Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 04/03/2013 Issue 14767 14767 الأثنين 22 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

(16 ألف) شهادة تعليمية مزورة جاهزة ومعدة للبيع تم كشفها من قبل رجال التحري في الأمن العام بمنطقة القصيم.. خبر أوردته “الجزيرة” قبل نحو أسبوعين، لا شك أنه مذهل وصادم، فهذا الرقم الخطير وقع في مكان واحد وفي مدينة واحدة، بل وفي يوم واحد يكتشف هذا العدد المهول من الشهادات المزورة.. فهذا الرقم يجر أذيال أسئلة أليمة على نحو معرفة ما قد زوره هؤلاء في أيام سالفة وبمناطق أخرى؟!!

لا شك أن هذا الخبر يثير الفزع، ويتطلب من الجميع وقفة جريئة مع جهود الجهات المختصر إضافة إلى تحرك وزارت الصحة والتعليم العالي والتربية والتعليم، والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني وهي التي تتعرض لمثل هذا المأزق الخطير.

فما الذي تفعله حينما تطالع مثل هذه الكوارث وكيف تفكر؟!.. فلا بد لك إزاء أمر كهذا من أن تعيد حساباتك بالكثير من هؤلاء الذين يلهثون وراء هذا العبث والتجرؤ على الكثير من القيم الإنسانية، والطعن بشرف المهنة التعليمية والأمانة العلمية، والرسالة الطبية التي تعد بحق من أنبل الرسائل الإنسانية.. وقد يأتي من يقول لك: وما خفي كان أعظم.

ربما يهون الأمر قليلاً - على الرغم من سوئه - عندما يحصلون على بعض الشهادات العليا لغرض الوجاهة، أو العمل المحدود في جهات تتطلب شهادات علمية أو خوض انتخابات أو ترأس لجان، إلا أن الأسوأ والأخطر حينما يكون التزييف والتزوير له علاقة مباشرة في حياة الإنسان على نحو شهادات الطب والصيدلة التي يعد العبث فيها كارثة بشرية لا يمكن أن يسكت أحد عنها، أو أن تتجاهلها لجان التحقيق والجهات الرسمية المعنية في أمر هذه القضايا، ويلي الطب في هذا السياق ما تتعرض له الحياة التعليمية في المرحلة الجامعية حينما يصل تزييف الشهادات إليها.

كما ورد في الخبر المجلجل أن من بين هذه الشهادات المزيفة والمعدة للبيع “شهادات الخبرة” أي أن الأمر لا يتوقف عند حد اقتراف جريمة شهادة ما، إنما حيازة خبرة فيها على نحو ما ثبت في بعض القطاعات الطبية، الحكومية والأهلية حينما تفاجأ أن شهادات بعض العاملين وهمية ولم تكشف على مدى أعوام أو عقود، والأمثلة كثيرة، على نحو تحول شهادة الطب البيطري إلى طب بشري!!

ومثال ذلك على حالات الدرجات الوهمية أن مواطناً للأسف يقدم اسمه بمؤهل عال يقدم أوراقه لإحدى الجامعات في بلادنا، ليقبل ويحاضر على مدى ثلاثة أعوام، لتفاجأ إدارة الجامعة أن شهادته من هذا النوع الوهمي أو المزيف، حيث ثبت لمدير الجامعة - جُزي خيراً - أن هذا الرجل أو (الأستاذ الجامعي المزيف) غير متمكن من أداء رسالة التعليم والتدريس مما حدا به التحري عما يحمله من مؤهل، وكشفه وإبعاده..

الأمر الأدهى في هذا المثال أن هذا الرجل لم يكتف بأن يدَّعي أنه رجل علم وتعليم ويحمل رسالة جامعية إنما أخذ بإيهام الناس بأنه رجل أدب وثقافة، ليخوض غمار انتخابات مجالس إدارات الأندية الأدبية، ويحوز بطريقة - الله أعلم فيها- مكانة ما، ويكون مسئولاً عن النشاط المنبري، ولجنة المطبوعات، بل وتقديم الضيوف والمحاضرات، وهو في الأصل يتسول الصحف والمجلات ووسائل الإعلام أن تقبله كاتباً ليكمل هذا الادعاء والزيف.. فهذا الخبر الخطير وتبعاته المحتملة يجعلنا أكثر حاجة إلى أن تضافر الجهود للقضاء على هذه الظاهرة السيئة وإبعاد من يثبت تورطه بمثل هذه الأعمال المشينة.

hrbda2000@hotmail.com

بين قولين
خبرات مُعدَّةٌ للبيع
عبد الحفيظ الشمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة