Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 16/03/2013 Issue 14779 14779 السبت 04 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

لقي مقال ( الواجهة المقفرة) “السبت الماضي” ردود فعلٍ حول فكرته المؤمنة بوجود فراغٍ سبَّبه غيابُ النخب وقيادةُ العامة، ولا يُهمّ هنا من ائتلف أو اختلف، بل إضافة أفقٍ ذي صلةٍ بالتيه الذي يعيشه جيلُ اليوم وسط تداخلات الصورة والمعلومة والتحليل حدًا جعل الخطوط المتقاطعة والمتشابكة والملتويةَ أكثر حضورًا من الخطوط المستقيمة التي وعتها نظرياتُ الزمن بوصفها الأقرب واستقر في الوعي المرجعي أنها الأنسب، وهو ما أسهم في خلط المكونات التأصيلية والتفصيلية لمسارات المجتمع المتسائلة: أين الطريق؟

** يأخذ (التلبيس) شكلَ المصطلح؛ فبينما اختاره الشيخ سليمان الخراشي عنوانًا لكتابه “ثقافة التلبيس” فإن المعطيات العامة تشير إلى تجاوزه دائرةَ الثقافة الخاصة إلى مدارات الحياة المتعدّدة، كما أسهم الانفتاحُ الفضائي في نشر صورٍ متواليةٍ من تماهيات الحقيقةِ والزيف والضلالِ والهدى والمعرفة والجهل والصلاح والفساد حتى بدا التفريق بينها مهمةً صعبة، وربما جاء تعددُ الإشارات القرآنية الكريمة نحو “من ضلَّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً” مشيرةً إلى أزليّة هذه “المسالك المهالك” التي يتردى بها فئامٌ فيُدلسون على المجتمع دواخلهم السيئةَ بمظاهر خادعة، كما يجيءُ حديثُ الإفك الذي أبطله الله سبحانه في آيات نتعبده بها مثلًا على دور التدليس الخطِر في تغييب الوعي؛ فثمةَ من لا يزالون مصدقين الفرية?َ الآثمةَ على أم المؤمنين رضي الله عنها.

** ولو تخيلنا تفرغَ دوائر القرار السياسي والإداري مثلًا لكشف ما تراه تلبيسًا لاحتاجت إلى أجهزة متابعة حيوية لا يعنيها سوى القراءة والرد ثم الردِّ على الردود في متاهاتٍ غير منتهيةٍ تصرف العامل عن دوره والعمل عن مساره، وكذا الأمر في منحنيات الفعل الاجتماعي الممتلئ بالمتناقضات التي يلدها تجاذب المعلومة وسريانُ التزييف، ويمتد الأمر عند من يرى الداء والدواء في منتج مادي تلتئم حوله التحذيرات والتحفيزات ضمن مساحة التهويم والتعميم.

** تتعدد الأمثلة الجمعية والفردية في تعاظم التلبيس والتدليس وما يقابلهما من صمتٍ أو صوت؛فقد يُفسر الصمت هروبًا أو إقرارًا أو عدم مقدرة على البيان، ويؤخذ الصوت في الضفة المواجهة على أنه رحلة لا تكتمل في صراعات أخذٍ ورد وقولٍ ونقيضه، وهو ما يضع الملبسين والمدلسين في المكانة الأعلى وفقًا لسلوك الإثارة الذي يجتذب رغائبَ الناس وأهواءَهم؛ ما يعني تبادليةَ الصوت والصمت في فاعلية التأثير دون ضمان النجاح المطلق لأيٍ منهما مع مواصلة المجتمع تطوير أدواته الدفاعية والهجومية لمحاصرة المزايدات والزيادات في الجانب الإعلامي المعلوماتي.

** يبقى الجانبُ الفكري الأكثرَ التباسًا لخضوعه لقراءات متعددة؛ فما يَعدُّه واحدٌ أو مجموعةٌ اختلاقًا واختراقًا وتأولًا يحسبه آخرون تنويرًا وتغييرًا وتطويرًا وهو ما لا يمكن حسمُه بصوتٍ ولا صمت؛ فالاختلاف قدرُ البشر وهو سببُ بقائهم “لا نقائهم” إذا سلم من لغةِ التخوين ولجاج التخويف وانحياز الشخصنة.

** العامةُ وقودٌ ومِقْود.

ibrturkia@gmail.com
t :@abohtoon

متاهات الطريق
د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة