Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 05/03/2013 Issue 14768 14768 الثلاثاء 23 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

مقطع فيديو يظهر المرشد الإخواني العام محمد بديع وهو يهمس أكثر من مرة في أذن الدكتور مرسي، ويقول له بصوت منخفض: “القصاص”، ولكن الرئيس مرسي لم يسمعه، فكرّر المرشد “القصاص” ثلاثًا..!

الفيديو انتشر هذا الأسبوع بعد أن عرضه الإعلامي المصري باسم يوسف، خلال برنامجه الشهير “البرنامج” وتحديدًا في حلقة الجمعة الفائتة.

والحقيقة أن باسم يوسف كتيبة وعي لوحده، ينافس في وصوله للشَّارع المصري مكينة الإخوان والتيَّارات الإسلامية السياسيَّة ويفضحها بالصوت والصورة، وهذا هو سرُّ الهجوم العنيف الذي يَتَعرَّض له باستمرار، وبأسلوب قذر ومستفز ولا أخلاقي أو إنساني من قبل تيَّارات تستغل الإسلام شعارًا في العمل السياسي والتضليل، وتُطبّق كل ما بعيد عنه مع خصومها ومنافسيها، بل ومع كل مختلف عنها.

الفيديو يعود إلى مرحلة الحملة الانتخابية للدكتور محمد مرسي، - الرئيس المصري الحالي، والمنتمي لجماعة الإخوان المسلمون-.

وطلما حاول مرسي والرئاسة النأي بأنفسهم عن تأثير جماعة الإخوان المسلمين، لكن أقل معرفة بأبسط أدبيَّات وتركيبة الجماعة تُؤكِّد استحالة ذلك، فالبيعة للمرشد في رقبة الجميع إلى يوم الدين، هكذا تعاهد الإخوان، المرشد فوق الجميع، فوق الإنسان والأرض والوطن، والدم.. والقوى السياسيَّة على الأرض توثق باستمرار لمكتب الإرشاد في الجماعة وتدخله في شؤون الحكم.

كما أن نشأة وتكوين الرئيس مرسي الذي دخل سباق الرئاسة خلفاً لخيرت الشاطر-، تعود إلى جماعة الإخوان. حسب تعبيره الحرفي في حوار على قناة “المحور”.

مرشد الإخوان وقائدهم كرَّر في الفيديو الذي أصبح مثارًا للاهتمام كلمة “القصاص” ثلاث مرات، همس بها لمرسي، لكن الأخير تجاهلها لعدم فهم السياق أو للتغطية عليها.

ماذا يعنى ذلك القصاص...؟

يعنى أن الجماعة التي تشعر بالإهانة وبعض التضحيات في سجون مصر خلال عقود عدَّة مرة، تجد نفسها اليوم في السلطة، من السجن والتعذيب المَعْنويّ والماديّ والنفسي والغرف المظلمة، إلى رأس السلطة، لذا فإنّ فكرة القصاص فكرة قائمة في الذهن الجماعي لها، وهو ما عبَّر عنه المرشد بديع نفسه...؟!

ويعنى أن الجماعة التي وصلت للحكم بعد سجن وعذاب وإهانات للكثير من قياداتها في سنوات طويلة سابقة، لديها أزمات حادة ستجعلها تقترب من العنف كل ما احتاجت إلى ذلك، وتصل إلى تصفية أعداء الأمس أو كل متعاطف معهم، بل وكل من صمت عن تقديم العون لهم أو الدَّعم أو المناصرة طوال سنوات السجون المظلمة وما حملته من قمع وتعذيب متنوّع.

وبالمطلق أنه ضد التعذيب والإرهاب، وحتى السجن دون محاكمات عادلة. لكن النتيجة المربكة أن تصبح دولة تدار من قبل خريجي سجون لم يتوفر فيها -السجون- أقل أسباب حقوق الإنسان واحتياجاته، وبالتالي إصابتهم بتشوهات نفسية وجسدية حادة وسخط عام وعلى العامَّة، مثل هؤلاء الأفراد مهما بلغ صلاحهم ونواياهم، إلا أنهَّم ونتيجة لذلك التاريخ المظلم، ناهيك عن الريبة والشك والخوف في عصر المطاردات الأمنيَّة، كما الطّبيعة السرية المريبة للتنظيم، تجعل كلمة “قصاص” في مكانها، رغبة دفينة في النفس، وهي أقرب إلى الانتقام، الانتقام من المجتمع والنَّاس الذين أهملوهم طوال سنوات سجنهم وما حدث داخلها، حدث أن كشفها هذا الفيديو..

ومثل ما حدث في الثورة الإسلامية الإيرانية الخمينية، وهي الثورة التي أكلت أبناءها وعلقت المشانق في كلِّ إيران، حتَّى أصبح الملالي هم الحاكم الوحيد بأمر آيات الله المرشد.. لن يتردَّد مكتب الإرشاد والمرشد من أحكام القبضة بنفس الطريقة الخمينية.. قصاصًا وانتقامًا..

وهنا يظهر التشابه والخوف.. من كابوس المرشد وإخوانه!

قصاص الإخوان... كابوس المرشد وإخوانه!
ناصر الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة