Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 06/03/2013 Issue 14769 14769 الاربعاء 24 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

ولأن الحقيقة المطلقة ملك لله وحده فإن لها بين البشر ألف وجه.. ليس قصوراً في العقل الإنساني إنما من كمال جماليات الاختلاف انعدام التطابق.. كقصة الألوان في معركتها الراقية عند الاختلاط.. كل لون متمسك بكيانه لينتج لونا جديدا لا يشبه أحدهما اللون الأخضر.. فالرمادي قصة قصيرة لإصرار الأسود والأبيض على الحياة والوجود.. دون ترك الساحة لأحدهما كي يسود.. إنما يولد لون آخر يأخذ من هذا ومن ذاك.

ولأن الحقيقة مسألة نسبية لن تخضع لأحد.. فإن المؤمن بالشك يستطيع دون غيره أن يدرك قيمة الاختلاف ويحترمه.. ويعلم أنه الطريق لإبداع الإنسان.. والسير جنباً لجنب نحو حياة أفضل.. بينما المصر على أحادية الحق والطريق.. وأنه في مكان واحد وله طريق محدد.. يسعى جاهداً لإثبات مالا يمكن إثباته ويستميت في سبيله.. لأن الاختلاف يرعبه.. ويعده بمثابة أرض غامضة ليس مستعداً للاعتراف بوجودها فكيف بتجربة العيش فيها إن لم يعاديها بمن فيها.. ويعتبرها خطأ وخطراً يهدد منطقته التي تعتبر كل مختلف عدو محتمل!

الرأي والفكرة أدوات لترجمة ما يدور في العقل وليست جريمة.. والتمسك بها لا يعني أن الطرف الآخر على خطأ.. أو تهميشاً أو إهانة له.. إنما هي طبيعة البشر وتفاوت القدرات ووجهات النظر.. فعندما تحاول أن تتفهم أنها ليست إساءة شخصية.. هنا يبدأ ما يمكن أن يسمى حواراً.. وهو ما نفتقده مع الأحاديين المتمسكين بمبدأ إما معنا أو عدو لنا.

فابنك وشريكك وقريبك وصديقك ومن يحاورك.. عندما يخالفك الرأي يقول ما يراه ولا تراه أنت وليس تحدياً لك.. ولماذا تظن أن كل حوار نتيجته إما تطابق.. أو نهاية حربية بين منتصر ومهزوم؟ وأين المشكلة إذا كان لكل طرف رأي معاكس تماماً!

على سبيل المثال لا الحصر في البرامج الحوارية..عندما تبدأ شخصنة الحوار.. أو الهجوم الشرس.. أو تحميل الرأي المعاكس إسقاطات المؤامرة والتخوين فإن المحاور غير متأكد مما لديه وغير واثق من صدقه.. أو أعيته الحيلة.. فالصوت العالي.. والشتائم.. والخروج عن سياق المسألة محل النقاش.. كلها مؤشرات تشي بهشاشة الفكر.. وقلة المعلومات.. فما الضير إن تُرك قرار الاختيار لعقل المشاهد بعد أن يعطي كل محاور ما عنده؟

أما محاولة إجبار الآخرين بقوة المصارعة الكلامية أو طرد أحد المحاورين.. فهي “فتوة” واستعراض مكانها بين العصابات.. وليس شاشة تعد نفسها محايدة أو محترمة.

amal.f33@hotmail.com

إيقاع
“عصابات” الشاشة!
أمل بنت فهد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة