Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 19/03/2013 Issue 14782 14782 الثلاثاء 07 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

منوعـات

قبل سنوات قال لي أحد المختصين بوسائل التقنية والاتصالات، إنه في غضون سنوات قليلة، سيضطر المشترك في خط هاتف جوال إلى دفع مبلغ رمزي كي يحمي نفسه من تطفل الآخرين عليه، وإزعاجه سواء بالاتصال المباشر، أو عبر رسائل الإس إم إس، ويبدو أننا دخلنا فعلاً في هذه المرحلة، فكم يرد إلى جوال أي واحد منا، من الاتصالات المتطفلة عليه، إما ممن يقومون بالتسويق لسلع أو خدمات معينة، سواء في مجالات السفر والسياحة أو الأدوات المنزلية أو الخدمات المختلفة، التي تهدف بشكل غير مباشر إلى الظفر بالمال بمختلف الوسائل والطرق.

هل يضطر المشترك في خدمة إحدى شركات الاتصال إلى التنقل من رقم إلى آخر جديد، ومن شركة إلى أخرى، كي يشتري راحته وهدوءه؟ أم يضطر إلى الدفع مقابل حماية رقمه من الاتصالات غير المهمة؟.

هل انتهى الأمر عند ممن يتصل بك، ويخاطبك باسمك، مؤكداً أنه حصل على رقمك من أحد العملاء الذين تورطوا به، وبحثوا عن أقرب صديق على قارعة الطريق، ليجعلوه عرضة للملاحقة؟ أم أن الأمر أصبح أكثر توسعاً وانفلاتاً؟.

تعرض خدمات «الآبستور» أو مخزن البرامج المتنوعة في مختلف أجهزة الاتصال الذكي، عدداً من البرامج تختلف بأسمائها، وإن اتفقت خدماتها، وهي دفتر أرقام التلفونات، فحين يقوم العميل بتحميل البرنامج المجاني، يطلب منه أحد الأوامر قبل التحميل، بالسماح للبرنامج من الاستفادة من قائمة أرقامه المخزَّنة في جواله، وحين يوافق، والجميع يفعل ذلك، تصبح جميع الأرقام في أجهزتنا قاعدة بيانات أو معلومات لدى مستخدمي هذه البرامج، ويتحوَّل هذا البرنامج آلياً إلى ما يشبه خدمة 905 في الاتصالات السعودية، لكنها على مستوى العالم، فيصبح رقم كل واحد منا متاحاً لكل مستخدمي هذا النوع من البرامج، بمعنى أننا قد نتلقى اتصالات ممن لا نعرفهم من أي مكان، وفي أي وقت، وهذا حتماً يؤذي أكثرنا من مستخدمي خدمات الأجهزة الذكية.

من الطبيعي أننا مقابل هذه الخدمات الإيجابية العظيمة التي توفرها لنا مثل هذه الأجهزة، من تسهيل خدمات حجز الطيران، وبطاقات صعود الطائرة، وحجز الفنادق عند السفر، والمعاملات البنكية المختلفة، والتواصل الاجتماعي اليومي السهل مع الأقارب والأصدقاء، والنقل بالصور الثابتة والمتحركة، وتحوّل كل إنسان إلى مؤسسة كاملة لديها كل الخدمات التي يمكن تنفيذها ببساطة، بمجرد كبسة زر، فأصبح هذا الجهاز الصغير في الجيب بنكاً وفندقاً ومستشفى ومكتبة وكل شيء يمكن أن نتخيله، إلا أن ما قد يحدث من جوانب سلبية مستقبلية، كانعدام الخصوصية لأي منا، قد تؤثر على جمال هذه الخدمات الرائعة، وهو أمر لابد أن كثيراً من شركات الاتصال في دول العالم قد تنبهت له، فليس أبلغ من أن تخصص في إحدى دول أوروبا مساحة ما في أحد الساحات من غير خدمة «الواي فاي» بحثاً عن الراحة والطمأنينة للإنسان المشوش الذهن، وحتماً معظم هذه الشركات تبحث إعادة إنسانية الإنسان وطمأنينته، الحفاظ على لحظات الهدوء المفقودة، ولحظات التأمل النادرة، فهو أحوج إلى ذلك في هذا الزمن الصعب، هذا الزمن المنتهك!.

نزهات
كيف نحمي خصوصيتنا؟
يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة