Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 14/03/2013 Issue 14777 14777 الخميس 02 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

منوعـات

قبل أيام تداولت مواقع التواصل الاجتماعي نقلاً عن إحدى الصحف حكاية المسافر الذي رفض أن تقلع طائرة الخطوط السعودية من جدة إلى المدينة المنورة، حينما وقفت المضيفة تقوم بحركات إرشادات السلامة كما هو معتاد، فسأل عنها، وعن محرمها، ثم أثار اللغط والضوضاء في الطائرة، مطالباً أن تحضر محرماً لها، أو أن تهبط من الطائرة فوراً، ولا تسافر معهم، رغم أنه هو المسافر معها وليس العكس، لأنها جزء من طاقم الطائرة الذي لا تكتمل الرحلة إلا بهم!

قبل سنوات عديدة، طالب البعض بأنه من اللائق أن ترتدي المضيفات حجاباً شرعياً على متن طائرات السعودية، فتم تأييد ذلك وتنفيذه، وهو أمر طبيعي ومنطقي، ثم جاء حظر التدخين قطعياً على متن هذه الطائرة، وهو أيضاً ما تفعله جميع رحلات الخطوط الأجنبية، وهو أيضاً أمر منطقي ومقبول، لما له من أثر سيئ على الرحلة والمسافرين، وكذلك تحظر الخطوط جميعها استخدام أجهزة الاتصال والأجهزة الإلكترونية، وهو أمر منطقي ومطلوب لما لهذه الأجهزة من قدرة على التشويش على أجهزة الاتصال بين الطائرة وأبراج المراقبة.

أما أن يظهر راكب يطالب المضيفة التي وقفت لتقدم له الخدمة، فهو أمر فوق طبيعي، ولا يمكن النظر فيه، وهو ما فعله أمن المطار، بإنزال الراكب من الرحلة فوراً، بعد أن أثبت جديته، لأنه من الطبيعي أن يظن المسافرون الآخرون بأنه يقدم مقلباً طريفاً، أو أنه من مقدمي برامج الكاميرا الخفية!

أعرف أن هناك من القراء سيخالفني الرأي، وهناك من سيقول إن هذا أمر واجب التنفيذ، وبعضهم الآخر سيقترح أن تقتصر مهنة الضيافة في طائرات السعودية على الذكور منعاً لسفر الأنثى دونما محرم، ولكن الشيء الذي يخفى على هؤلاء، أن هناك عدداً من النساء، وبسبب ظروف المجتمعات الحديثة، أصبحن يسافرن وحيدات على متن الطائرات، وبمعرفة أزواجهن الذين يكونون في مشاغل الحياة، فمن الطبيعي أن لا يبقى الرجل ملازماً زوجته طوال الوقت، ومن الطبيعي ألا يوصد على المرأة الأبواب داخل أسوار المنازل، لأنها أصبحت الآن شريكاً في التنمية، ورقماً صعباً في التطوير والنمو الاجتماعي والاقتصادي الذي تعيشه البلاد، فزمن حجبها وتهميشها أصبح أمراً من الماضي، ومن يريد التأكد من ذلك يعود إلى قوائم سيدات الأعمال في السعودية، وقوائم الطبيبات وأستاذات الجامعات والمعلمات وموظفات القطاع الخاص و... و...إلخ.

لذلك، من الطبيعي أن نتجاوز ذهنية ملاحقة المرأة وتكبيلها، ليس لأننا نريد ذلك، بل لأن الزمن الحديث وظروف العيش حتمت ذلك، وفي المقابل فإن هذا لا يعني أننا نريد سفورها وخروجها عن الضوابط الشرعية التي يضعها الإسلام، والتي تربت أساساً هي عليها في مجتمع مسلم محافظ، بل هي تعمل وتتعامل مع الآخرين وفق هذه الضوابط من جهة، ووفق التربية التي نشأت عليها في مجتمعاتنا المحافظة.

نزهات
محرم المضيفة!
يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة