Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 11/03/2013 Issue 14774 14774 الأثنين 29 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

مرت عدة سنوات، ونحن نفاجأ كل يوم بأحدهم يسبق اسمه بحرف الدال، وكنا نتساءل عن هذه الفوضى العارمة، والتلاعب بالعلم، ولا نجد مجيباً، ولم يعد مستغرباً أن تقابل شخصاً، ثم يخبرك بأنه حصل على درجة الماجستير، وبعد ذلك بأشهر يبشرك بحصوله على درجة الدكتوراه، فقد أصبحت أمراً عادياً، والمصيبة أن معظم حاملي هذه الدرجات الوهمية كانوا يحصلون على ترقيات تؤهلهم لبلوغ مناصب عليا، خصوصاً في إحدى الوزارات التعليمية، التي لم تكن تدقق كثيراً على ما يبدو، وكان هذا سبباً رئيسياً في تسابق منسوبيها على شراء شهادات الوهم، فمعظم من يحمل هذه الشهادات هم من منسوبيها، ولا يزال كثير منهم يتسنمون مناصب، لم يكونوا ليصلوا إليها، لولا تلك الشهادات الوهمية!

قبل ما يقرب من عام، بدأ الدكتور موافق الرويلي حملة شهيرة على حاملي هذه الشهادات، حتى أصبح وسم «هلكوني» على تويتر أشهر وسم، وذلك منذ ذيوع صيت هذه التقنية العظيمة، التي جعلت كل إنسان يشعر بأن لديه وسيلته الإعلامية الخاصة، ولم نتفاءل كثيراً عند بدء الحملة. لكن الأمور تغيرت بعد عدة أشهر، وذلك بعد مشاركة مهنية، وجهد جبار قام به المغرد عبد الله الشهري، الذي جند نفسه لهذا العمل الوطني الجليل، فقد كان يلتقط الوهميين، ومن ثم يتأكد من أسمائهم، ويحاورهم، وكان يحمل كل الإثباتات التي تدينهم، ولهذا فإن بعضهم اعترف، وتخلى عن شهادة الوهم، والبعض الآخر لا يزال يكابر، مع أن الأدلة القاطعة تحاصره من كل جانب، ولا يراودنا شك بأنهم سيتساقطون واحدا بعد الآخر، فحبل الكذب قصير، كما أن الحملة التوعوية بدأت تؤتي أكلها بشكل لم يكن يتوقعه أحد.

المؤلم في الأمر أن معظم حاملي شهادات الوهم هم ممن كنا نحسن الظن بهم كثيرا، فبعضهم يعمل في السلك التعليمي، والبعض الآخر هم من الدعاة الجدد، ومنهم من تخصص في إصلاح ذات البين، وفي قضايا عتق الرقاب، وهذه مجالات يفترض فيمن يخوض غمارها أن يتحلى بالأمانة والصدق والإخلاص، ولكن الأمر لم يكن كذلك للأسف الشديد، ولذا فإننا نتمنى أن تستمر هذه الحملة المباركة حتى يتم كشف كل المتلاعبين بهيبة العلم، وهنا نود أن نؤكد أهمية تطبيق العقوبات على كل من ثبت شراؤه شهادة علمية، خصوصا أولئك الذين انتفعوا من ورائها، إذ إن هذا يدخل في باب الغش، والاحتيال، كما نتمنى أن تتدخل هيئة مكافحة الفساد في هذا الملف الهام، فهو من أعظم أنواع الفساد، وأخيرا، كلنا أمل أن يتم إقرار قانون العقوبات المقترح في مجلس الشورى بأسرع وقت ممكن، لأن هذا من شأنه أن يقضي على هذه الظاهرة الخطيرة.

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2

بعد آخر
حرب شهادات الوهم!
د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة