Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 07/03/2013 Issue 14770 14770 الخميس 25 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

جملة مهمة جدًا قالها وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية للضمان الاجتماعي، الأستاذ محمد العقلا، أثناء اللقاء الذي تم الأسبوع الفائت، تحت قبة الجزيرة، مع وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين وعدداً من قيادات الوزارة. قال العقلا: “لو أن المسن المتقاعد كان لديه تأمينا طبيا لما احتاج إلى الضمان الاجتماعي، ولو أن المعاق تم تعليمه وتدريبه بشكل جيد لما أحتاج إلى الضمان الاجتماعي”. انتهت جملته التي لا أخفيكم أنني لا زلت أفكر بها، إذ إن بناء الإنسان وتحقيق احتياجاته لا يمكن أن يبدأ من آخر السلم، ولو تجاوزنا الشق الأول من الجملة نظرا لتناولي قضية التأمين الطبي للمتقاعدين عشرات المرات، إلا أن الشق الثاني في قضية تعليم وتدريب المعاقين أو ذوي الاحتياجات الخاصة، فإنها لا زالت قضية لم تُحسم، ولا أرى للأسف إلا تعاملاً معها بشكل تلقائي لا يليق ببرامج وخُطط من المفترض أن تكون قد جهزت مذ سنوات على طاولة التعليم والتدريب لذوي الاحتياجات الخاصة. ولأكون دقيقة أكثر في توضيح تلقائية البرامج، أعود إلى دمج المعاقين في التعليم، فتارة يتم دمجهم، وتارة يُعادون إلى معاهدهم، فهل تم التفكير بنتائج هذه العملية، وهل تم الاطلاع على التجارب المتقدمة في دول أخرى بهذا المجال؟ لا أظن! هذا وقد حصل الدمج في مبان متهالكة لا تصلح لأدنى مقومات الدراسة للطالب العادي فما بالك بالطالب المعاق، ولأكون هنا -أيضًا- دقيقة أكثر فسأشير إلى مدارس البنات من ناحية الشكل، فالمباني القديمة “المرقمة” التي تشبه مباني السجون، غير قابلة لبث روح السعادة والتفاؤل لدى الطالبة، لا من ناحية التصميم ولا الألوان ولا الفصول أو المعامل، ولا كافة احتياجات طالبة المدرسة. أما إذا ذهبنا للمباني المستأجرة، فأظنها لا تتضمن الحد الأدنى من احتياجات “التنفس” فما بالك بغيره؟ فهل هذه المباني التي لا زالت وزارة التربية والتعليم -مصرة- على تسميتها بالأرقام قادرة على استقبال طالبات من ذوي الاحتياجات الخاصة؟

وقبل أن أعرج على تدريب ذوي الاحتياجات الخاصة، لدي تساؤل صغير: هل نحن كمجتمع لدينا الوعي ثم الإيمان بقدرات هذه الفئة، والتي في بعض الأحيان قد تفوق الأصحاء بدنيًا؟ الإجابة على هذا السؤال هي ما ستحدد إن كانت هناك برامج “حقيقية” لتعليم وتدريب وتوظيف هذه الفئة، حتى نكفيهم شر العوز والحاجة إلى الضمان الاجتماعي أو غيره!

عملية التدريب هي في غاية الأهمية لكل الناس، وتختلف نوعية التدريب حسب طبيعة العمل وحسب قدرات الشخص، لذا فإن تدريب ذوي الاحتياجات الخاصة، هو من نوع خاص، والتدريب على العمل هو باعتقادي آخر المراحل بعد أن يحصل على تعليم جيد، وبيئة جيدة لا تراه مختلفًا عنها، ويكون التدريب على المهنة التي يحبها ويحلم أن يكون متخصصًا بها، لأن أيضًا حصر التدريب في مهن محددة، هو تحجيم لهذه القدرات وكسر لأحلام فئة من حقها أن تعيش وتحلم وتُمارس حياتها بطريقة عادية.

إن بعضًا من تلك الأفكار، أو الأحلام أعلاه، هي جزء أشارك به حتى لا نرى أحدًا من ذوي الاحتياجات الخاصة يعاني العوز والفقر وينتظر حسنة أو ضمان اجتماعي الذي من المفترض أن يكون لغير القادرين عن العمل فقط!.

www.salmogren.net

مطر الكلمات
فقر المعاقين!
سمر المقرن

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة