Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 04/03/2013 Issue 14767 14767 الأثنين 22 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

الإسلام لم يجعل التوبة أمراً عادياً يستوي فيه الوجود وعدمه
أحمد علي الأحمد

رجوع

التوبة هي استغفار من ذنب ارتكبه الإنسان مع ربه أو سيئة اقترفها مع أخيه الإنسان، لذا كان من الواجب أن نقدم بين يدي كلامنا عن التوبة ..

ان معنى الذنب: مخالفة أمر الله في فعل أو ترك لفعل، فإذا أتى الإنسان ما نهى عنه الله، أو ترك ما أمر الله به فقد أذنب، فمتى شرب الخمر فقد أذنب لأنّ الله تعالى نهانا عن شربها قال عزّ وجلّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} المائدة90، ومن أفطر في رمضان بغير عذر فقد أذنب لأنّ الله أمرنا بالصيام قال جلّ شأنه: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}، وتنقسم الذنوب إلى أقسام عدّة نكتفي بذكر ثلاثة منها:

1. ذنوب ترجع إلى صفات الإنسان وأخلاقه.

2. ذنوب ترجع إلى علاقة الإنسان بربه وبأخيه الإنسان.

3. ذنوب ترجع إلى كونها صغائر أو فواحش.

فأما القسم الأول: وهي الذنوب التي ترجع إلى صفات الإنسان وأخلاقه كالصفات البهيمية والحيوانية والشهوات والصفات الربوبية.

أما القسم الثاني: وهي الذنوب التي ترجع إلى علاقة الإنسان بربه وبأخيه الإنسان، فإنها تعلّقت بحق الله تعالى ولم تكن شركاً وكفراً كتأخير الصلاة عن وقتها كسلاً فالمغفرة فيها مرجوّة قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ}، وإن تعلّقت بحق العبد كقتل النفس التي حرّم الله قتلها وغصب المال والقدح في الأعراض، فالأمر فيها أعظم وأغلظ، إذا يعفو موقوف على رضا العبد، ويقول ابن القيم: «إنّ ظلم العبد نفسه بينه وبين ربه عزّ وجلّ أخف الموازين وأسرعها محواً، فإنه يمحى بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية، والمصائب المكفرة، ونحو ذلك بخلاف الشرك الذي لا يمحى إلاّ بالتوحيد».

أما القسم الثالث: وهو الذنوب التي توصف بأنها صغائر أو كبائر فإنّ الأمر فيها يحتاج تحديد معنى الكبيرة إذ معناها مثار خلاف بين العلماء.

ولم يجعل الإسلام التوبة من الأمور العادية التي يستوي فيها الوجود وعدمه، حيث إنها من الإنسان والمصلحة الخاصة فقط، فهو أولى بنفسه إن أراد خيراً أتى بها وإن أراد غير ذلك فليعمل ما يشاء.

فها هو آدم عليه السلام أكل من الشجرة التي أغواه الشيطان علماً بأنّ الله نهاه عن الاقتراب منها قال تعالى: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ * فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ ...} الآية، وقال تعالى في آية أخرى: {وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ * قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، فأوحى إلى الملكين أن اخرجا آدم وحواء من جواري فإنهما قد عصياني، فنزع جبريل عليه السلام التاج عن رأسه وحل ميكائيل عليه السلام الأكليل عن جبينه فاستسلم آدم للبكاء ندماً، فبعث الله إليه خيمة من خيام الجنة فوضعها له في موقع الكعبة قبل أن تكون الكعبة.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة