Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 18/03/2013 Issue 14781 14781 الأثنين 06 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

عزيزتـي الجزيرة

المحيميد.. وقصة الشاب العصامي

رجوع

أثناء تصفحي لجريدة الجزيرة، توقفت عند زاوية الكاتب يوسف المحيميد (نزهات) في العدد رقم (14285) والتي كان عنوانها: (وظيفة دفع العربة خلف الزبائن)، طرحَ من خلالها موقفاً حصل له ملخصه أنه وجد شاباً سعودياً (حدثاً) خجولاً يدفع العربة المُحمّلة بالأغراض في سوق تجاري ليُوصلها إلى سيارة الزبون، منفذاً أمر مديره الأجنبي وإنه بقدر ما آلمني هذا الموقف فقد أعجبتني عصامية هذا الشاب وصبره وثباته، ولا بد أن الحاجة كانت الدافع الحقيقي خلف قبول هذا الشاب وصبره وثباته، ولا بد أن الحاجة كانت الدافع الحقيقي خلف قبول هذا الشاب لهذه الوظيفة الشريفة ذات المبلغ الزهيد (1700) ريال، وإنه ليكمُن ألمي أن يُوضع هذا الشاب المثابر في هذا الموقف المهين لزعمي أنه يمتلك طاقات كبيرة تُؤهله لمكان أفضل وعمل أسمى، فالعتب كل العتب على من يتولى إدارة مثل هذه المجمعات التجارية من بني جلدته الذين لم يراعوا مشاعره ويقدروا ظروفه ويرتقوا به ويجعلوه تحت إشراف أناس قد لا يرقبون فيه إلاً ولا ذمة، وكأن الوطن وطنهم إذ ما المانع أن يُزج بهذا الشاب وأمثاله في دورات تدريبية في المحاسبة أو العلاقات العامة أو نحوها، بدلاً من وضعه في مهنة دفع العربات وتركه تحت شفقة وعطف الزبائن الذين قد يحرجونه ويجرحونه بوهبه (بقشيشاً) كما كان سيفعل كاتبنا الكريم، لولا أنه راعى مشاعره.. ثم إن هذا الشاب يتحمّل جزءاً من المسئولية في هذا الشأن، فعليه عتب وهو يملك هذه العصامية ويتحلى بالصبر ويسعى في البحث عن اللقمة الشريفة، لماذا لا يدعم عصاميته ويرتقي بطموحه أكثر مواصلاً دراسته وهو على رأس العمل كي يحظى بمكان أرقى ومهنة أسمى، فالعلم رفعة وعلو وشرف وارتقاء، وبفضل الله فإن مجتمعنا يحفل بنماذج حية لشباب طموح استطاعوا أن يتغلبوا على ظروفهم الأسرية والاقتصادية ويكافحوا ويناضلوا حتى وصلوا إلى مبتغاهم، وأصبحوا شيئاً بعد أن كانوا لا شيء، بل وصاروا يُشار إليهم بالبنان، وقد ذكر لي زميلي في العمل أن قريباً له توفي والده وهو في المرحلة المتوسطة وترك أسرة فيها بنين وبنات، وهذا الشاب الحدث هو أكبر إخوته فأكمل دراسته الثانوية وبحث عن وظيفة ينفق من خلالها على أمه وإخوانه، وبعد وقت عنت له فكرة مواصلة الدراسة فواصلَ وهو على رأس العمل مكملاً دراسته الجامعية، وانضم إلى جامعة أهلية قسم الطب وكانت الدراسة فيها مساء، فأعانه الله ويسّر أمره وأكمل دراسته، حتى تخرجبيب أسنان ولم يغفل عن الزواج في هذه الفترة الصعبة، حيث رأى أن الزواج معين على الاستقرار والتفوق والتوفيق، ثم بعد تخرجه ترك وظيفته الأولى وعمل طبيباً في أحد المشافي مواصلاً برّه بأمه ورعايته لأسرته وإخوانه - ما شاء الله تبارك الله - ضارباً المثل في العصامية والمثابرة والكفاح، وكأنه يتمثّل قول أمير الشعراء أحمد شوقي:

وما نيل المطالب بالتمني..

ولكن تُؤخذ الدنيا غلابا

وإنه ينطبق عليه - وفقه الله - قول أبي الطيب المتنبي:

على قدر أهل العزم تأتي العزائم..

وتأتي على قدر الكرام المكارم

وليت شبابنا ينظرون إلى مثل هذا المثال المشرق والنموذج المشرف ويستغلون قدراتهم ويدعون عنهم الكسل والركون إلى الدعة ويتحررون من شَرَك الاستراحات وينظرون إلى مستقبلهم ويسهمون في الرقي بوطنهم ويكونون أعضاء فاعلين لا عالة أشِلاء.

عبد الله بن سعد الغانم - تمير - سدير

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة