنه كان حيادياً، أما الآن فإن قناة الجزيرة ترى في نفسها أنها منحازة لخط “الشعوب”. وبغض النظر عن المبررات الأخلاقية للانحياز، فالمتوقع حتى من أولئك الذين يؤيدون توجه هذه القناة أن تبتعد نسبة منهم نحو قنوات أخرى في وقت الأحداث الكبيرة لكي يستمعوا لكافة الأطراف ومن كافة الزوايا. بالمقابل لم يلحظ تغير في خط قناة “العربية” عما كانت عليه قبل الربيع العربي، لذا يبدو أنها لم تواجه ما تعانيه قناة الجزيرة التي قامت بتغيير مفاجئ لمديرها، فيما ظهر بعض مذيعيها ككتاب رأي صارخ في الصحف، فضلا عن آخرين تسربوا من القناة ليكونوا ضدها.. ويشاع حالياً أن القناة تبحث عن شريك تجاري لأسهمها!

هذا التناقص لقناة الجزيرة يقابله تزايد لصالح قناتي فرانس 24 وبي بي سي البريطانية يصل لحد الزهو الذي نجده في موقعهما في النت، فيما يبقى وضع قناة “العربية” غامضاً مع مؤشرات عديدة تميل إلى أنها في تناقص. بينما وضع الفضائيات الإخبارية الأجنبية الأخرى الناطقة بالعربية مثير للشفقة، فالمؤشرات الإحصائية توضح أنها فشلت ذريعاً في جذب الجمهور العربي..

ثمة عامل جديد يضغط على الفضائيات العربية التي تتوجه لعموم الجماهير العربية، وهي المحلية. فنظراً لارتفاع سقف الحريات في العالم العربي أصبحت القنوات المحلية قادرة على طرح كثير من القضايا المحلية التي كانت محرمة، ومن ثم أصبحت قادرة على جذب جمهورها المحلي أكثر من القنوات الموجهة لعموم المنطقة العربية. كما أن الجرأة التي كانت ميزة خاصة لقناة الجزيرة أصبحت متاحة لكثير من القنوات المحلية.

فحتى أثناء الثورة في مصر بدأت القنوات المحلية تتجه نحو الصدارة بين القنوات الإخبارية العامة؛ يذكر محمد أحمد المدير العام لشركة TNS لأبحاث نسبة المشاهدة: “ كان ترتيب القنوات هو قناة العربية ثم الحياة والجزيرة، حيث حصلت شاشة الحياة على لقب الشاشة رقم واحد فى القنوات غير المتخصصة، وجاء برنامج الحياة اليوم رقم واحد فى ترتيب البرامج حسب أعلى نسبة للمشاهدة، يليه فى المركز الثانى برنامج العاشرة مساء..”. بل حتى القنوات العامة مثل MBC صار البرنامج المحلي “الثامنة مع داود” للإعلامي المثير داود الشريان أكثر البرامج متابعة في السعودية، يليه برنامج “يا هلا” لقناة روتانا الذي يقدمه الإعلامي الجريء علي العلياني..

واللمحات الإحصائية خلال السنتين الأخيرتين تشير إلى تقدم كبير لقناتي “بي بي سي” و”الفرنسية”. وتشير إحصائيات IPSOS إلى أن مشاهدي فرانس 24 العربية أصبح يتزايد بشكل ملحوظ. وتؤكد ذلك شركة TNS، ذاكرة أن فرانس 24 كانت الأولى الأكثر مشاهدة في تونس خلال ثورة الياسمين.

ويتباهى رئيس مجموعة فرانس 24 بوزياك قائلاً: “منهج القناة يتوخى تعدُّد وجهات النظر عبر إفساح المجال لكل الآراء على نحو متوازن. وهذه نقطة تمايز أساسية بيننا وبين “الجزيرة” مثلاً، التي تملك مشروعاً دينياً وسياسياً واضحاً”. وتقول القناة البريطانية والفرنسية أنهما تتميزان عن القنوات الأجنبية الأخرى بأنهما لا تمثلان وجهة النظر الرسمية، وفي ذلك يقول بوزياك: “بخلاف “الحرة” أو “روسيا اليوم”، ليست “فرانس 24” صوت فرنسا الرسمي، بل تعكس النظرة الفرنسية إلى العالم.. وهي نظرة عمادها الدفاع عن التعددية والحريات وحقوق الإنسان..”.

لا شك أن كل القنوات الأجنبية ليست محايدة بل لديها رسالتها فهي تمول حكومياً، إنما الخلاف على درجة التوجيه الحكومي وحدَّة الميل السياسي. فإذا كانت قنوات أمريكا وروسيا والصين وتركيا وإيران الناطقة بالعربية تركز على الرسالة من منظور سياسي فاضح يخص مصالح كل دولة فإن الرؤية الأوربية تختلف، كما تزعم ناهدة نكد مشرفة القناة الفرنسية قائلة: “أن فرنسا يسودها مفهوم أن الثقافة لها أيضاً أهمية كبيرة مثل السياسة والاقتصاد.. والرؤية الفرنسية لا تتبع أي مشروع سياسي بعينه..”.

الوضع الآن في حالة سيولة وتغير؛ فمن المتوقع ظهور فضائيات بمصداقية جديدة في البلدان التي ظهرت بها الأنظمة الجديدة، وليس من المستبعد أن نرى منافسين جدد، لا سيما قناة “العرب” المزمع اطلاقها قريباً في توقيت ذهبي لها حيث تتعرض قنوات الصدارة إلى اهتزاز حاد قد يقلب الترتيب القديم رأساً على عقب!

alhebib@yahoo.com

القنوات الإخبارية الأكثر مشاهدة
د.عبد الرحمن الحبيب

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة