Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 06/03/2013 Issue 14769 14769 الاربعاء 24 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

عن عطاء قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول “لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب”. التراب كل ما نعم على سطح الأرض، وقد كنّى الرسول صلى الله عليه وسلم على بن أبي طالب بـ”أبا تراب” وكان عليا يحب أن ينادى بها.

بحسب العلماء فإن التراب أفضل مادة معقمة موجودة في الطبيعة، يضمن إزالة الجراثيم التي تعجز عن إزالتها كل المواد الكيميائية، أفضل وسيلة لتنظيف الماء حيث إنه المادة الطبيعية التي يُنقى بها الماء، وفي أوروبا وحدها أكثر من عشرة آلاف نوع من أنواع التربة، كما وأفخر أنواع الصحون والأواني الصينية مصنوعة من التراب، والتراب المادة التي لا تتجدد مع الزمن، وعن الفراغات الموجودة بين حبات التراب هي 50% من حجمه، معظم المضادات الحيوية التي نستخدمها لعلاج الأمراض مستخرجة من الكائنات المجهرية في التربة، أيضاً هو مادة ممتازة لتنظيف مسامات الجلد بالتالي وضع الله في الأطفال حب اللعب بالتراب ومحاولة الإمساك به، لكنه لم يضع في الكائن البشر حب سرقة التراب أو الرمال بهدف بيعها والإتجار بها!!.

كيف ذلك!؟ الخبر يقول إنه ضبطت وكالة الخدمات بأمانة المنطقة الشرقية، ممثلةً في إدارة النظافة عشرات من شاحنات نقل الرمال تقوم بسرقة الرمال في مناطق مثل التشليح وطريق المطار وطريق أبو حدرية، السرقة التي أصبحت ظاهرة تسعى الأمانة في الشرقية للتصدى لها، وهي ظاهرة ليست موجودة في الشرقية وحدها في ظل التساهل وغياب الرادع وهم يتعدون على أملاك الدولة وعلى رمال المخططات وأصحاب الأراضي بدون أخذ موافقة منهم.

بل إن بعض ملّاك الأراضي صرفوا أموالاً مبالغ طائلة من أجل جلب الرمال وتطوير الأراضي غير أن في سرقة الرمال إضرار بالطبيعة ووقوع اختلال في الأرض، السرقة التي اشتكت منها أغلب الدول العربية والغربية، ومن تلك الدول من وضع قانوناً يحد من تلك السرقة كالمغرب وقد أصدرت قانوناً بالحبس من سنة إلى خمس سنوات وغرامة من 1200 درهم إلى 5000 درهم.

ولا أدري إن كان هناك قانوناً في السعودية يجرّم سرقة الرمال واضعاً أحكاماً رادعة وقد قدرت الأمانة في الشرقية حجم سرقات الرمال بنحو 288مليون ريال سنوياً، وأن عدد الجرافات التي يتم القبض عليها شهرياً يتجاوز 20 جرافة تحقق الواحدة منها 1.2 مليون ريال شهرياً!!.

السرقة التي تقع بطريقة منظّمة من عمال تدار بأيدٍ سعودية ألا توجد أيدٍ فوقها تردعها أو تبترها وتقطعها تطبيقاً لحد السرقة، حتى وإن وصل الحكم إلى مرحلة مواراته الثرى أو التراب حيث إن مثل هذه الجرائم إن لم يرتدع مرتكبه يصبح مثله مثل المفسدين في الأرض، ويصبح التراب الناعم على سطح الأرض فوقه وبالتالي كفى القانون التراب شر من يسرقونه بعد أن تحللوا واختلطوا به، بالتراب!!.

bela.tardd@gmail.com -- -- p.o.Box: 10919 - dammam31443
Twitter: @HudALMoajil

بلا تردد
سرقة الرمال ممن لا يملأ جوفه إلا التراب!!
هدى بنت فهد المعجل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة