Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 19/03/2013 Issue 14782 14782 الثلاثاء 07 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

راهنتُ على فشل الثورات العربية إبان وقوعها، كونها لم تحدث عن تأنِ ودراسة وتخطيط وتنظيم وإصلاح الذات الشعبية، بل غلب عليها الحماس والتشفي والثأر وتصفية الحسابات وبث الأحقاد! وها نحن نرى نتائجها في جميع الدول الثائرة على رؤسائها، حيث قادت لفتن عارمة وانقسام مجتمعي على أسس طائفية ومذهبية وسياسية، واتساع في الفوضى، ناهيك عن الخراب وعدم الاستقرار وتفشي الجرائم، والانهيار الاقتصادي وغلاء الأسعار؛ مما تسبب في إحداث ثورات مضادة ومزيد من الجدل السياسي الذي لن ينتهي وسيقف حتماً في طريق مسدود.

لا أحد يشك في مشروعية المطالبة بتغيير الأنظمة الحاكمة المستبدة واستبدالها بمبادئ الديموقراطية والعدل والمساواة والتوزيع العادل للثروة، إلا أن الثمن الذي دفعته الشعوب الثائرة من أجل تلك الحرية كان ممزوجاً بالعرق ومغموساً بالدم من أجساد أبنائها ولا زال!

فهل جاءت النتائج على مستوى التضحية؟!

قد يتكفل أحد بالإجابة عن السؤال بأن الوقت لازال باكراً في تذوق رحيق النصر وأن المسألة مسألة وقت فحسب، ولكن ما يلوح بالأفق يبدد تلك الأحلام أو الأوهام، وما نراه على أرض الواقع يقول: إن هناك آلاف القتلى والجرحى والمشردين واليتامى والأرامل والثكالى والمغتصبات، فأين متعة النصر وأين لذة الفوز؟

لن يتجاوز أحد الحقيقة حينما يصرح بأن تلك الثورات لم تحقق أهدافها ولم تصلح الخلل ولم تداوِ جراح المطحونين أو تعيد الحقوق المسلوبة، بقدر ما خيبت آمال شعوبها وأرجعتهم للمربع الأول بعد أن فقدوا فلذات أكبادهم وتشظوا إلى فئات وفرق وأطياف متناحرة!

وإن كان هناك من ينظر لمؤشرات نجاح الثورات العربية بفتح الأفواه بالحديث غير المباح، والجأر بالشكوى وشجب الأوضاع بكل حرية وانفلات، وبإشهار الأقلام دون وصاية حيث اعتقد كل واحد أن بإمكانه الكتابة ونشر أفكاره قد لا تتناغم مع الدين أو الأعراف أو التقاليد؛ فإنها لم تملأ البطون الجائعة ولم تُغطِ الأجساد العارية ولم تنشئ المزيد من المدارس والمستشفيات! بل إنها أحدثت إضراراً كبيرة بالبنية التحتية حينما دمرت منازل ومنشآت طبية وتجارية وصناعية كثيرة.

وما تريده الشعوب هو الأمن والغذاء والحرية المنضبطة، وراحة البال والقضاء على الفساد، ودونها؛ لن تستطيع أية ثورات أو مليونيات أو انتفاضات تحقيق الاستقرار وانسيابية الحياة.

وإن كان بعض الحكام صلفاً مستبداً برأيه دون ظلم أو مساس بحريات شعبه؛ فإن التسامح معه وعدم منازعته السلطة وارد، بل وهنيئاً ومريئاً عليه حينما يحقق لهم الأمن والاستقرار والهدوء.

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny

المنشود
غليان البلاد العربية!
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة