Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 22/03/2013 Issue 14785 14785 الجمعة 10 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

متابعة

«الجزء الثاني».. 8 أيام بين كثبان أكبر منجم رملي في العالم
الجزيرة تستعرض معالم رحلة السفراء وتسـتكشف أسـرار ومعالم صحراء الربع الخالي

رجوع

الجزيرة تستعرض معالم رحلة السفراء وتسـتكشف أسـرار ومعالم صحراء الربع الخالي

Previous

Next

الجزيرة - علي بلال:

برماله الذهبية ذات الكثبان الرملية، والخطوط المتعرجة، ونباتاته العطرية، ومياهه المختبئة في جوف الأرض، وجوّه الصحّي من سمع عنه خطط للذهاب إليه، ومن قصده بكى على فراقه.

«الربع الخالي» المكان المجهول المشهور الذي يقع في جنوب المملكة تتوق الأنفس للذهاب إليه.. والأعين بالنظر فيه.. هذا ما أكده المرافق في الرحلة الأستاذ عدي عبدالله محمد بن خميس مدير عام مطابع الفرزدق لـ»الجزيرة» وروى رحلة سفراء الدول الأجنبية لدى المملكة وهم كل من «كرستيان كنقفيلر السفير الدنماركي وزوجته بيا، ونيل هاكنس السفير الأسترالي، وداق جولين دان فيلت السفير السويدي، رودي درمند نائب السفير البريطاني وزوجته ياسمين، ووليم فان روسن نائب السفير الهولندي وزوجته هلن، بمرافقة اللواء متقاعد محمد عبدالله محمد الخميس مدير مشروع مطار الملك خالد.. إلى الربع الخالي التي بدأت بجلسة يوم حافل في مخيم «التنهات» وما شاهدوه فيها من مناظر جميلة.. واطلاعهم على كتب مؤلفة عن الربع الخالي أكدوا على زيارته.

وخلال الحديث في المخيم قال أحد الدبلوماسيين نحن أصدرنا كتابا عن الربع الخالي واطلع الجميع عليه وقالوا نريد رحلة للربع الخالي وافقنا على رأيهم وطلبنا منهم أن يستخرجوا التصاريح المطلوبة من وزارتي الخارجية والداخلية وعقدت اجتماعات للتنسيق للرحلة. ثم بدأت فكرة من الذي يرغب من السفراء في الذهاب للرحلة... فكان جميع السفراء وبعض الزوجات.. ونحن توقعنا أن الحكومة ترفض ذهابهم للربع الخالي لأن فيه مخاطرة كونهم دبلوماسيين لا بد من حماية.. وقمنا بالتنسيق وحددنا موعداً وهو 24 يناير قبل الانطلاق بشهرين.. ثم اجتمعنا أنا واللواء محمد الخميس قبل الانطلاق بيومين لوضع سير الرحلة وعدد السيارات والمعدات من أكل وشرب وغيره من مستلزمات الرحلة الضرورية وكان هناك تنسيق متقن.

عدي بن خميس يحكي لـ(الجزيرة) تفاصيل الرحلة

يقول عدي بن خميس: إن اللواء محمد تربطني به صداقة فعرض علي أن نعزم سفراء الدول الأجنبية لدى المملكة في المخيم بالتنهات الذي يبعد عن الرياض بحدود 200 كيلو متر، فأبديت الموافقة على ذلك وبعد موافقتهم توقعنا أن يرافقهم حرس ولكن جاؤوا بدون حرس ثم وضعنا لهم برنامج في مخيم التنهات وتصوير حيث شاهدوا المناظر الجميلة وكان يوماً حافلاً للجميع... وقالوا هذه أبعد مسافة من الرياض نصل إليها.

- متى انطلقتم من مدينة الرياض؟

يوم 24 /1/ 2013، من الرياض وتركنا منطقة الإسفلت حوالي الساعة الواحدة ظهراً ولم نشاهده إلا عند الرجعة في منطقة شيبة.

- هل زرتم منطقة الربع الخالي من قبل؟

أكثر من 25 مرة، نحن نقوم بزيارات سنوية للربع الخالي، حيث إنه منطقة مجهولة ومشهورة بالنسبة للغرب، مثل «صحاري دزرت» في إفريقيا والربع الخالي من الأماكن التي يعجبون بها ويسعون إليها، فالبريطانيون ألفوا فيه كتباً فلديهم رغبة شديدة للربع الخالي.

- هل أجواء الربع الخالي باردة؟

بالعكس جو الربع الخالي دائما دافئ ودرجة الحرارة العظمى 32 درجة والصغرى 14 درجة، جو جميل وأجمل فترة شهر ديسمبر وجنيوري.

- هل يوجد في الربع الخالي أمطار؟

الأمطار في الربع الخالي شحيحة ونادر هطولها كل 10 سنوات مرة وهو أكبر مسطح رملي في العالم.

- كيف كان سير الرحلة؟ وهل توقفتم في استراحات أو غيرها؟

في أول يوم لم يكن هناك شيء يدعو للتوقف ولكن عند الساعة الثالثة عصراً توقفنا في نقطة تسمى «حرض» ثم توجهنا إلى محطة «الغزالة» وتقع على بعد حوالي 150 كيلو متراً جنوب حرض.

- هل لديكم وقود احتياط للرحلة؟

لدينا 2500 لتر بنزين محسوبة بدقة وكانت نقطة «الغزالة» آخر نقطة وبعدها دخلنا في منطقة الربع الخالي حيث وصلنا إلى طريق «ردميات» شبه ممهدة سرنا عليها حوالي 200 كيلو متر وعلى بعد من 15 كيلو متراً من الطريق الممهدة كان المبيت في أول ليلة.

- هل تضجر الدبلوماسيون من الطرق الممهدة خاصة السيدات؟

قبل دخولنا للربع الخالي كان هاجسنا واحتمال فيه ضجر من السيدات ولكن كان العكس كانوا من أفضل الناس الذين طلعنا معهم كانوا متفاعلين جدا.. وبالنسبة للسفير الأسترالي يقول إنهم «متعودين على مثل هذه الطرق وأن الطرق الصحراوية كثيرة في بلاده».. ولا شك أن الجميع يتوقون ماذا أمامهم لأن الطرق المعبدة مملة، ودخلنا منطقة تسمى «أم القراطيس» وكانت توجد بها بئر حفرتها شركة أرامكو.

- ماذا عن برنامجكم اليومي في الربع الخالي؟

لنا وقفة واحدة في تمام الساعة الثالثة عصرا فقط نتناول فيها بعض المشروبات الساخنة والحلويات، ونستمر إلى اليوم الثاني، نحن نستيقظ من النوم الساعة الرابعة فجرا فكل واحد يعمل طقوسه الخاصة ثم نجتمع حول النار ونتناول وجبة الإفطار والمكون من الفول والبيض والتونة والشاي والقهوة وفي تمام الساعة الثامنة صباحا نقوم بتجهيز السيارات استعدادا للانطلاق.

- هل الأمور مرتبة من ناحية تنزيل ورفع الأحمال من وإلى السيارات أم كل واحد له دور معين؟

السؤال جميل، كان في البداية لا ندري عن نفسيات المجموعة ونحن مضيفوهم حيث معنا عاملان وسائق إحدى الشاحنات لكن وجدنا هذا العالم متعاوناً لأبعد درجة من حين ما نتوقف ينزلون من السيارات، فمنهم من يذهب لالتقاط الحطب ومنهم من ينصب الأشرعة ومنهم من يقوم بتنزيل الأغراض من السيارات فكانوا يقولون لنا ماذا تريدون أن نعمل؟

- هل كان للدبلوماسيين أسئلة أو استفسار عن بعض الأماكن في الربع الخالي؟

في أول يوم سئلنا عن منطقة تسمى «أم الحديد» وهي موقع نجم ضرب في الربع الخالي في عام 1863 وهو موقع مشهور ومعروف وكل من ذهب للربع الخالي لا بد أن يمر عليه إلا أن الوصول إلى «أم الحديد» في الربع الخالي الذي يبلغ طوله 600 كيلو متر وعرضه 800 كيلو متر صعب جدا أن تحدد منطقة قطرها حوالي 500 متر فأخرجنا الخريطة وقسنا الإحداثيات وطبقناها على الأجهزة وتم معرفة المكان وفاجأنا الضيوف به.. والمكان ما زال باقيا والنجم نفسه موجود حاليا في مدخل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.. وأثر النجم باق إلى الآن وهو عبارة عن فوهة تحيط بها الرمال المحروقة على شكل الإسفلت ذات اللون الأسود.. وقمنا بالتصوير في الموقع وأخذت بعض العينات من الأحجار.. والدبلوماسيون كثيرو الأسئلة لكن نحن نعطيهم المعلومة أولاً بأول.

- بالنسبة للإحداثيات وقراءة الخرائط من جهدك أم مشترك؟

الجهد مشترك فالأستاذ محمد يعمل مهندساً في المجال العسكري وأنا لدي خبرة في هذا المجال لأني زرت المنطقة أكثر من مرة وكل مرة أشاهدها بعيون الناس الذين يحضرون معي من خلال دهشتهم وانطباعاتهم.

- خلال رحلتكم من الصباح حتى وصولكم لـ «أم الحديد» هل أحد أصيب بوعكة صحية أو ضجر؟

بدأت بعض «التغريزات» لأن قائد السيارة عندما يخرج من الإسفلت ويدخل إلى منطقة الرمال يحتاج إلى ترتيب مخصوص لأنه لم يتعود على القيادة في الرمال وهذا يصاب فيه بتعب قليلا.. فوضعنا السيارات على شكل قاطرة، الأستاذ محمد في المقدمة وأنا في السيارة الأخيرة وكل سيارة بها جهاز نداء على مسافة 50 متراً.. فبدأنا بوزن ضغط الهواء في عجلات السيارات لكي ينزل الهواء في العجلة من 35 إلى 15 بالإضافة إلى تعشيق الدبل و»اللفلفة» يميناً ويساراً حتى قطعنا مسافة الساعة والنصف وكانت أطول تغريزة أخذت ما يقارب الثلث ساعة.. ونحن متوقعين التغريز لكن كيف نتعامل معها؟ ومن واقع الخبرة في الربع الخالي سبق في بدايات رحلاتنا السابقة غرزنا مرة وأخذنا 12 ساعة إلا أن كثر التغريزات أعطتنا خبرة لكيفية التعامل معها والآن التغريزة مدتها لا تتجاوز 5 دقائق.

- هل من الضروري رسم طريق على شكل قاطرة؟

نعم حتى لا يخرج أحد السائقين عن مساره ويغرز في الرمال.. وليس هناك مساقطة وإنما ترتيب بحيث يكون الكنترول جيداً.

- بعد خروجكم من «أم الحديد» إلى أين اتجهتم؟

توجهنا إلى الجنوب الشرقي وهو التوغل في الربع الخالي وسرنا على طريق ترابي تستخدمه شركات الغاز وعلى مسافة 130 كيلو متراً في الرمال باتجاه الجنوب ونحن نريد التوجه إلى الشرق.. وفي ثاني ليلة وفي تمام الساعة الرابعة عصراً وكالمعتاد نصبنا الأشرعة ووضعنا فيها الكراسي وأحضرنا الحطب وأشعلنا النار.

- هل وجدتم حشرات في الربع الخالي أو غيرها؟

في أول يوم ذهبنا لجمع الحطب ووجد أحد الدبلوماسيين ثعباناً مدفوناً في الرمل ومحنطاً إلهياً وأخذت هذه العينة.

- ما هي المواقف الطريفة التي حصلت خلال رحلتكم؟

أحد الدبلوماسيين لم يمارس القيادة في الرمال وأخذ سيارتي وذهب لجمع الحطب في مكان اسمه «الرباضة» وسميت بذلك لأن السيارة إذا مشيت عليها تغوص جميع العجلات، وأنا أشاهده لكن ما حاولت أن أشعره وفجأة سمعت صوتاً عالياً من السيارة فضحكت فسألوني المجموعة لماذا تضحك قلت «غرز» فأخذ النداء وقال يا أقرب جهاز من يسمعني وكلنا نسمعه ولم نرد عليه ونضحك وهو ما يدري إننا نشاهده فردت عليه إحدى البنات لم تكن معنا فقال لها أنا غرزت احتاج مساعدة فذهبنا للمكان وقمنا بسحب السيارة وأخرجناها.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة