Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 15/03/2013 Issue 14778 14778 الجمعة 03 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

هذا العصر، الذي نعيشه، ربما يكون استثنائياً في نوعية اضطرابات «نفسية» من يعيش على كوكب أرضه، وتقليعاته، وسلوكياته، غير المقبولة، لنبدأ من حيث عنوان هذا المقال، لقد برز على السطح في الآونة الأخيرة «مصطلح» أخذ بالنمو رويداً رويداً، إنه ما يعرف «بالدرباوية « وهم شلّة «المفحطين» ومن سار في دربهم من الجمهور المصفّقين لهم، المشاركين لهم في التجمهر والتبعية في تقليد الموضات، هؤلاء المفحطون، قد كتبت عنهم مقالات عدة في هذه الجريدة بالذات، ولعل أقرب مذكور هو مقالي (المفحطون وساهر) يوم الثلاثاء 11 جمادي الأولى 1433هـ العدد رقم 14432 الذي قلت فيه إن هؤلاء الدرباوية من المفحطين وشركائهم، أعتبرهم صيداً ثميناً لساهر، فيما لو كان صادقا في الحد من كوارث الحوادث، وقلت إن خزينته المالية ستمتلئ في مدة لا يصدّقها ساهر نفسه، ما علينا، هؤلاء الدرباوية يا جماعة الخير تشاركهم الشللية الأخرى من أرباب المخدرات والمسكرات وطُرّاد الهوى، ومقتنصو الصبية، المتأمل في عالم الدرباوية «المبتدع» يشعر بأنهم لا يكتفون بعملية «التفحيط» التي جعلوها غطاءً لتحقيق مآربهم الحقيقية، ذالكم أن التفحيط يلحق به اقتناء الحبوب المخدرة والأسلحة النارية والبيضاء والسواطير والمشروبات المسكرة ، وتتعدى خطورتهم مسألة التفحيط هذه، عندما نشاهدهم يعبثون بهياكل سياراتهم، ويغلقون بها الشوارع، ويؤذون عباد الله الغافلين، ويتحرشون بالنساء الغافلات، و إذا ما أردنا تجاوز المفحطين، لندلف لشلّة أخرى من شللية الدرباوية، وهم صنفان في المجتمع يتباريان في رشق بعضهما البعض، هما المتحرر والمتشدد، وطرحهما على طرفي نقيض، لا يخدم المجتمع، بل يزيده احتقانا وبلبلة وتشويشاً، يشتق منهم درباوية أرباب الإشاعات، ينفخهم قناص الفرص، وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا، يدّعون أنهم حريصون على وطنهم، ولا مرحباً بحرص يجر فتن وعصبية واعتصامات، تدعو للتناحر والتنابز وتأليب الرأي العام، تحت دعاوي كاذبة، لا أظن واحداً يقرأ هذا المقال ويقول إني أكتب رواية من الروايات الخيالية التي راجت هذه الأيام، لا بل لاءات كثيرة، لست بدعاً من الكتّاب أصحاب الطروحات المفيدة والتي كثيراً ما يتناول أصحابها مثل هذه السلوكيات والهرطقات الماجنة، لكن حسبي أن أساهم مساهمة المقل في توعية المجتمع من المخاطر النوعية لمجمل ما يمكن إدراجه تحت مصطلح «الدرباوية» هؤلاء الدرباوية، عالم محسوس يتجوليننا، تتدحرج رؤوسهم داخل سياراتهم وخارجها، في شوارعنا وطرقاتنا، والحملات المرورية الأخيرة، تمكنت من القبض على أعداد منهم، وتم ضبط مركباتهم وما تحويه من مخالفات، والمقابلات التي أجريت مع البعض منهم في أحد السجون، وصفت هؤلاء الدرباوية، وسجلت اعترافاتهم، بأنهم يتعاطون المسكر، ويمارسون أنواع الرذائل، ويحملون الأسلحة، للحصول على مرادهم، ولمجابهة معترضيهم، ونحن أمام هذه العنتريات الشبابية، ماذا عسانا فاعلون؟ وما دور الأسر تجاه أبنائها والمدرسة والمجتمع ووسائل الإعلام برمتها؟ لمواجهة هذا التيار الجارف من الدرباوية المتدربة على الفوضى، ليس ثمة حل لهذه الظاهرة سوى مواجهتها بالنية الصادقة، لنرد أصحابها للطريق الصحيح، ونخلص المجتمع من تبعاتها، إنها التوعية ثم التوعية ثم التوعية المكثفة، وأركان التوعية (البيت والمدرسة والجامع والإعلام) كل ذلك قبل اللجوء إلى الكي وهو العقاب السلطوي، دورنا كأولياء أمور، بأن نحذر أبناؤنا من مغبة الولوج في هذا العالم (الدرباوي) مضطرب الشخصية، دورنا أن نحذرهم من جلساء السوء، ونقدم لهم النماذج الفاعلة والناجحة من أبناء الوطن المخلصين للدين ثم الوطن والقيادة، دورنا أن ندلهم على الصحبة الصالحة، دورنا أن نحذرهم من الدخول في المجتمعات المشبوهة والمنغلقة، دورنا أن نشغل أوقاتهم بالمفيد، دورنا أن نرسخ في عقولهم الوازع الديني، ليكون حصناً متيناً لهم بإذن الله يصطدم به أرباب السوء، وجميع هذه الأدوار ليست مقصورة على الأسرة فحسب! بل المدرسة والمسجد ووسائل الإعلام بكافة أنواعها وألوانها منوط بها ذلك، إن لم تكن مسئولة عنه، من باب تأدية الواجب المجتمعي، بقي القول، إن الدرباوية، حركة فوضوية، تعشق كل قديم، تدمر الممتلكات، تسير بالمقلوب، أربابها، شباب عقولهم غضة، كالعجينة، إن لم نحتويهم، وجدوا من يأويهم، ويصنع منهم فيروساً مخرباً... ودمتم بخير.

dr-al-jwair@hotmail.com

فيروس... «الدرباوية»!
د. محمد أحمد الجوير

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة