Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 16/03/2013 Issue 14779 14779 السبت 04 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

نعم؛ دون مقدمات أو عوائق أو عقبات، ودون اكتراث للحدود أو الحواجز أو المسافات، «جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام لهذا العام 1434هـ/2013م؛ فلسطينية»، وعنوانها في فلسطين: جبل راسخ في فكره وصبره، وطود شامخ في معتقده وعطائه، ينتمي فقط لفلسطين، ولشعب فلسطين، ولقضية فلسطين، وينحاز بقلبه إلى أولى القبلتين، وثاني البيتين، وثالث الحرمين الشريفين؛ المسجد الأقصى، وحينما نذكر الأقصى، يتمثل أمام ناظرينا طيفه الندي الساكن في القلوب؛ إنه باختصار شديد الشيخ رائد صلاح؛ وباختصار أشد، إنه (شيخ الأقصى) أكرم به وأنعم.

وإنه لأحد المساءات المضيئة في تاريخ شعبنا الفلسطيني العظيم؛ مساء الإثنين 16 ربيع الأول 1434هـ الموافق 28 يناير/كانون الثاني 2013م، ذاك الذي شهد احتفالاً بهيجاً رعاه فارس الفكر، والأدب، والسياسة، والفن، والإدارة، والتطوير، (كشاجم هذا العصر)؛ صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل؛ أمير منطقة مكة المكرمة، المدير العام لمؤسسة الملك فيصل الخيرية، رئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية، ورئيس لجنة اختيار الجائزة لفرع خدمة الإسلام، حيث جاء بيان الأمانة العامة لجائزة الملك فيصل العالمية، وعلى لسان أمينها العام سعادة الأستاذ الدكتور عبدالله الصالح العثيمين، على النحو الآتي:

«بعون من الله وتوفيقه اجتمعت لجان الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية في الفروع الخمسـة: «خدمة الإسلام»، و»الدراسات الإسلامية»، و»اللغة العربية والأدب»، و»الطب»، و»العلوم»، وذلك في سلسلة من الجلسات امتدت من يوم السبـت الرابع عشر من ربيع الأول عام 1434هـ إلى يوم الاثنين السادس عشر من الشهر نفسه، الموافـق للسادس والعشرين إلى الثامن والعشرين من يناير عام 2013م، وتوصلت إلى القرارات الآتية:

أولاً: قررت لجنة جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام منح الجائزة هذا العام (1434هـ/2013م) إلى الشيخ رائد صلاح محاجنة؛ من فلسطين المحتلة عام 1948م، رئيس المجلس الأعلى للدعوة، ورئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، ورئيس مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية».

وجاءت مبررات هذا التكريم على النحو الآتي:

1- أبرز الشخصيات المؤسسة للحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م.

2- وضوح جهوده الإصلاحية والاجتماعية عند ترؤسه الحركة الإسلامية بين عامي 1996 و2001م.

3- تقلُّده مهمة رئيس مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية، وَمهمَّة ورئيس مؤسسة الإغاثة الإنسانية في فلسطين المحتلة.

4- كان من المبادرين لإعمار كثير من المشروعات في المسجد الأقصى، بالتعاون مع إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس، ولجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المُشرَّفة.

5- أول من كشف النقاب عن النفق الذي عمله المحتلون تحت الأقصى.

6- نجح - مع لجنة الروحة الشعبية - عام 1998م في منع مصادرة أراضي تلك البلدة. فقدم بذلك خدمة لأبناء وطنه.

7- يُنظِّم مهرجانات تحت شـعار « الأقصى في خطر» تستقطب آلافاً من الفلسطينيين في الداخل وتُسهم في رفع معنويات مواطنيه.

فأبارك لك يا شيخنا الفاضل، وأبارك بك،

أبارك بك لمدينة أم الفحم حيث ولدت،

أبارك بك لشعبنا الفلسطيني،

وأبارك بك لقضيتنا الحية التي لن تموت،

وأبارك بك لقلوب الملايين التي ابتهجت بهذا الحدث الجلل.

لقد نلت يا شيخنا «جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام»؛ أعظم جائزة عالمية، وإسلامية، وعربية، على الإطلاق،

لقد نلتها أولاً بفضل الله سبحانه وتعالى الذي هداك،

ثم بفضل جهدك وعطائك، وبفضل إيمانك وصبرك، وبفضل إرادتك وعزمك،

وأشهد الله أنك تستحق، وليت زعامات فلسطين يقتدون بك.

وها نحن يا شيخنا ننظر إليك غبطةً، وبهجةً، واعتزازاً، وأنت تلحق بكوكبة مباركة من رجالات الأمة المخبتين؛ أولئك الذين سبقوك بنيل هذا الشرف العظيم، منهم من قضى نحبه عليهم رحمات الله ورضوانه، ومنهم من ينتظر أيدهم الله بالنصر والتمكين، ويطيب لي ها هنا أن أعطر ذاكرتي ومقالتي بنبذة موجزة عن أعمالهم:

فقد منحت جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام لأول مرة في عام (1399هـ/1979م) للمفكر الإسلامي سماحة الشيخ السيد أبي الأعلى المودودي؛ الباكستان، تقديراً لجهوده في الدعوة وإعلاء كلمة الحق والإصلاح الشامل للحياة على أساس إسلامي صحيح، ولإصداره مجلة ترجمان القرآن الشهرية، ولنتاجه الفكري الغزير حيث بلغت إصداراته سبعين مؤلفاً، من أبرزها كتاب «مبادئ الإسلام»، وكتاب «القانون والدستور الإسلامي»، عدا عن كتاباته المتعددة في مجالات الفكر الإسلامي، وقد اتصف سماحته بقوة حجته وقدرته على الإقناع، وثباته على المبدأ، وصلابته في التصدي.

وفي عام (1400هـ/1980م) منحت الجائزة (بالاشتراك) لكل من الشيخ السيد أبي الحسن علي الحسني الندوي؛ الهند، ودولة الدكتور محمد ناصر؛ إندونيسيا.

وقد منحت لأبي الحسن الندوي لكونه واحداً من أهم المفكرين والكتاب الإسلاميين في العصر الحديث، وقد صدر له أكثر من 50 كتاباً بمختلف اللغات، وأصدر عدداً من المجلات وأشرف على تحريرها، ودأب على التطواف في أرجاء العالم الإسلامي داعياً إلى الله، وأسس العديد من الجمعيات الإسلامية، وشارك في وضع المناهج للعديد من المؤسسات التعليمية في بلاده.

