Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 06/03/2013 Issue 14769 14769 الاربعاء 24 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

رحل صاحب الحكمة والروية الأمير سطَّام بن عبدالعزيز آل سعود
عبد العزيز صالح الصالح

رجوع

يقول الحق سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} وقال تعالى {فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} وقال تعالى {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} سورة الأحزاب (23)

فقدت بلادنا يوم الثلاثاء 1434-4-2هـ الموافق 2013-2-12م عن دنيانا الفانية أحد رجالها المخلصين الأوفياء صاحب السمو الملكي الأمير سطَّام بن عبدالعزيز آل سعود أمير عاصمتنا الحبيبة الرياض - فقد أديت الصلاة عليه يوم الأربعاء 1434-4-3هــ الموافق 2013-2-13م بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض بحضور قائد المسيرة وباني نهضتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه وسدد على دروب الخير خطاه - ثم نقلت جثمانه الطاهرة إلى منطقة مكة المكرمة بوصية منه حيث وري الثرى بمقبرة العدل رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وكافة أموات المسلمين.

فقد خيم الحزن والألم على مشاعر الكثير من الناس, في بلادنا إثر نبأ وفاته فقد ترك غيابه عن الساحة العملية فراغاً واسعاً بعد عطاء متواصل وعمل لا يعرف الملل ولا الكلل فقد ودع أمته ووطنه ببصمات لا تنسى وسجل حافل بالإخلاص والوفاء لهذا الوطن المعطاء - حيث تدرج بإمارة منطقة الرياض في عدَّة مناصب طيلة حياته العملية وكيلاً ثم نائباً ثم أميراً لعاصمتنا الحبيبة الرياض فقد بذل جهودا كبيرة خلال تقلده هذه المناصب وقدم الشيء الكثير والكثير بعد خدمة دامت سبعة وأربعين سنة كانت حافلة بالعطاء وبالجد والمثابرة والعمل الدؤوب حيث إنه شارك في نهضة البلاد التنموية الشاملة بشكل فاعل ومباشر حيث إنه يتصف بصفات عالية تمتاز بالأخلاق الرفيعة والتواضع ولين العريكة وأفقه الواسع وثقافته العالية يسمع برحابة صدر وصراحة تامة منصتا ومتابعا بدقة يمتاز بابتسامته التي لا تفارق محياه وأعماله الإنسانية الخيرة التي تتصف بها هذه الأسرة المالكة الكريمة فهذا ديدنها منذ وقت طويل فقد عرف عن تعامله الراقي والحضاري مع كافة أفراد الوطن بشتى شرائحه وأطيافه وهذا يدل دلالة واضحة على صفاء سريرته وسلامة نيته وخصاله العالية وسجاياه الرفيعة فقد تقلد عدة لجان محلية في عدة مشاريع متعددة وبذل جهودا كبيرة على إنجاحها ودعمها وتسهيل كافة الصعاب والمعوقات بكل ما يملك إلى جانب دعمه لكافة المحافظات بالكوادر البشرية التي تمتاز بالكفاءة المهنية والخبرة الطويلة لتكون عوناً وسنداً له فالحديث عن مناقب ومآثر هؤلاء الرجال الأوفياء لا ينتهي في هذه الأسطر البسيطة لأن الوقت لا يسعف الكاتب أن يتحدث أكثر مما قال - فهناك - رجال على مر التاريخ شهدت لهم أفعالهم قبل أقوالهم وتكلمت إنجازاتهم المشهودة على أرض الواقع وليس حديثا - وأحد هؤلاء الرجال الأوفياء عرفه أبناء هذا الوطن منذ سنين طويلة وهو يعمل في هذا المنصب الرفيع بصمت وهدوء وروية وحكمة واقتدار بدون كلل أو ملل لم يضع حواجز بينه وبين مراجعيه الذين يتدفقون إلى مكتبه بالإمارة بشكل شبه يومي وهو يقرأ طلباتهم ويناقش مشاكلهم وأوضاعهم بهدوئه المعهود وبلطفه المتواضع وبخبرته الطويلة وبنظراته الثاقبة فيوجه بتذليل كافة الصعاب والمعوقات التي تقف سدا منيعا أمامهم وبتسهيل أمورهم المتعلقة بنطاق مسؤولياته الجسام - وقد كنت أحد هؤلاء المراجعين قبل مدة ليست بالطويلة فجلست ما بين الصفوف الكثيرة أتأمل إنسانيَّة ذلكالمسؤول فأخذ يناديهم بنفسه واحدا تلو الآخر ويسمع لهم بحكمة وروية ولطف وإنصات فأيقنت جيدا أنه يستحق منا الإشادة والتقدير والثناء والاحترام جراء ما يقوم به من جهود كبيرة لخدمة أبناء وطنه فهي قليلة بحقه بما يتمتع به من تواضع وأخلاق عالية وتفهم لما يعرض عليه بين وقت وآخر رحم الله صاحب الحكمة والروية الأمير سطام بن عبدالعزيز.

وفي الختام, لا يسعني إلا أن أقدم خالص العزاء وصادق المواساة إلى مقام قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع. وإلى صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين.

وإلى جميع أفراد الأسرة المالكة الكريمة وإلى أبناء الفقيد وبناته وأحفاده سائلاً المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ورضوانه ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان إنه سميع مجيب.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة