Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 13/03/2013 Issue 14776 14776 الاربعاء 01 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الاقتصادية

الفشل بداية للتقهقر.. أم خطوة للنجاح في العمل «1»
د. فهد بن صالح السلطان

رجوع

من الأخطاء الشائعة في مجتمعنا - وهي قليلة بفضل الله - الانزعاج غير المبرر من الفشل أو الوقوع في الخطأ، خصوصاً لدى المبادرين من الشباب والداخلين الجدد لميدان الأعمال.. وكأن من خسر الهدف خسر كامل المباراة.. وفي تقديري أنه أمر يتعلق بمفاهيمنا الاجتماعية عن الفشل والخطأ وفي تعميم نتيجة الجزء على الكل، وميلنا للنقد وعدم التسامح والعفو عمن يتعثر في بداية الطريق.. وقد كان لهذه المفاهيم انعكاسات اقتصادية واجتماعية غير محمودة.

حاولت جاداً أن أُروّج في أروقة الأجهزة التي أنتسب لها لمبدأ اعتنقه منذ زمن بعيد وهو «القبول بالفشل».. فقد ساعدت نفسي الطموحة على تعلمه واجتهدت في تأصيله لدى زملائي بالعمل، والتأكيد على أن الفشل أو الوقوع في أخطاء جزئية عملية لا يعني الخسارة الكلية، بل ربما يكون أحد مفاتيح النجاح. هناك قول مأثور عن أهالي تكساس يقول: (لا يهم مقدار ما تسكبه من الحليب طالما أنك لم تفقد بقرتك).

ومن المفارقات العجيبة أن بعض العلماء نظر إلى الفشل على أنه غرور. يقول المخترع الأمريكي توماس أديسون: «الفشل في الواقع مسألة غرور، فالناس لا يعملون بجد لأنهم بدافع الغرور يتخيلون أنهم سينجحون دون الحاجة إلى بذل أي مجهود.. معظم الناس يعتقدون أنهم سيستيقظون ذات يوم ويجدون أنفسهم أغنياء.. وفي الواقع جزء من هذا صحيح، فهم سيستيقظون ذات يوم».

إذا كان هناك من قيمة خاصة بهذا العصر فهي التركيز على دعم وتشجيع الإبداع من قبل المنظمات الاقتصادية الرائدة في العالم.. لقد أدرك هؤلاء أن تشجيع الإبداع هو الميزة التنافسية التي قد تحقق لهم قصب السبق على الآخرين.. ومن المتفق عليه علمياً وعملياً أن الإبداع والخوف من الفشل أو الوقوع في الخطأ أمران متنافران ومتناقضان لا يمكن نموهما في بيئة واحدة.

في واقع الأمر أن الخسارة والفشل في بعض الأعمال والمشاريع ليس نتيجة ولكنه عملية قد تؤدي إلى نتائج إيجابية أو سلبية.. وفي نظر العسكريين: يُمكن أن تخسر المعركة وتربح الحرب.. فخسارة معركة ما لا تعني الهزيمة.. وقراءة سريعة لتاريخ معظم الرواد توضح أن ما حققوه من قفزات جاء بعد عثرات ومحاولات عدة.

لقد أكدت الدراسات العلمية أن رجال الأعمال العصاميين لا يتمكنون من النجاح في أول شركة يُنشئونها، ولا حتى في الثانية أو الثالثة.. في بحثها في جامعة تولين توصلت أستاذة الأعمال ليزا أموس أن رجال الأعمال البارزين يفشلون بما معدله 3.8 مرات قبل أن يتمكنوا من تحقيق نجاحات تُذكر.. يُقال إن ثلاث خطوات إلى الأمام وخطوتين إلى الخلف تعني خطوة إلى الأمام.

فهل يعني ذلك أن الفشل أمر مقبول؟ وهل نحن بحاجة إلى تغيير مفاهيمنا عن الفشل؟

للحديث بقية.

@falsultan11

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة