Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 10/03/2013 Issue 14773 14773 الأحد 28 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

عاش العرب قبل ما يزيد عن ستين عاماً حالة اقتصادية مزهرة، ما حدا ببعض الدول الأوروبية قبل ما يزيد عن قرنين إلى احتلال أراضيهم باسم الاستعمار ردحاً من الزمن، وكان المواطن العربي البسيط مشغولاً في تحصيل لقمة العيش ليقوت صاحبته وبنيه، فكان منخرطاً في الزراعة والصناعة والرعي وقلما توجد يد عاطلة، وبرغم الحالة السياسية التي عانى منها المواطن العربي من نقص سيادته على أرض وطنه إلا أنه كان يحيا حياة اقتصادية كريمة، ولا أدل على ذلك بأن عملة بعض البلاد العربية كانت تفوق بعض العملات الأوروبية، بل كانت بعض الخزائن الأوربية مدينة للدول العربية.

ومع قضية فلسطين تفجَّرت حركات البعث العربي بادعاء إعادة هيبة العرب، فكان أن قلب العسكر عدداً من العروش العربية، وبدد بعض العسكر ثروات بلادهم لنصرة أقرانهم في بلاد أخرى، ودخلت بعض البلاد العربية المتأصلة فيها الملكية كالخليج والتي لم تقبل شعوبها التحول العسكري في صراع سياسي مع دول العسكر، وكأن البعث العربي لا يُمكن أن يتم إلا بإزالة جميع العروش العربية بارها وفاجرها، وحلَّت حرب الأيام الستة أو نكبة 67 التي فقد العرب فيها الأرض ومعها الكرامة.

إن المنصف خلال هذه العقود يُدرك أن المواطن العربي البسيط هو من دفع فاتورة هذا الحماس غير المدروس والذي يفتقر لبعد النظر، فكان أن هاجرت العقول العربية وبارت الأراضي الزراعية وشُلت مكائن المصانع، ولم نعد نسمع في كثير من دول الثورات العربية إلا مصطلح القروض والهبات.

وبعد ذلك كان تدهور الوضع الاقتصادي وقوداً للربيع العربي الذي انفلت زمامه، فأحرقت المباني واضطرب الأمن وهرب المستثمر وانهارت البورصة واشتغل الشباب بالاعتصامات والمواطن العربي البسيط زاد حاله سوءاً على سوء، فالراعي هزلت غنمه والفلاح جف زرعه والصانع نفد وقود آلته.

أمام هذا الألم الاقتصادي والذي كاد أن يفقد بعض الدول العربية سيادة قرارها السياسي والرضوخ للدولار والإسترليني مروراً باليورو كانت وقفة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - أيده الله - بدعوته للقمة العربية الاقتصادية في الرياض، لوقف النزيف الاقتصادي وحماية الكرامة العربية عبر الخروج بعدد من القرارات التنموية.

إن المواطن العربي البسيط قد لا يكون مدركاً لأبعاد هذه القمة, وفكره المشغول بقوت يومه قد لا يستوعب كثيراً من المصطلحات المتداولة فيها، لذا فمن واجب المعنيين بالشأن الاجتماعي أن يبعثوا روح التفاؤل بلغة سهلة بعودة الربيع للمراعي وتحول الأراضي إلى سلة غذاء متكامل ودوران عجلة المصانع، وعلى القريبين من الشباب أن يُنمّوا الأمل بتوفر فرص العمل، ويشرعوا في توديع البطالة، متمنياً أن نتحاور في قادم الأيام بلغة الأرقام والحساب والإحصاء بأموال عربية، فلا الصراع السياسي صنع عزاً، ولا النعرات الإقليمية وفّرت قوتاً.

Dr_almarshad@hotmail.com
وكيل دائرة التحقيق والادعاء العام بمحافظة ثادق

اقتصاد العرب.. ألم وأمل
د. عبدالرحمن عثمان المرشد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة