Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 18/03/2013 Issue 14781 14781 الأثنين 06 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الاقتصادية

إفريقيا أكثر استقرارًا مما تظّنون

رجوع

بقلم - جوناثان بيرمان:

ألقى عدم استقرار مالي وكينيا في الآونة الأخيرة بظلاله على النمو الاقتصادي والتجاري في إفريقيا، التي تُعتَبَر من فُسح الأمل القليلة في الاقتصاد العالمي. وقد أطلقت التحاليل الإعلاميَّة الرهانات حول ما إذا كان عدم الاستقرار متأصلاً في هذه القارة، وحول إمكانية اتساع نطاقه مستقبلاً.

وتجدر الإشارة إلى عدد كبير من الشركات، على غرار «جنرال إلكترويك» و»يونيليفر»، التي تتطلَّع إلى إفريقيا للنمو.

تلفت شركة «إيكونوميست إنتليجنس يونيت» إلى أن عدد الانقلابات الناجحة في إفريقيا تراجع بِشَكلٍّ ملحوظٍ منذ العام 1960م، عندما بدأ انسحاب القوات المستعمرة، مع العلم بأن أسباب هذا التراجع كثيرة، ومن أهمها كون الحكومات الإفريقية تُحسّن أداؤها بِكلِّ بساطة في مجال الحكم. والجدير ذكره أن الجيل الذي حرّر القارة استبدَّل بجيل آخر أكثر نفاذًا إلى التكنولوجيًا، وأكثر تعلّمًا وسفرًا إلى بلدان العالم.

ولا شكَّ في أن التحدِّيات الكبيرة لا تزال قائمة على صعيد الحكم، إلا أن أيدي أمين وأمثاله ما عادوا يتولّون زمام الأمور.

ولا يقتصر الأمر على زيادة مستويات الاستقرار في الحكومات الإفريقية، إِذْ إن مستوياتها التمثيليّة تشهد ارتفاعًا هي التالية، وأن بصورة غير منتظمة، وفقًا لما يتناسب مع قارة تشمل 54 دولة.

وبحسب مشروع «بوليتي 4» Polity IV Project الذي يقيس الأنظمة السياسيَّة باعتماد معيار يتراوح بين الحكم الاستبدادي الراسخ وبين الديمقراطية المكتملة الراسخة، كان من الواضح أن إفريقيا تتجه منذ العام 1990 نحو المزيد من الديمقراطية.

أما معرفة ما إذا كانت الحكومة التمثيلية مفيدة للأعمال، فتشكّل محور نقاش طويل، وتعتمد في مطلق الأحوال على حجم المنافع التجاريَّة المتأتية عن التَّميز في مستويات النفاذ. ويَرَى القسم الأكبر من الرؤساء التنفيذيين الذين أعرفهم في كبرى الشركات التنافسية في إفريقيا أن حكومة ذات مستويات تمثيل أكبر ستأتي بالمنفعة للقارة، وتفيدها.

وفي أعقاب الربيع العربي بالتحديد وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي في أرجاء إفريقيا، بات يُنظر إلى حكومة أكثر استجابة على أنّها ضامنة للاستمرارية على صعيد السياسات والأنظمة على حدِّ سواء.

وبالنِّسبة إلى الرؤساء التنفيذيين في إفريقيا وفي عدد كبير من الأسواق ما قبل الناشئة، تشير الحكومة الأكثر استجابةً إلى تمتّعها بفرص أكبر للمشاركة بطريقة أكبر في عملية صنع السياسات.

ستواصل الحكومات السيئة، وتلك التي باءت بالفشل، ظهورها في أرجاء إفريقيا. ولو أمكن للتاريخ أن يكون دليلاً، لاقتصر دور الإعلام على تعظيم مظهر هذه الحكومات. ولكن إياكم أن تقعوا في الفخ، بل استمَرُّوا في النَّظر إلى المدى البعيد.

(*) جوناثان بيرمان مؤلف ومستشار لشركات وأطراف مستثمرة ضمن قائمة «فورتشن 500» تعمل في أسواق ما قبل ناشئة. وقد صدرت آراؤه في كلِّ من «نيويورك تايمز»، و»فاينانشال تايمز» و»وول ستريت جورنال». وسيصدر أول كتاب له بعنوان «النجاح في إفريقيا» Success in Africa، خلال العام 2013).

© Harvard business School publishing corp. Distributed by the new york times syndicate.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة