Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 15/03/2013 Issue 14778 14778 الجمعة 03 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

بعض الوظائف تحتاج إلى تخصص جامعي، وبعضها الآخر لا تكفيه الدراسة النظرية بل الخبرة عنصر رئيس معها، وبعض المواقع الوظيفية قد لا تعتمد على الشهادة الجامعية بل التجربة وسنوات الخبرة قد تكون كفيلة بان تمنح المرء التميز والنجاح، لكن هناك أماكن لا تميز أصحابها الشهادة الجامعية التي يحملها وربما يكون موقعه الوظيفي بعيدا عن تخصصه كل البعد وأقصد هنا المجال الإعلامي الذي نجد فيه متميزين من تخصصات مختلفة كالكيمياء مثلا أو الطب أو الحاسوب وغيرها، وربما يكون العمل المجال الإعلامي وفي تقديم البرامج بالذات هو المكان الوحيد الذي لا تنفع فيه واسطة ولا تفيد وساطة لأن حضور المذيع وثقافته وسرعة بديهته وحسن إدارته للحوار هو المدخل الوحيد لأبواب النجاح مع موهبة هي الأصل في دخوله هذا المجال.

بعض البرامج والفضائيات اعتمدت على شكل المذيع أو جمال المقدمة وسرعان ما فشلت حين لم يكن المقدم يملك إلا هذه الميزة دون ما ذكرنا، ونستشهد بأبرز المقدمات الناجحات التي حصلت برامجها على أكبر نسبة مشاهدة حول العالم وهي المقدمة السمراء أوبرا.

العمل الإعلامي مهنة صعبة تورث أمراض القلب والجلطات الدماغية لدقتها وحساسية التعامل فيها، ولعل أبرز من أذكر هنا المبدع ماجد الشبل وريما الشامخ - شفاهما الله - حيث أصيبت ريما الشامخ بجلطة دماغية وهي تقدم برنامجها اليومي على شاشة الإخبارية وكان ضيفها السفير البريطاني بالمملكة ذلك الوقت.

كثيراً ما أردد أن العمل الإعلامي كالعمل في حقل الطب تماماً، كلاهما تتعلق به حياة أو مصير، لا يتقيد أيضاً بدوام منتظم أو ساعات محددة، فالبرامج الحية يمكن ان تتقدم أو تتأخر لظرف ما، فكم فقدت علاقتي بضيوف اكن لهم التقدير بسبب تأخير أو تعليق أو إلغاء برنامج لطارئ ما، وكم أُحرجت في أحيان أخرى لتأخر ضيف أو عدم حضوره أصلاً وقد ترك شاغرا على الهواء وتركني مع الحيرة وعشرات من الأسئلة أثقلت كاهلي؟!

من جهة أخرى الطبيب لا يمكن ان يترك المبضع أو المقص في جسد المريض ويقول انتهى وقت الدوام وكذلك الإعلام يمكن ان يستهلك ساعات بلا نوم أو راحة.

الإعلام مهنة المتاعب والمصاعب والمفاجآت والنجاحات الباهرة أيضاً التي سرعان ما تكون مكافأة على جهد حقيقي، ودأب وكر وفر.. أذكر المعد والمخرج في تلفزيون الشارقة فيصل عبد الهادي وكم أسعدني كثيراً أن أتعامل معه في مناسبات عديدة منها تصوير برامج لي هناك.. هو كالدينامو الحقيقي في المكان الذي يعمل به، وثقافته الواسعة تعطي الضيف حقه ولا تحرجه بأسئلة سطحية، بل أيضاً لا أنسى اتصال حاكم الشارقة في إحدى الحلقات بعد تفاعله مع أحد البرامج وعلى الهواء مباشرة.

الإعلام رسالة.. أمانة.. قناة إلى المجتمع.. فضاء تسبح فيه الأفكار، من شأنها أن تبني أو أن تبث أفكاراً سامة، والإعلامي ليس دمية أنيقة أو مؤدّياً أجوف بل هو الفاعل المتفاعل مع قضيته وضيفه بموهبة وضعته في هذا المجال صقلها بالثقافة والدربة.

كم من اسم علا وكما طار وقع، وكم من اسم رسخ في الذاكرة ولم تمحه الأيام أو الغياب، وفي النهاية الإعلام هو احتراف لا مهنة ووظيفة وساعات دوام.

mysoonabubaker@yahoo.com

الأشرعة
الإعلام ما بين الاحتراف والمهنة
ميسون أبو بكر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة