Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 05/03/2013 Issue 14768 14768 الثلاثاء 23 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

ينبغي أن نعيد صياغة تعاملاتنا في هذا الزمن (الضيّق)! يقول يوسف صايغ (في هذا الزمن الضيّق ِ يتسّع الشعر!) نحن نعيش حالة شعرية. حتى كتابنا الاجتماعيين أصبحوا منخرطين في - علم الاجتماع السياسي - الذي كنت أظنه رجساً لا يدخل جامعاتنا حتى التقيت بالصديق الحبيب والعتيق د. خالد الدخيّل..

وقال لي إنه يدرّس (علم الاجتماع السياسي) بجامعة الملك سعود ثم جعلنا نتحاور حتى تأكّدت أنه تلميذ نبيه لدى الدكتور المناضل (ناعوم تشومسكي) اليهودي الأمريكي وأستاذ علم الاجتماع السياسي الدولي في (جورج تاون). وعدوّ إسرائيل الشرعي في أمريكا والذي قال في كتاب له اسمه (الدول المارقة) إن الحرب الاستباقية هي الجريمة الكاملة! في حين كانت جيوش المرتزقة الأمريكية تشن عدوانها على العراق بذريعة أنه كما يقول جورج بوش يمتلك السلاح الكيماوي والأسلحة الجرثومية ولديه علاقة مع تنظيم القاعدة! وهذه وحدها مغالطة تاريخية. فالكل يعرف الجذور الراسخة لدى تنظيم القاعدة والملخصة في اسمه (تنظيم القاعدة لقتال اليهود والنصارى وإجلاء الجيوش الكافرة من جزيرة العرب) بينما تقوم أسس حزب البعث الحاكم وقتها على (علمانية) النظام الحاكم وانتفاء علاقته - إذن - بتنظيم متؤسلم ما أفقده كثيراً من شعبية المستضعفين كونه يبتكر قاعدة قطع الرأس عقاباً لمن يعتبرهم - كفّاراً - بغض النظر عمّن أصدر فتوى بكفرهم. ونعرف أنه في الإسلام العظيم ثمة حديث شريف يقول إنه إذا تقاتل مسلمان، فالقاتل والمقتول في النار! فكيف يأمن المسلم المندفع نحو العنف على أهله في ظل حزب يمكنه أن يستصدر فتوى في ظرف ساعات بجواز قتل رجل مواطن بسبب فتوى أطلقها (شيخ) جهادي بعدم صحة إسلامه؟!

ينبغي أن يتمّ (تحجيم) ثقافة (الفتوى)!

إنهم في التلفزيون يقومون بإنتاج فتاوى سريعة. وهذه لاستهلاك النساء الموسوسات بسبب الدين. مع أن الدين يعالج مرض الوسواس الحقيقي. إن على المسلم أن يدعو ربّه قبل النوم ( اللّهم رب السماوات السبع وما أظلت ورب الأرضين السبع وما أقلّت ورب الشياطين وما أضلت، كن لي جاراً من شرّ خلقك أجمعين، أن يفرط عليّ أحد منهم أو أن يطغى، عزّ جارك وتبارك اسمك)، سوف ينام مطمئناً يحلم أحلاماً هانئة وقلبه مطمئن ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون! هذا هو الوجه المتفائل للدين. بعيداً جداً عن وجه الدين المقاتل الذي لن يستريح من مهمات القتل والهروب واعتبار الحياة داراً لا يحبها الله فلا ينبغي الحرص عليها، بل ينبغي احتقارها وازدراؤها.

جرّبوا أن تناموا بدون عقار مضاد للأرق، بل بواسطة حالة استسلام لعلاَّم الغيوب ومقدّر الليل والنهار. تشعروا بداية بوجود رفيق أمين. يسير معكم مثل ظلكم. لا يدعكم تحتاجون لغيره. إن الشعور الديني يبرمج الإنسان بحيث لا يقوم بانتهاك برامج دماغه، بل بمساعدة آلاف المليارات من الخلايا الدماغية العاملة ضمن برنامج الدماغ وتطوير عمله وتعويده على التماس العون من الله ومن كتبه ومن رسله وملائكته.

ليست الطمأنينة هي الخيار الوحيد للذي يشكو وجعاً بالنفس ويعتريه حزن قدّر الله أن يجعله من ضمن ميكانيزمات الجهاز العصبي تدافع ببسالة عن كيانك جميعه الذي ما دام الله مقدّراً له أن يبقى يمارس حياته فإن الله يكافئ الإنسان الذي يرعى هذا الجسد الذي سيفنى ولكن كلمة (سيفنى) لا تصلح ذريعة لتدميره قبل أن يأمر الله جنوده بطيّ علاقته بالحياة.

alhomaidjarallah@gmail.com
حائل

نظرة ما
النفس المطمئنة!
جارالله الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة