Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 12/03/2013 Issue 14775 14775 الثلاثاء 30 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

منوعـات

تحدثت قبل أمس عن الجدل بين وزارتي التعليم العالي والثقافة والإعلام، بشأن معرض الرياض الدولي للكتاب، وأجد أن الحديث عنهما بخصوص العناية بالكتاب لم يزل مستمراً، خاصة فيما يتعلق بشأن حضور الكتاب السعودي في الخارج، وهو المهمة الصعبة، وشبه المستحيلة، التي تقوم بها وزارة التعليم العالي، خاصة في معارض الكتب العربية والعالمية، فمن يزور هذه المعارض يجد جناح المملكة كبيراً ولافتاً، وتجمّل وسطه مجسمات الحرم المكي، والمسجد النبوي، وكذلك الصور لهما، وهما ما شرف الله بهما هذه البلاد، أن جعلها قبلة ملايين المسلمين في مختلف بقاع العالم.

ماذا بعد ذلك؟ ماذا تقدم وزارة التعليم العالي لضيوف جناحها، أو بمعنى أكثر دقَّة، لضيوف جناح المملكة؟ فمن الطبيعي أن تقدم خدماتها الجليلة ومنجزات البلاد في خدمة الحرمين، لكن ماذا أيضاً؟ كيف يتم تقديم ثقافة هذه البلاد؟ كيف يعرف القارئ والزائر لهذه المعارض ثقافة هذا البلد وفنونه؟

أقول ذلك؛ لأن فروع الأدب السعودي، من شعر وقصة ورواية، حققت حضوراً لافتاً على المستوى العربي، وربما في الدول الأجنبية أيضاً، فأين هؤلاء الكتَّاب من هذه المعارض؟ وأين مؤلفاتهم؟ لماذا حينما تزور جناحاً سعودياً رسمياً في أي معرض عربي أو عالمي لا تجد سوى الكتب الرسمية والسياحية وكتب عايض القرني؟ مع احترامي الكبير لشخصه الكريم؟

تحضر مؤلفاتنا في دور نشر عربية في المعارض العربية، وتحضر مؤلفاتنا مترجمةً إلى لغات مختلفة في دور نشر أجنبية في معارض كتب لندن ونيويورك وفرانكفورت وبرلين، لكن جناح وزارة التعليم العالي في هذه المعارض يتطهَّر مما نؤلف، وينأى تماماً عما نكتب، دون أن نعرف السبب، هل هو من المسؤولين في الوزارة، أم هي سياسة عامة؟ هل هو بقصد؟ أم بإهمال؟

أتمنى ألا يأتي من يفسر ذلك بأن كتبنا تتم طباعتها في دور نشر عربية، بينما جناح الوزارة لا يقبل إلا الدور المحلية، وأتمنى ألا يأتي من يفسر بأن قبول هذه الكتب من دور محلية يأتي لأنها تحمل تأشيرة فسح من الجهة الرقابية في البلاد؛ لأن هذه المسائل تجاوزها الزمن بسنوات، وأصبح معظم كتَّابنا ينشرون كتبهم في دور عربية، أو في دور نشر سعودية تعمل من الخارج، وهذا أمر محزن؛ لأنه يرتبط بنظام الرقابة العتيد، الذي هو بحاجة حقيقية إلى مراجعة وتقييم بعد كل هذه العقود من السنوات، ولعل ذلك يكون يوماً أحد موضوعات مجلس الشورى، والعمل كما الدول كلها، بنظام الرقابة اللاحقة على النشر.

أعود إلى موضوعي، وهو غياب الكتاب السعودي في أجنحة وزارة التعليم العالي في مختلف معارض الكتب العربية والأجنبية، فأقول بكل حب: ليت الوزارة تراجع هذا الأمر، وتفكِّر أنها لا تقدّم خدمة للمؤلف السعودي فحسب، بل هي تقدِّم خدمة جليلة لكيانها، ولكيان هذه البلاد.

يقول لي أحد الناشرين الأجانب ساخراً إنه يحرص على زيارة الجناح السعودي في معارض الكتب الأجنبية؛ لكي يتذوَّق القهوة العربية ويتناول التمر! وأظن أن ذلك أمرٌ مخجل حقاً، ويتطلَّب تقييماً عاجلاً لهذه المشاركات، ودراستها بشكل جاد؛ كي يمثل الجناح جميع أجناس الكتابة، وكل أطياف المؤلفين.

نزهات
أجنحة القهوة والتمر!
يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة