Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 15/03/2013 Issue 14778 14778 الجمعة 03 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

في زيارتي الأخيرة قبل شهرين إلى مسقط رأسي مدينة الرس، هذه المدينة الحبيبة الغالية الأثيرة إلى نفسي وقلبي، لفت انتباهي في مدخلها الشمالي مبنى شامخ أنيق يحتل موقعاً لائقاً يتوسط طريق الملك فهد، هذا المبنى الحديث والجميل كان حقاً يغري بالوقوف عنده وتأمل ما فيه من مظاهر الإبداع والإتقان وخاصة بالنسبة لمدينة ريفية وادعة تحث الخطى إلى الأمام وتتطلع كغيرها إلى المستقبل الزاهر المنشود.

عند وصولي إلى مقر إقامتي في منزلي المتواضع في شارع بلال الذي اعتدت البقاء فيه مع عائلتي في إجازاتي القصيرة بين حين وآخر. هنا وفي تلك اللحظات ظل وهج وبريق هذا المبنى الجذاب لم يبرح خيالي وخاطري، عندها تملكتني الرغبة أن أملأ عيني عن قرب خاصة وأنه أحدث مبنى لافت شاهدته في المحافظة، وتستطيع من واقعه ومظهره أن تفاخر بجماله وأناقته وكماله.

عند إشراقة صباح اليوم التالي وانتظام الدوام ذهبت إلى هناك وفي أحد المواقف التي تحيط بالمبنى من أربع جهات أوقفت سيارتي ومن ثم دلفت إلى داخله من البوابة الرئيسية، في تلك اللحظة وبدون مبالغة تملكتني الدهشة وأنا أسرح ناظري بالبهو الجميل الأخاذ الذي تعلوه قبة بديعة تشمخ وتعلو على جميع أدوار المبنى في مشهد يثير الإعجاب.

هذه القبة المحفوفة بالزخارف والإنارة الطبيعية جعلتني أحادث نفسي قائلاً هكذا تكون المداخل والصالات التي تستحق ما يبذل فيها من إمكانات.. وقبل أن أسترسل في الحديث بقي أن أقول إن المبنى الذي أشاهده وأعنيه وأعتبره معلماً حضارياً وعمرانياً تستطيع المحافظة أن تفاخر بجماله وأناقته هو المبنى الجديد للبلدية الذي افتتح حديثاً بعد أن ظلت البلدية ولسنوات طويلة فاقت الخمسين عاماً أي منذ تأسيسها وهي تنتظر توفر الإمكانات من أجل تنفيذه بالشكل اللائق المشرف كما هو الآن، وأصبح رمزاً موثقاً ومعبراً لما يسمى باليوبيل الذهبي وهو ما يؤرخ لتأسيس المنشأة ومضي خمسين عاماً على افتتاحها.

ولأن نواميس الحياة وسنة الحياة أن نقول للمحسن أحسنت أو كما جاء في الأثر الشريف الثناء الحسن عاجل بشرى المؤمن، وحتى نميز بين العامل الناصح المخلص وبين المسؤول المتقوقع المفلس، فقد اغتنمت هذه الفرصة السانحة لأعرج إلى غرفة المسؤول الأول عن هذا الجهاز الحيوي لأهنئه على هذا الإنجاز المعماري البديع. وبعد استرشاد من قسم العلاقات العامة في أحد أركان البهو صعدت إلى الدور الثاني وهناك استأذنت من مدير مكتب رئيس البلدية، شاب لطيف المعشر، طلق المحيا، هو أحد أبناء المحافظة ومن ثم دخلت إلى الرئيس الذي كنت أتابع جهوده وأسعد بإنجازاته ومع ذلك لم أقابله من قبل رغم أنني أكتب بين حين وآخر عن واجبات البلدية وأعبر عن بعض الملاحظات كأي مواطن.. وهنا استقبلني بالبشاشة والترحاب، ولكن الفرحة لم تكتمل بهذا اللقاء العفوي حيث علمت منه أنه يلملم أوراقه للرحيل ومغادرة كرسي البلدية بداعي التقاعد شبه المبكر. وفي الحقيقة لقد صدمت بذلك خاصة بعد أن صارت إنجازاته حديث أهل المحافظة بمختلف فئاتهم وأصبحت بصماته مشهودة في الأنشطة البلدية من إنارة وسفلتة وملاعب أطفال ومنتزهات خضراء ونظافة ملموسة ويأتي في مقدمة إنجازاته البارزة هذا المبنى الجميل حقاً مظهراً ومخبراً الذي تم بمتابعته وإشرافه، ولا ننسى جهده المميز الفعال بتوحيد سوق الخضار واللحوم والتمور متمثلاً بالمشروع الجديد العملاق في الموقع المتميز الفسيح الذي أوشك على الافتتاح بعد إنجازه في فترة قياسية جنوب شرق المدينة.

وقد حاولت بجهدي واجتهادي أن التمس من حديث معه ما يخفف من اندفاعه وإصراره على التقاعد ولكن كما قيل لقد سبق السيف العذل. وأنا متأكد أن الرئيس الجديد المنتظر سيجد أمامه تحدياً كبيراً في التواصل بمثل هذه الإنجازات، لأن الرئيس الحالي وأعني به المواطن المثالي والإداري الناجح والمهندس المخلص/ سليمان الخليفة، كان يعمل طيلة خدمته بمنهجية فاعلة ومدروسة شعاره الإبداع والنجاح.

وبعد مغادرتي مبنى البلدية سألت نفسي كيف نودع مثل هذا الإنسان الهمام، هل نودعه بالطريقة الروتينية المعتادة مع الأسف بفنجان شاي ونعيد بعض كلمات الإشادة المكررة، أم أن حب الجميع لهذه المحافظة والحرص على مستقبلها وتقدير الكفاءات التي طرزت أيام خدمتها بنبل العطاء ويانع الثمار تدعونا وبإصرار إلى الاستفادة من خبرتها في مجال آخر بعيداً عن روتين الوظيفة المثقل بالمسؤوليات مثلاً تسند إليه إدارة المجلس البلدي حيث العمل بصفاء وحرية وفي جو مريح يستطيع من خلاله إثراء هذا المجلس من يانع خبرته الناجحة، وهذا الأمل هو ما نتوجه به الآن إلى سعادة محافظ الرس ووجهاء الرس وفي مقدمتهم الإخوة أعضاء المجلسين المحلي والبلدي وكلي ثقة وأمل أن الجميع أكثر مني غيرة ووطنية لأن محافظتنا على أبواب مستقبل مشرف تتطلع كغيرها إلى الأمام وتستحق التضحية بأن نقدم لها الغالي والنفيس وصدق من قال:

وحبب أوطان الرجال إليهم

مآرب قضاها الشباب هنالكا

إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم

عهود الصبا فيها فحنوا لذالكا

abo.bassam@windows live.com
الرياض- كاتب صحفي ومدير عام تعليم سابق

لتقاعد رئيسها.. بلدية الرس إلى أين؟
عبد الله الصالح الرشيد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة