عبر الشبكة العربية للأبحاث والنشر صدر كتاب (الوهابية بين الشرك وتصدع القبيلة) للدكتور خالد الدخيل وجاء الكتاب في 558 صفحة من القطع الكبير... وهو في الأصل أطروحة دكتوراه من جامعة كاليفورنيا نوقشت عام 1998م.

وقد سعى د. خالد الدخيل إلى تقديم رؤية مختلفة وأكد أن الظروف الاجتماعية ساهمت في تعزيز دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب..

ويقول تحت عنوان: (ما قبل المدينة): شكلت القبيلة في الماضي، في أثناء نمط الاستيطان الجماعي أساس الوحدة ومصدر الحماية والهوية وارتبط وجود الفرد ومكانته والأسرة بالقبيلة كلها، حتى مفهوم السلطة كان جماعياً وكان يمارس بأسلوب سلمي وعلى أساس من التراخي مقارنة بما أمست عليه الحال في نظام المدن المستقلة.

في أعقاب تصدع القبيلة تغير الوضع بشكل جذري ما حدث بعد ذلك أن البلدات والمدن باستقلالها وانفصالها عن بعضها وهيمنة الأسر عليها وهي التي ورثت سلطة القبيلة في المدينة، لم تتمكن من شغل المركزين الاجتماعي والسياسي اللذين ورثتهما عن القبيلة ولا الاضطلاع بدورها كذلك بدلاً من ذلك أصبحت المدينة ومعها الأسرة الرمز الأول للتشرذم وانعدام الأمن والفوضى. في هذا الإطار يمكن تصور الحركة الوهابية في ردها على هذا الوضع بأنه كان محاولة لتقديم بديل يسمو فوق المدن والقبائل كلها، بديل يتمثل في دولة مركزية جامعة، ينعم فيها سائر الناس بالأمن والنظام والهوية، أياً تكن انتماءاتهم القبيلية يبدو أنه كان من الممكن لمؤسسي الحركة الشيخ ابن عبدالوهاب أن يتجاوز الحدود الاجتماعية والسياسية لمجتمعه بهذه الطريقة اعتماداً على مركزية مفهوم التوحيد في طرحه الفكري وفي رؤيته السياسية.