وأما الدكتور محمد بن ناصر إدريس داتوسيتارو فقد منحت له الجائزة تقديراً لجهوده الكبيرة في توحيد المسلمين؛ حيث أنشأ حزب ماشومي، وهو اختصار لمجلس شورى مسلمي إندونيسيا، وكان علماً من أعلام الإسلام المعاصرين، ومجاهداً من مجاهديه، وفارساً من فرسان الدعوة إليه، وخاض معارك ضارية ضد خصوم الإسلام في بلاده. وكان حريصاً على تقوية الأواصر بين مسلمي إندونيسيا وبقية المسلمين في العالم.

وفي عام (1401هـ/1981م) منحت الجائزة لجلالة الملك خالد بن عبدالعزيز؛ رابع ملوك المملكة العربية السعودية؛ تقديراً لإسهاماته منذ شبابه في الأعمال الجليلة التي قام بها والده الملك عبدالعزيز من أجل توحيد أجزاء البلاد وتثبيت كيانها، وتولى إمارة مكة المكرمة فترة من الزمن نيابة عن أخيه فيصل، كما شارك في كثير من القضايا الوطنية والسياسية المهمة، فترأس الوفد السعودي أثناء المحادثات مع اليمن التي انتهت بمعاهدة الطائف بين البلدين عام 1353هـ/1934م، كما عين في عام 1358هـ/1939م مساعداً لأخيه الأمير فيصل في مؤتمر المائدة المستديرة في لندن بخصوص القضية الفلسطينية، وبعد أن أصبح فيصل بن عبدالعزيز؛ رحمه الله، ملكاً للبلاد عام 1384هـ/1964م اختير نائباً لرئيس مجلس الوزراء، فولياً للعهد، وفي يوم الثلاثاء 13/3/1395هـ (25/3/1975م) بويع ملكاً للبلاد، فقدم لوطنه وأمته العربية والإسلامية الكثير من المشروعات الخيرة والمساعدات السخية، وعمل عملاً دؤوباً في سبيل تحكيم الشريعة الإسلامية، ونشر الدعوة، والدفاع عن الأقليات الإسلامية، وحل الخلافات بين الدول العربية.

وفي عام (1402هـ/1982م) منحت الجائزة لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز؛ السعودية، تقديراً لجهوده البارزة في مجال القضاء والدعوة والإفتاء؛ إذ عمل قاضياً في الخرج بين عامي 1357 - 1371هـ (1938 - 1952م)، ثم مدرساً للفقه والتوحيد والحديث، وفي عام 1381هـ/1962م عين نائباً لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ثم رئيساً لها، وفي عام 1395هـ/1975م تم تعيينه رئيساً عاماً لإدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، ثم أصبح مفتياً عاماً للمملكة العربية السعودية ورئيساً لهيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، وظل في منصبه حتى وفاته، وكان في جميع أعماله مثال العالم التقي الذي يسير على نهج السلف الصالح ولم تشغله المناصب عن مواصلة البحث وطلب العلم وتدريسه.

وفي عام (1403هـ/1983م) منحت الجائزة (بالاشتراك) لكل من «فضيلة الشيخ حسنين محمد مخلوف»؛ مصر، و»الأمير تنكو عبدالرحمن بوترا»؛ ماليزيا.

أما الشيخ حسنين محمد مخلوف فقد نال الجائزة تقديراً لدوره البارز في مجال التعليم الإسلامي ومحاربة البدع والخرافات، ونشر حوالي 15 عملاً في طليعتها «كلمات القرآن؛ تفسير وبيان»، و»صفوة البيان لمعاني القرآن»، و»المواريث في الشريعة الإسلامية»، كما شكلت فتاواه ثروة فقهية ضخمة تم جمعها في مجلدين كبيرين.

وأما الأمير تنكو عبدالرحمن بوترا، فقد منح الجائزة تقديراً لدوره في قيادة حركة تحرير الملايو في بلاده، ويعده الماليزيون أباً لاستقلال البلاد، فقد تولى رئاسة منظمة الاتحاد الوطني، وقام بجولات واسعة في بلاده داعياً إلى الوحدة والتعايش بين المجموعات العرقية المختلفة، وقد أسفرت جهوده عام 1374هـ/1955م عن قيام حزب الاتحاد الذي فاز في انتخابات عام 1377هـ/1957م، وتم تعيينه الوزير الأول ووزيراً للداخلية، وقاد مفاوضات شائكة مع بريطانيا تكللت بتوقيع اتفاقية الملايو مع الحكومة البريطانية، وعلى إثر ذلك انتخب أول رئيس للوزراء، وأعيد انتخابه ثلاث مرات متتالية، ومن إسهاماته أنه اقترح إنشاء البنك الإسلامي للتنمية، ووضع القواعد الأساسية الأولى له حتى صار كياناً عظيماً معروفاً للجميع، وكذلك أعاد تنظيم أمور الجمعية الخيرية الإسلامية التي أسسها في عام 1379هـ/1960م فأسلم بسببها عدد كبير من الماليزيين.

وفي عام (1404هـ/1984م) منحت الجائزة لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود؛ خامس ملوك المملكة العربية السعودية، تقديراً لبصماته الخالدة في ترسيخ قواعد الشريعة الإسلامية، وتحقيق المزيد من النهضة في المملكة العربية السعودية، وخدمة الإسلام والمسلمين في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وبذل جهوداً خيرة لرأب الصدع، ولم الشمل العربي والإسلامي، وتضميد جراح المسلمين في مختلف أنحاء العالم والوقوف معهم في أوقات الشدة، ومن الإنجازات الشامخة في خدمة المسلمين «مشروع خادم الحرمين الشريفين لعمارة الحرمين الشريفين»؛ حيث حظي الحرمان الشريفان بتوسعة كبيرة أصبح معها المسجد الحرام يستوعب أكثر من مليون وخمسمائة ألف مصل، والحرم المدني يستوعب أكثر من مليون ومئتي ألف مصل، بالإضافة إلى حركة الإنشاء والتعمير التي شملت الأراضي المحيطة بالحرمين لتوفير الراحة والأمن والاستقرار للحجاج والمعتمرين والزائرين والمصلين، وله أياد بيضاء ومواقف عربية وإسلامية نبيلة تجاه القضايا العربية والإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية من حيث الدعم السياسي والمادي والمعنوي.

وفي عام (1405هـ/1985م) منحت الجائزة للمجاهد عبد رب الرسول سياف، الذي أسس مع زملائه أول جماعة للحركة الإسلامية في أفغانستان في عام 1383هـ/1963م، وبعد انقلاب داود غادر البلاد إلى بيشاور الحدودية في باكستان حيث تم تشكيل الاتحاد الإسلامي لتحرير أفغانستان واختير رئيساً له، وأعلن عن إنشاء الاتحاد الإسلامي لمجاهدي أفغانستان، ثم اختير رئيساً له، ورأس وفد المجاهدين الأفغان إلى مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية في إسلام أباد عام 1400هـ/1980م، ومؤتمر القمة في الطائف عام 1401هـ/1981م، ومؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية في النيجر عام 1402هـ/1982م، وقام بدور بارز في التعريف بقضية أفغانستان وجلب الدعم لها حماية للحق والعدل والقيم الإنسانية ودفاعاً عن العقيدة والكرامة والحرية.

وفي عام (1406هـ/1986م) منحت الجائزة (بالاشتراك ) لكل من الداعية الشيخ أحمد حسين ديدات؛ جنوب إفريقيا، والدكتور روجيه جارودي؛ فرنسا.

أما الشيخ أحمد ديدات فهو من أشهر رجالات الدعوة؛ إذ يتميز بإتقانه التام للغة الإنجليزية، وقدرته على الاستدلال ليس فقط بالقرآن الكريم والأحاديث الشريفة، وإنما أيضاً بالكتب السماوية الأخرى، التي كان يعرفها عن ظهر قلب، إذ مارس الشيخ ديدات نشاطه في مجال الدعوة ما يقارب السبعة عقود، ألقى خلالها العديد من المحاضرات، وشارك في الكثير من المؤتمرات الإسلامية الإقليمية والدولية، ولعب دوراً مؤثراً في العديد من المناظرات التلفزيونية، وأنشأ المركز الدولي لنشر الإسلام لتدريب الطلاب على القيام بالدعوة، وأصدر الكثير من الكتيبات والمطبوعات التي ترد على خصوم الإسلام وتدحض مزاعمهم الباطلة، ومنها «ماذا يقول الإنجيل عن محمد؟ وما اسمه؟»، و»ما هو دليل سفر يوتان (عن التوراة)؟»، وأسلم على يديه عدد غفير من الناس.

وأما الدكتور روجيه جارودي فيميزه أنه انجذب منذ صغره للأديان؛ اعتنق البروتستانتية وهو في الرابعة عشرة من عمره، وانضم إلى الحزب الشيوعي الفرنسي وهو في العشرين، وكان عضواً في الحوار المسيحي الشيوعي في الستينيات، وحاول أن يجمع بين الدين والشيوعية مما أدى إلى فصله من الحزب الشيوعي، ثم قرأ العديد من الكتب المترجمة عن الإسلام وتفسير القرآن، وساعدته زوجته الفلسطينية في قراءة بعض المصادر العربية والإسلامية وترجمتها، خاصة كتب التراث، وبعد أعوام من البحث والدراسة والمقارنة اهتدى إلى الإسلام، وتولدت لديه قناعة بأنه دين الفطرة التي خلق الله الناس عليها، وأنه الدين الحق منذ أن خلق الله آدم، فأشهر إسلامه في شهر رمضان 1402هـ (يولية1982م)، وأعلن ذلك في المؤسسة الثقافية بجنيف وأصبح اسمه «رجاء» بدلاً عن روجيه. وله أكثر من أربعين كتاباً منها «حوار بين الحضارات»، و»إنذار إلى الأحياء»، و»كيف صار الإنسان إنساناً؟»، و»الإسلام يسكن مستقبلنا»، و»محمد الإسلام»، و»وعود الإسلام»، و»المسجد مرآة الإسلام»، و»فلسطين مهد الرسالات السماوية»، و»القضية الإسرائيلية - كشفت السياسة الصهيونية»، و»محاكمة الصهيونية الإسرائيلية»، بالإضافة إلى كتاباته الأخرى وخطبه ومواقفه التي دافع فيها عن فلسطين وأهلها.

وفي عام (1407هـ/1987م) منحت الجائزة لفضيلة الشيخ أبو بكر محمود جومي؛ نيجيريا، تقديراً لجهوده مع الزعيم النيجيري أحمدو بللو في الدعوة الإسلامية، ومحاربة البدع والخرافات، ومشاركته في إنشاء أكبر هيئة إسلامية في نيجيريا، وكان أول عالم إفريقي يقيم جسراً للتواصل بين كتاب الله العظيم واللسان الهوساوي من خلال ترجمة معاني القرآن إلى لغة الهوسا السائدة في غرب إفريقيا، ولدوره البارز خلال عمله في السلك القضائي، حيث أصبح بعد استقلال نيجيريا مساعداً لرئيس القضاء في محكمة الاستئناف الشرعية العليا، ثم رئيساً للقضاء في الإقليم الشمالي من البلاد، كما تولى منصب المستشار الديني لرئيس وزراء إقليم شمال نيجيريا، وأصبح مديراً عاماً للشؤون الدينية بمجلس الشورى، ورئيساً للهيئة الوطنية لشؤون الحج والحجاج، وفي عام 1396هـ/1976م عين مفتي البلاد الأكبر.

وفي عام (1408هـ/1988م) منحت الجائزة للدكتور أحمد دوموكاو ألونتو؛ الفلبين، وهو من أعظم قادة المسلمين في القرن العشرين؛ إذ قاد حركة النهضة الإسلامية في بلاده لأكثر من أربعين عاماً، وكان سياسياً ومصلحاً اجتماعياً ورجل سلام، وله جهوده العظيمة في سبيل تحسين أوضاع مسلمي الفلبين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية وتعزيز روابطهم بغيرهم من المسلمين، وإنشاء مراكز لهم، وتعريف زعماء العالم الإسلامي بأحوالهم، وكان داعية إلى نبذ العنف، وإلى التعايش السلمي بين مسلمي الفلبين ومسيحييها. وقد نجح من خلال عضويته في مجلس النواب ثم في مجلس الشيوخ الفلبيني في استصدار العديد من القوانين المتعلقة بحقوق المسلمين في الفلبين، وفي تأسيس هيئة تنمية مندناو، وفي ابتعاث عدد كبير من مسلمي بلاده للدراسة في الأزهر، والمدينة المنورة، ومكة المكرمة، والرياض، والكويت، ودمشق.

وفي عام (1409هـ/1989م) منحت الجائزة لفضيلة الشيخ محمد الغزالي السقا؛ مصر، وهو أحد أهم المفكرين الإسلاميين في العصر الحديث، وقد تعلق منذ طفولته بالقراءة، وكان شديد الإعجاب بابن تيمية، وأبي حامد الغزالي، ومحمد عبده، ورشيد رضا، فدرس أفكارهم العلمية والإصلاحية، وتنوعت مصادر فكره وثقافته، فكان مطلعاً على أحوال العالم الإسلامي وعلله، له حوالي ستين كتاباً، ومئات المقالات والخطب والمحاضرات والدروس والمناظرات، فنفع بعلمه آلاف المسلمين في شتى أقطارهم، وشهد العلماء المعاصرون بسعة علمه في مختلف مجالات الدعوة والتفسير والحديث والفقه والأدب والسياسة والاقتصاد، وشهدوا كذلك بجهاده المتواصل في محاربة الظلم الاجتماعي، ومواقفه الجريئة في التصدي للاتجاهات العلمانية واليسارية، والفرق المنحرفة والمتطرفة، وجنّد طاقاته وفكره لنشر الدعوة الإسلامية ومكافحة الفساد والجهل.

وفي عام (1410هـ/1990م) منحت الجائزة (بالاشتراك) لكل من فضيلة الشيخ علي الطنطاوي؛ سوريا، والبروفيسور خورشيد أحمد؛ الباكستان.

أما الشيخ علي الطنطاوي فقد منح الجائزة لجهوده الكبيرة في مجال الدعوة الإسلامية بالحكمة والموعظة الحسنة مبيناً فضائل الإسلام، ومقدماً النصيحة والمشورة، وراداً على الشبه والتزييف، ومشاركاً في صياغة القوانين والأنظمة، وعاملاً في إعداد المناهج التعليمية، وقد وظف ثقافته وعلمه وأسلوبه الأدبي في خدمة الدعوة الإسلامية من خلال الدروس والمحاضرات والكتب والمقالات والمؤتمرات والأسفار، ومن خلال الصحف والإذاعة والتلفزيون، فقد أذاع آلاف الأحاديث بأسلوبه المحبب إلى النفس، ومن برامجه التي ظل يقدمها لأكثر من ربع قرن والتي سكنت قلوب الناس «مسائل ومشكلات»، و»نور وهداية».

وأما البروفيسور خورشيد أحمد، فهو من كبار الدعاة، ومن أشهر علماء الاقتصاد الإسلامي وأكثرهم عطاءً، وله تحرك دائم في مختلف مناطق العالم؛ داعياً ومحاضراً ومناظراً في المراكز الإسلامية وبين الأقليات والجاليات المسلمة، وقد أهلته خدماته الجليلة للإسلام والتعليم والاقتصاد العالمي لتولي العديد من المناصب والمسؤوليات؛ من بينها تعيينه وزيراً فيدرالياً للتخطيط والتنمية، ونائباً لرئيس هيئة التخطيط في الحكومة الباكستانية، ورئيساً للمعهد الدولي للاقتصاد الإسلامي في الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام أباد، وأكاديمية البحوث الإسلامية في كراتشي ولاهور، ومؤسسة الدراسات السياسية في ليستر، وكان عضواً للمجلس العلمي الاستشاري لمؤسسة الدراسات السياسية والاقتصادية المقارنة بجامعة جورج تاون بأمريكا، وللمجلس الاستشاري العالي للمركز الدولي للبحوث والاقتصاد الإسلامي في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة. وقد نشر سبعين كتاباً باللغة الإنجليزية وسبعة عشر كتاباً بالأوردية، بالإضافة إلى كتاباته ومحاضراته بأسلوبها المحبب إلى قلوب القراء والمستمعين.

وفي عام (1411هـ/1991م) منحت الجائزة لمعالي الدكتور عبدالله بن عمر نصيف؛ السعودية، تقديراً لنشاطه الجم محلياً وإقليمياً ودولياً في شتى المجالات الإسلامية والخيرية والأدبية والتعليمية والكشفية والجيولوجية، وقد أهلته إنجازاته الفريدة لنيل التقدير من جهات عديدة داخل المملكة وخارجها، ولتولي عدداً من المناصب الإسلامية العليا لعل من أهمها تعيينه أميناً عاماً لرابطة العالم الإسلامي، ورئيساً لمجلس هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، ورئيساً لمؤتمر العالم الإسلامي، وأميناً عاماً للمجلس الإسلامي

وفي عام (1412هـ/1992م) منحت الجائزة للدكتور حامد الغابد؛ النيجر، تقديراً لجهوده المتمثلة في إنشائه المؤسسة الإسلامية للعلوم الاجتماعية المهتمة ببناء مؤسسات إسلامية، وفي عمله الدؤوب إبان توليه أمانة منظمة المؤتمر الإسلامي على تنمية التعاون بين البلدان الإسلامية، وتحقيق التضامن بينها في شتى الحقول الاجتماعية والعلمية والثقافية والاقتصادية والسياسية، ودفاعه عن حقوق الأقليات الإسلامية، ومحاولته تحسين أوضاعها، وجهوده الحثيثة في إحقاق الحق في النزاع بين الدول الإسلامية والتغلب على مشكلاتها ونزاعاتها الداخلية، وحثه الدول الغنية لتقديم المساعدة للدول الإسلامية الفقيرة، ونجاحه في إعادة الثقة في صندوق التضامن الإسلامي الذي يقوم بمساعدة البلدان المتضررة بالكوارث الطبيعية.

وفي عام (1413هـ/1993م) منحت الجائزة لفخامة الرئيس الدكتور علي عزت بيجوفيتش؛ البوسنة، وهو الذي أنشأ»حزب العمل الديمقراطي» وهو حزب إسلامي سياسي، وانتخب رئيساً له في عام 1410هـ/1990م، وتولى رئاسة جمهورية البوسنة عشر سنوات، ثم تخلى عنه في عام 1421هـ/2000م، وللدكتور بيجوفيتش مواقفه الشجاعة منذ فجر شبابه مدافعاً عن حقوق المسلمين الذين يتعرضون للاضطهاد والتصفية الجسدية في بلاده، فسجن مرتين، ولكن ذلك لم يزده إلا صموداً وتضحية، وله كتابات علمية رصينة يبين فيها الدور العالمي للإسلام في تقدم الفرد والمجتمعات، وكان لهذه الكتابات عظيم الأثر في يوغسلافيا وخارجها، وفي مقدمة كتبه «البيان الإسلامي» الذي تناول أساسيات النظام الإسلامي، و»الإسلام بين الشرق والغرب»، و»عوائق النهضة الإسلامية»، و»الأقليات الإسلامية في الدول الشيوعية»، و»هروبي إلى الحرية»، و»سيرتي». وقد ترجمت كتبه إلى لغات عديدة.

وفي عام (1414هـ/1994م) منحت الجائزة للعلامة فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين؛ السعودية، تقديراً لأعماله الجليلة في خدمة الإسلام، ومنها التأليف؛ حيث ألف ما يزيد عن تسعين كتاباً أو رسالة في أصول الدين وفروعه، ومن كتبه «الشرح الممتع في الفقه» في خمسة عشر مجلداً، و»تفسير القرآن الكريم» في عشرة مجلدات، و»شرح رياض الصالحين» في ستة مجلدات، بالإضافة إلى عمله الرسمي مدرساً في المعهد العلمي وكلية الشريعة، وكان يلقي دروساً يومية في المسجد يحضرها عشرات الطلاب خلال السنة الدراسية ومئات الطلبة خلال العطلة الصيفية من داخل المملكة وخارجها. وامتاز الشيخ محمد العثيمين في كتاباته وخطبه ومحاضراته وفتاواه بالعلم الغزير والفهم الواضح للدين؛ عقيدة وشريعة، والأسلوب الجيد في العرض، واتباع الحكمة في أسلوب الدعوة، وتقديم المثل الحي لمنهج السلف الصالح فكراً وعملاً وسلوكاً.

وفي عام (1415هـ/1995م) منحت الجائزة لفضيلة الشيخ جاد الحق علي جاد الحق؛ مصر، تقديراً لجهوده البارزة في مجال الإفتاء؛ إذ تولى أمانة الفتوى في دار الإفتاء، وعمل مستشاراً بمحاكم الاستئناف، وفي عام 1398هـ/1978م عين مفتياً للديار المصرية فعمل على تنشيطها والمحافظة على تراثها الفقهي، ونشره في مجلدات بلغت عشرين مجلداً، مما شكل ثروة فقهية ثمينة، وقد نشرت المجلات القانونية في مصر كثيراً من أحكامه أثناء عمله في القضاء لما اشتملت عليه من بحوث وتعليلات واجتهادات في التطبيق، وأحكام أخرى لما استجد من مستحدثات لم يعالجها الحكم الفقهي من قبل، وفي عام 1402هـ/1982م عين وزيراً للأوقاف، ثم بعد شهرين اختير ليكون الشيخ الثاني والأربعين للأزهر، كما اختير في عام 1408هـ/1988م رئيساً للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة إلى جانب مشيخة الأزهر، له عدة مؤلفات منها «الفقه الإسلامي؛ مرونته وتطوره»، و»بحوث فتاوى إسلامية في قضايا معاصرة» من أربعة أجزاء، و»رسالة في الاجتهاد وشروطه»، و»رسالة في القضاء في الإسلام»، وله جهود ريادية في تأكيد الروابط بين المجتمعات الإسلامية، وفي تحسين أوضاع الأقليات المسلمة.

وفي عام (1416هـ/1996م) منحت الجائزة للدكتور عبدالرحمن بن حمود السميط؛ الكويت، تقديراً لجهوده التي بذلها منذ مطلع شبابه في خدمة الإسلام والمسلمين؛ إذ شارك في تأسيس جمعية الأطباء المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وتولى رئاستها، وفي تأسيس فروع جمعية الطلبة المسلمين في مونتريال بكندا، وتأسيس لجنة الإغاثة الكويتية، ولجنة مسلمي ملاوي في الكويت، وهو عضو مؤسس في المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، وعضو مؤسس في الهيئة الخيرية الإسلامية في السودان، ومجلس أمناء جامعة العلوم والتكنولوجيا في اليمن، ورئيس مجلس إدارة كلية التربية في زنجبار، وكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في كينيا، ومن أبرز أعماله قيامه بتأسيس لجنة مسلمي إفريقيا التي تولى أمانتها العامة منذ تأسيسها، وله أربعة كتب هي «لبيك إفريقيا»، و»دمعة على إفريقيا»، و»رسالة إلى ولدي»، و»العرب والمسلمون في مدغشقر»، بالإضافة إلى العديد من البحوث وأوراق العمل ومئات المقالات الصحفية.

وفي عام (1417هـ/1997م) منحت الجائزة لدولة الدكتور محاضر بن محمد؛ ماليزيا، تقديراً لدوره البارز في النهضة التي شهدتها ماليزيا إبان رئاسته لمجلس الوزراء؛ إذ تحولت ماليزيا خلال فترة قصيرة إلى دولة صناعية حديثة، وأصبحت من أكثر دول جنوب شرق آسيا تقدماً ورخاءً، وارتفع مستوى المعيشة فيها بحوالي عشرين ضعفاً وتطور التعليم تطوراً كبيراً وزادت نسبته على 80%، وأصبح التعليم والتأمين الصحي متوفرين لجميع المواطنين، وله العديد من الكتب والمقالات التي توضح فكره السياسي والاقتصادي والإسلامي، ومن كتبه «معضلة الملايو»، و»التحدي»، و»الإسلام والأمة الإسلامية»، و»حافة المحيط الهادي في القرن الحادي والعشرين»، و»اتفاق آسيا»، و»العولمة والحقائق الجديدة»، و»تأملات في آسيا»، و»دور الماليزيين من أصل صيني»، ويعد الدكتور محاضر نموذجاً متميزاً لقيادة إسلامية أكدت على القيم الجوهرية للإسلام، وأظهرت سماحته وعظمة شموليته.

وفي عام (1418هـ/1998م) منحت الجائزة لفخامة الرئيس عبدو ضيوف؛ السنغال، تقديراً للسياسة الحكيمة التي اتبعها خلال فترة رئاسته؛ إذ رفع الحظر عن أحزاب المعارضة، وأرسى مبدأ التداول السلمي للسلطة، وبذل جهوداً بارزة في التطوير والتخطيط لمختلف المجالات الزراعية والصناعية والصحية والتعليمية والسياسية، فارتقى بشعبه وحقق طموحات بلده، بالإضافة إلى دفاعه عن القضايا الإسلامية من خلال إسهاماته الكبيرة في مؤتمرات القمة الإسلامية، وتشجيعه للتعليم العربي في السنغال، وتنظيمه للقاءات إسلامية عالمية ومحلية، ودعمه الكبير للتعاون العلمي والثقافي بين بلاده والبلاد العربية، ومساندته لرابطة علماء المغرب والسنغال، وحقق نجاحاً باهراً في الحملة التي قادها للحيلولة دون تسرب مرض الإيدز إلى بلاده، وكانت له مواقف مشهودة ضد سياسة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.

وفي عام (1419هـ/1999م) منحت الجائزة للشيخ جمعة الماجد عبدالله؛ الإمارات العربية المتحدة، تقديراً لأعمال الخير والبر التي حفلت بها حياته؛ إذ لم تشغله مسؤولياته الجسيمة وأعماله الخاصة والعامة عن شغفه بالعلم وخدمته للإسلام، فقد أنشأ المدارس الأهلية الخيرية التي يتلقى أكثر من تسعة آلاف طالب وطالبة علومهم فيها بالمجان، إلى جانب كلية الدراسات الإسلامية والعربية التي تضم أكثر من أربعة آلاف طالب وطالبة، ومن أعظم إنجازاته إنشاؤه «مركز جمعة الماجد للثقافة» الذي يهتم بالفكر والثقافة والمحافظة على التراث العربي والإسلامي، بالإضافة إلى إسهاماته في النواحي الاجتماعية والإنسانية والتربوية؛ حيث أسهم في تأسيس «جمعية بيت الخير لرعاية العائلات الفقيرة»، واهتم بدعم الجمعيات الخيرية والمستشفيات والمستوصفات داخل بلاده وخارجها، وقدم العديد من المعونات المالية للمراكز الثقافية الإسلامية، وأنشأ المساجد في البلاد الإسلامية وفي أمريكا وأوروبا.

وفي عام (1420هـ / 2000م) منحت الجائزة للأزهر الشريف تقديراً لدوره الكبير في خدمة الإسلام والمسلمين منذ أكثر من ألف عام، ويعتبر موئلاً لطلاب العلم من أرجاء العالم الإسلامي، وله إسهاماته الرائدة في التعليم الإسلامي والدعوة إلى الدين الحنيف، ويضطلع بدور نشط في المحافظة على التراث الإسلامي ودراسته ونشره، وفي إظهار حقيقة الإسلام وأثره في تقدم البشرية ورقي الحضارة، ويهتم بالتراث العلمي والفكري للأمة العربية وإظهار دور العرب والمسلمين في رقي الآداب والعلوم والفنون، ويعمل على توثيق الروابط الثقافية والعلمية مع الجامعات والهيئات الإسلامية والعربية والعالمية، ويتيح للباحثين الاطلاع على سبع وأربعين مخطوطة تقع في سبعة ملايين صفحة بالإضافة إلى مئات الكتب والمجلدات التي تضمها مكتبته الفريدة في حجمها ومحتواها.

وفي عام (1421هـ/ 2001م) منحت الجائزة للهيئة العليا لجمع التبرعات لمسلمي البوسنة والهرسك بالمملكة العربية السعودية، لدورها الحيوي في العناية بالشعب البوسني؛ حيث أولت الجوانب التنموية للإنسان البوسني اهتماماً كبيراً، فأنفقت آلاف الملايين على صحته وتعليمه وتدريبه وتأهيله، وحققت إنجازات رائدة في البرامج التي نفذت في تلك المجالات، مما أسهم في تهيئة الشعب البوسني وتشجيعه على المشاركة في إدارة التنمية، وفي مواجهة آثار الحرب بالعمل الدؤوب على الإنتاج المتواصل، وكان للهيئة اهتمام نوعي في إصلاح خط السكة الحديد، وتمديد شبكات الكهرباء، وحفر آبار المياه، وتوفير مضخات المياه، بالإضافة إلى ما قدمته للمجتمع البوسني من برامج متنوعة تتصل بكفالة اليتيم.

وفي عام (1422هـ / 2002م) منحت الجائزة لسمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي؛ حاكم إمارة الشارقة وعضوالمجلس الأعلى لدولة الإمارات، لما شهدته إمارة الشارقة في عهده من تطورات حتى أصبحت تعرف بعاصمة الثقافة للوطن العربي لما فيها من مؤسسات تعليمية، ومتاحف، ومعاهد للفنون والعلوم المسرحية، ومراكز للمحافظة على البيئة والحياة الصحراوية، وللشيخ القاسمي ستة عشر كتاباً باللغة العربية والإنجليزية تتناول منطقة الخليج العربي، وكشف بها مظالم الاستعمار الغربي وادعاءاته، ومن هذه الكتب: «أسطورة القرصنة العربية في الخليج»، و»تقسيم الإمبراطورية العمانية»، و»الاحتلال البريطاني لعدن»، وله إسهامات ريادية في أعمال البر في بلاده وفي شتى بقاع العالم، وقاد بلاده قيادة حكيمة تتمثل في حرصه الدائم على الالتزام بأوامر الشريعة، ومكافحة ما يضر بمواطنيه دينياً وأخلاقياً.

وفي عام (1423هـ - 2003م) منحت الجائزة لمؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، تقديراً لدورها المشهود في تقديم الرعاية الصحية والاجتماعية للمسنين وتأهيل المعوقين والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، علاوة على مشروعات الإسكان الخيرية والبرامج التعليمية والصحية الأخرى؛ إذ تمكنت المؤسسة خلال فترة زمنية قياسية من إنجاز العديد من البرامج والمشروعات الخيرية داخل المملكة وخارجها، ومنها إنشاء مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية، وتأسيس مشروعات الإسكان الخيري، وإنشاء مركز سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنية، وإنشاء مركز الأمير سلطان بن عبد العزيز للنطق والسمع في البحرين، وإنشاء برامج الدراسات الإسلامية في الغرب، والإنفاق على وجوه نشاط خيري كثيرة داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.

وفي عام (1424هـ/2004م) منحت الجائزة لفخامة المشير عبد الرحمن محمد سوار الذهب؛ السودان، تقديراً لجهوده العظيمة من خلال رئاسته لمجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية في السودان، التي شيَّدت كثيراً من المدارس والمساجد والمستشفيات والمستوصفات ومراكز الطفولة وملاجئ الأيتام، كما حفرت كثيراً من الآبار ومحطات المياه في أفريقيا، إضافة إلى مساهمته الفعالة في الدعوة، محليا وإسلاميا وعالمياً، وإلى تحلّيه بالصدق والوفاء بالوعد.

وفي عام (1425هـ/2005م) منحت الجائزة (بالاشتراك) لكل من معالي الدكتور أحمد محمد علي؛ السعودية، و»مؤسسة الحريري»؛ لبنان.

أما الدكتور أحمد محمد علي؛ رئيس البنك الإسلامي للتنمية، فقد منح الجائزة تقديراً لخدماته المتمثلة في تولِّيه رئاسة البنك الإسلامي للتنمية منذ إنشائه سنة 1395هـ ، وحرصه على أن تكون معاملاته وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية؛ مما أعطى صورة مشرقة للعمل الإسلامي المشترك في العصر الحديث، وتبنِّيه سياسة تنمي العلاقات الاقتصادية بين الدول الإسلامية، وتقديمه للمسلمين - من خلال جهوده في البنك - مثالاً للعمل المؤسسي القادر على الاستمرار، بالإضافة إلى إنجازاته المتمثلة في إنشاء المعهد الإسلامي للبحوث والتدريس، وجائزة البنك لتشجيع البحث في الاقتصاد الإسلامي.

وأما مؤسسة الحريري بالجمهورية اللبنانية فقد مُنحت الجائزة لخدماتها المتمثلة في مساعدة أكثر من ثلاثين ألف شاب وشابة لتلقي تعليمهم الجامعي في تخصصات مختلفة؛ منهم 835 حصلوا على درجة الدكتوراه، وإنشاء مدارس ومعاهد جامعية وتقنية في لبنان، وترميم مساجد عريقة في لبنان، وبناء مساجد جديدة على طراز معماري إسلامي، وإنشاء مراكز صحية واجتماعية في لبنان، ورعاية مؤسسات العجزة والأيتام في لبنان طوال العقدين الماضيين، والإسهام في أعمال إغاثة في عدة دول عربية وإسلامية، ودعم مؤسسات علمية في الدول العربية.

وفي عام (1426هـ/2006م) منحت الجائزة (بالاشتراك) لكل من معالي الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين؛ السعودية، والشيخ يوسف بن جاسم بن محمد الحجي؛ الكويت.

أما الشيخ صالح الحصيِّن؛ الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، فقد منح الجائزة تقديراً لدوره البارز في الدعوة الإسلامية وأعمال البر والحرص على الوسطية في المجتمع الإسلامي، وله بحوث رصينة في مجال الاقتصاد الإسلامي، وقدرته على استيعاب تطورات الاقتصاد العالمي الحديث، ولدوره المقدَّر في التعليم العالي من خلال عضويته في المجلس الأعلى لخمس جامعات سعودية.

وأما الشيخ يوسف الحجي فقد منح الجائزة تقديراً لإسهاماته المتميِّزة في مجالات الدعوة الإسلامية والتعليم والعمل الخيري والإغاثة، وهو مؤسس كلية الشريعة في جامعة الكويت، وعضو في مجلس أمناء أربع جامعات إسلامية في أفريقيا وآسيا، كما أسس أو شارك في تأسيس العديد من الهيئات والجمعيات الخيرية المحلية والعالمية، وهو الرئيس المؤسس لجمعية الهلال الأحمر الكويتي.

وفي عام (1428هـ/2007م) منحت الجائزة لفخامة الرئيس منتيميرشريف الله شايمييف؛ رئيس جمهورية تتارستان، تقديراً لخدماته الجليلة للإسلام والمسلمين، ولاسيما جهوده العظيمة في إحياء الثقافة الإسلامية في جمهورية تتارستان، وفي تعريف مسلميها بمبادئ دينهم القيِّمة، وجهوده في إعادة بناء المساجد التي دمِّرت في أزمان سابقة حتى تجاوز عددها ألف مسجد؛ أربعون منها في العاصمة قازان، التي لم يكن فيها زمن الحكم الشيوعي سوى أربعة مساجد، وجهوده في تشييد مطابع للمصحف والكتب الإسلامية وكثير من المدارس والجمعيات الإسلامية، وإنشاء الجامعة الإسلامية الروسية، واتِّباعه سياسة حكيمة جعلت من تتارستان مثالاً للتعايش الاجتماعي السلمي، ورمزاً للتسامح.

وفي عام (1429هـ/2008م) منحت الجائزة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، تقديـراً لإنجازاتـه الجليلـة، التي تمثلت - داخل المملكة - في تحقيق العديد من المشروعات الرائدة العظيمة، اقتصادياً واجتماعياً وفكرياً وتعليمياً وعمرانياً، وهي مشروعات تصبّ في مصلحة المواطنين عامة، وذوي الدخل المحدود خاصة، وقـد شملت تلك المنجزات، في المجال الاقتصادي «إنشاء مدينة الملك عبد الله الاقتصادية»، و»مركز الملك عبد الله المالي»، و»صندوق الاستثمار لذوي الدخل المحدود»، وفي المجال الفكري والاجتماعي «إنشاء هيئة حقوق الإنسان»، و»مركز الحوار الوطني»، وفي المجال التعليمي إنشاء الجامعات، ومن أبرزها «جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية»، وفي المجال العمراني ما أنجز في الحرمين والمشاعر المقدَّسة، وخارج المملكة تمثلت إنجازات خادم الحرمين الشريفين في الوقوف بحزم مع الحق بالنسبة لقضايا الأمة العربية والعالم الإسلامي، وبخاصة قضية فلسطين وبذل كل ما يُستطاع لإصلاح ذات البين بين الأشقاء من العرب والمسلمين، ومدّ يد العون السخيّة للمحتاجين من المسلمين وغيرهم، والعمل على تحقيق السلام العادل، والحوار بين الأديان والحضارات، ودعوته علماء المسلمين في مختلف فروع المعرفة لاجتماع في مكّة وضعوا فيه خطة لنهضة المسلمين وتبنّاها قادة العالم الإسلامي، ووقوفه ضد الإرهاب أياً كان القائمون به.وفي عام (1430هـ / 2009م) منحت الجائزة لجمعية الشرعية الرئيسية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية؛ مصر، لقيامها بأعمال جليلة في خدمة الإسلام والمسلمين؛ من بينها عملها الدؤوب، منذ إنشائها قبل مئة عام تقريباً، على ترسيخ مفهوم الدعوة إلى الله بأن تكون خالصة لوجهه الكريم بعيدة عن أي مطامع سياسية، واعتمادها في دعوتها على الكتاب والسنة لنشر الوعي الإسلامي الصحيح، وبيان مساوئ البدع والخرافات، ومشاركة علمائها في المؤتمرات والندوات الإسلامية داعين إلى وحدة الأمة والنهوض بها، بالإضافة إلى تعدُّد جوانب جهودها العظيمة قولاً وعملاً، داخل مصر وخارجها. فمما أنجزته داخل مصر إلقاء الدروس، وإقامة الندوات، وإقامة موقع على شبكة المعلومات لنشر الفكر الإسلامي الصحيح، وإعداد الدعاة من خلال أكثر من خمسين معهداً، ورعاية الطلاب؛ لا سيما الفقراء، من داخل مصر ومن الوافدين من خارجها لطلب العلم في الأزهر، والتصدَّي فكرياً وميدانياً للملات المغرضة ضد الإسلام والمسلمين، والقيام بمشروعات اجتماعية، مثل كفالة اليتيم، وتزويج اليتيمات، وتشغيل أمهات الأيتام، وإقامة مراكز طبية مجهزة تجهيزاً جيداً لمعالجة مختلف الأمراض مجاناً، وإنشاء ما يزيد عن خمسة آلاف مسجد، ومما أنجزته خارج مصر مساعدة من يحتاجون إلى مساعدة؛ وبخاصة في فلسطين.

وفي عام (1431هـ / 2010م) منحت الجائزة لدولة الرئيس رجب طيب أردوغان؛ رئيس وزراء تركيا، تقديراً لدوره القيادي الذي يعد أنموذجاً للقيادة الواعية الحكيمة في العالم الإسلامي؛ فقد قام بجهود عظيمة بناءة في المناصب السياسية والإدارية التي تولاَّها، ومن تلك المناصب أنه كان عمدة مدينة إستنبول حيث حقَّق إنجازات رائدة في تطويرها، وبعد أن تولَّى رئاسة وزراء وطنه تركيا أصبح رجل دولة يشار بالبنان إلى نجاحاته الكبيرة ومواقفة العظيمة؛ وطنياً وإسلاميا وعالمياً، فعلى المستوى الوطني قام بحملات تنمية اقتصادية واجتماعية وثقافية أدَّت إلى نهضة حقيقية وضعت وطنه في موازاة الدول المتقدمة؛ اقتصادياً وصناعياً، مع التمسك بمبادئ الديمقراطية والعدالة، وعلى المستوى الإسلامي اتسم بتأييده لقضايا الأمة الإسلامية وفي طليعتها قضية فلسطين العادلة حيث برهن على أنه في طليعة المدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني، أما على المستوى العالمي فإنه في طليعة المسلمين المؤسسين لتآلف الحضارات على أساس من الحوار البناء والانفتاح انطلاقاً من مبادئ التعاون والتفاهم الدولي مما جعل لوطنه تركيا مكانة مقدَّرة بين شعوب العالم ودوله.

وفي عام (1432هـ/2011م) منحت الجائزة لدولة الرئيس عبدالله أحمد بدوي؛ رئيس وزراء ماليزيا الأسبق، تقديراً لما قدمه من خدمات جليلة للإسلام والمسلمين في ماليزيا والعالم الإسلامي، وكان من أبرز إنجازاته تعزيز التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف بين بلاده والبلدان الأخرى وذلك من خلال قيادته لرابطة دول جنوب شرق آسيا، وحركة عدم الانحياز، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، كما قام بدور بارز في تعزيز قدرة الاقتصاد الماليزي التنافسية ومتانته من خلال توسيع نطاق الزراعة الحديثة والصناعات عالية الدقة، وعمل على تطوير رأس المال البشري باعتباره دعامة أساسية لإدارته، وعلى تعزيز التعليم العام والعالي في ماليزيا، وقد أولى اهتماماً خاصاً بتشجيع الدراسات الدينية الإسلامية، وقام بتأسيس المدارس الدينية الخاصة لكي تصبح جزءاً من النظام التعليمي الأساسي.

وفي عام (1433هـ/2012م) منحت الجائزة للشيخ سليمان بن عبدالعزيز الراجحي؛ السعودية، تقديراً لخدماته الجليلة المتمثلة في وَقْفِه أكثر من 50% من أمواله على أعمال البر، وإنشائه لهذا الغرض مؤسسة معنية بمتابعة الوقف وحفظه ووضعه في مصارفه التي حُددت له، وإسهامه في تأسيس منشأة مصرفية إسلامية ضخمة تُعدّ للمصارف الإسلامية الساعية إلى الالتزام بالشريعة الإسلامية في تعاملاتها، وإسهاماته الخيرية المستمرة في معالجة مشكلة الفقر، ودعم الجمعيات المحلية والدولية بالمساعدات المالية وبالتدريب والتأهيل والعطاء العيني، وعنايته بكتاب الله من خلال دعم حلقات تحفيظ القرآن الكريم وتكريم حفظته من خلال الجمعيات الخيرية المعنية، وطباعة مئات الألوف من المصاحف وتوزيعها عالمياً، وبخاصة في إفريقيا، وعنايته بالتعليم من خلال فتح كليات الراجحي التي ستتحول قريباً إلى جامعة بعد اكتمال مبانيها، وهي تشتمل الآن على ثلاث كليات صحية، وتكوين مؤسسة خاصة بالمناهج الدراسية العربية والإسلامية باللغات المختلفة، وتأسيس معهد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في الرياض، وبنائه مساجد كبيرة تحتوي على أماكن للصلاة، وأخرى للحلقات، وثالثة للمعتكفين.. إلخ. ومن أبرزها مسجد الراجحي في الرياض ومسجده في حائل ويتسع كل منهما لآلاف المصلين، وتَبنِّيه للمشروعات التي تحقق نوعاً من الاكتفاء الذاتي للوطن من خلال إنشائه لمشروعات كبرى تخدم قطاعات الأمن الغذائي والصناعة والتشييد وغير ذلك، وحرصه على تنمية المجتمعات المسلمة من خلال تَوجُّهه للاستثمار في البلدان الإسلامية وتقوية أواصر الصلات التجارية معها، وحرصه على حفز همم الشباب المسلم من خلال أحاديثه المتكررة إليهم عن تجاربه في قطاع الأعمال مما يسهم في تقديم دروس عملية للشباب الطامحين إلى مزاولة الأعمال التجارية.

نعم قارئي الكريم، إنها «جائزة الملك فيصل العالمية» التي تُوِّجَ بها - منذ عام 1399هـ/1979م حتى عام 1434هـ/2013م - مائتان وتسعة وعشرون فائزاً ينتمون إلى تسع وأربعين دولة، وأنا هنا في رحاب واحد من فروعها الخمسة؛ فرع «جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام» التي تُوِّجَ بها عشرون قائداً مؤثراً، وستة عشر عالماً ملهماً وعاملاً في الخير، وخمس مؤسسات خيرية فاعلة، ينتمون إلى إحدى وعشرين دولة.

أما فروعها الأربعة الأخرى فهي «جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية» وتُوِّجَ بها ثلاثة وثلاثون عالماً ينتمون إلى أربع عشرة دولة، و»جائزة الملك فيصل العالمية للغة العربية والأدب» وفاز بها خمسة وأربعون أديباً ينتمون إلى ثنتي عشرة دولة، و»جائزة الملك فيصل العالمية للطب» وفاز بها - منذ منحها لأول مرة في عام 1402هـ/1982م حتى عام 1434هـ/2013م - واحد وستون عالماً ينتمون إلى إحدى عشرة دولة، و»جائزة الملك فيصل العالمية للعلوم» وفاز بها - منذ منحها لأول مرة في عام 1404هـ/1984م حتى عام 1434هـ/2013م - تسعة وأربعون عالماً ينتمون إلى ثنتي عشرة دولة.

أطلت، فأختم أولاً بتجديد الشكر المعظم لجائزة الملك فيصل العالمية الرائدة، وللقائمين عليها، ثم بالتهنئة للفائزين بها، ولن يكون آخرهم ابن وطني الشيخ رائد صلاح الذي آمن، وعمل، وأنجز، فارتقى بنفسه وبشعبه إلى درجة عليا.

***

المراجع:

1. - «جائزة الملك فيصل العالمية في ثلاثين عاماً» (1399هـ/1979م - 1428هـ/2008م)؛ أشرف على تحريره الأستاذ الدكتور عبدالله الصالح العثيمين؛ الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية، والدكتور منصور فارس حسين؛ الأستاذ بجامعة الملك سعود، الرياض: 1428هـ/2008م.

2. - «ومضات وجد - الجزء الأول»؛ كتاب منشور لكاتب هذا المقال، دار الفيصل الثقافية، الرياض: 1430هـ/2009م.

3. - «جائزة الملك فيصل العالمية»؛ إصدارات أمانة الجائزة لعام 1429هـ/2009م، ولعام 1430هـ/2010م، ولعام 1431هـ/2011م.

4. الموقع الإلكتروني لمؤسسة الملك فيصل الخيرية؛ www.kff.com

aaajoudeh@hotmail.com
كاتب فلسطيني - الرياض

جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام.. فلسطينية
عادل علي جودة

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة