Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 09/03/2013 Issue 14772 14772 السبت 27 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

تحاول بعض وسائل الإعلام الغربية الربط بين الإرهاب والتطرف ودين الإسلام. ولا يخفى على كل مطلع على حقائق الإسلام وأحكامه أنه جاء برعاية مصالح العباد في العاجل والآجل بأنواعها، ومن دلائل ذلك في الكتاب العزيز قوله تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}، ووصف نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بقوله: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ}، وقوله: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري في صحيحه: «إن هذا الدين يسر»، ويقول فيما رواه البخاري أيضاً: «يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا». ومن أعظم أصول دين الإسلام رعايته للأمن وحرصه على تحقيقه وكفالته؛ لذا جاءت شريعته بحفظ الضرورات الخمس: النفس والعقل، والدين، والعرض، والمال.

ومن المقررات في هذا الدين العظيم محاربته للفساد بشتى أنواه وصوره، يقول الله سبحانه في كتابه الكريم: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ. وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ}. وإن من أهداف الحدود الشرعية في باب العقوبات من قصاص وقطع وجَلد وغيرها حماية الأمن للمجتمع، وصيانة حقول أفرداه؛ لذا شهدت المجتمعات الإسلامية المطبقة لأحكام الإسلام في القديم والحديث أمناً وعدلاً واستقراراً، لم يعرف له نظير في غيرها.

ومحاولات بعض وسائل الإعلام المخالفة إشاعة التلبيس بالربط بين قضية الإرهاب والتطرف وأحكام الإسلام يدفع إليها أحد سببين:

الأول: الجهل بحقيقة الإسلام، وصورته، ومفهومه، وشرائعه، وأصوله المحكمة.

والثاني: الهوى الدافع لمعاداة هذا الدين، وتشويه صورته في أذهان الآخرين.

وبأي من السببين كان دافع تلك الوسائل الإعلامية فإنه لو زالت شبهاتها، والغش الحاصل من أطروحاتها، ستعدل عن معاداتها للإسلام، ويتهاوى ذلك كله حين تتم دراسة أحكام الإسلام وحقائقه بموضوعية، بعيداً عن التشنيع والموروثات غير السليمة المتلقاة من عدو متربص أو جاهل غافل.

وقد شهد الواقع بإقرار عدد من الموضوعيين، ممن هم على غير دين الإسلام، بعد دراستهم للإسلام، بأنه بعيد كل البعد عن ممارسات الإرهابيين والمتطرفين، وأن من أصوله محاربة الغلو، والتحذير من مسالكه، ويكفي في ذلك قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم «إياكم والغلو» رواه أحمد.

ونحن بدورنا نؤكد براءة دين الإسلام من غلواء الغلاة وإفرازات التطرف، ونحيى كل حواراً أو مناقشة هادفة موضوعية لإيضاح منهج الإسلام وطريقته، وبعده عن الإرهاب والتطرف بكل صوره وأشكاله، كما ندعو عموم الأمم والمجتمعات إلى عدم الاغترار بما تطرحه وسائل الإعلام من ركام زائف يشوه الحقائق ويلبس على الأذهان، ومن أراد الحق وجد ضالته.

hdla.m@hotmail.com - drmohamadalhdla@ تويتر
باحث في الشؤون الأمنيّة والقضايا الفكريّة ومكافحة الإرهاب

الإسلام وتهمة التطرف
د. محمد بن حمود الهدلاء

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة