Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 22/03/2013 Issue 14785 14785 الجمعة 10 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

شبابنا والحوادث مسؤولية من؟
فهد بن سليمان بن عبدالله التويجري

رجوع

إن من نعم الله علينا مراكب تحملنا وأثقالنا إلى بلد لم نكن بالغيه إلا بشق الأنفس إنها السيارات، والسيارة نعمة عظيمة، ومنه جليلة، تنقلنا من مكان إلى مكان ومن سوق لآخر وبالسيارة نحج ونعتمر وبالسيارة نحضر الجمع والأعياد وبالسيارة نحضر المناسبات ونخرج إلى البراري والقفار، السيارة تحفظ أمتعتنا ومنافعها كثيرة ومزاياها عديدة قال تعالى: {وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ * وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (7-8) سورة النحل يقول السعدي (ويخلق ما لا تعلمون) أي مما يكون بعد نزول القرآن أهـ.

ولقد رأينا وللأسف الشديد في زمننا هذا من حول هذه النعمة إلى نقمة، وهذا الخير إلى شر بسوء استخدام السيارة، شباب مستهترون تائهون، شباب قتلهم الفراغ وغرتهم الصحة وزين لهم قرناء السوء الباطل، شباب وجدوا من أولياؤهم أموالاً أمنت لهم مراكب جديدة، وسيارات مريحة، لم يدفعوا فيها مالاً، ولا تحملوا فيها ديناً، ولا بذلوا في تحصيلها عملاً، شباب ابتعدوا عن مجالس الذكر والقرآن تركوا المسجد والصلاة، أحبوا الشهرة وبحثوا عنها، شباب أمنوا العقاب فأساؤا الأدب أسأل الله لهم الهداية والرشاد، إن بعض الشباب يزاولون بسياراتهم حركات قاتلة وسرعة جنونية، وأعمالاً عدوانية، إنه الترويع، والتخويف بل التهديد والقتل، ويزداد شرهم، ويعظم خطرهم عقب المباريات أو عند التجمعات وأوقات الامتحانات حيث ينتشر الطلاب بين مفحط ومتفرج، إن التفحيط حرب ضروس وفتنة عمياء أدت إلى إزهاق الأرواح ومعاناة أسرتي المفحط والمتفرج وغيرهما قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} (58) سورة الأحزاب، وأي أذية أعظم من ترويع الآمنين وإزهاق أرواح المؤمنين فقتيل وجريح ومقعد كل ذلك من جراء تهور شاب، وتفحيط مراهق، أو سرعة مجنون، لا يقيمون للآخرين وزناً ولا يعرفون لهم قدرا، إن التفحيط مفتاح الشرور وبوابة الجريمة من سرقات ومخدرات كما أدى إلى اختناق السير وتعطيل الحركة المرورية فينبغي لنا أن نستيقظ من رقدتنا وأن نهب نومتنا وألا نقف متفرجين يجب على الجميع التعاون مع إدارات المرور في جميع مناطق ومحافظات بلادنا في كل ما من شأنه التصدي لمثل هذه التجاوزات سواء التفحيط أو السرعة الجنونية والمخالفات المرورية أياً كانت، وإذا أردتم أن تعرفوا حقيقة هذه الحوادث وما نجم عنها، فهاكم الأخبار المحزنة والأرقام المخيفة فلقد بلغ عدد ضحايا حوادث الإرهاب في العراق عام 2011 أربعة آلاف شخص بينما بلغ عدد ضحايا حوادث الإرهاب في السعودية في نفس العام أكثر من سبعة آلاف شخص، هكذا بدأ الفيلم المتميز الذي أنتجته أرامكو حول الحوادث المرورية في السعودية وهو فيلم موجود على اليوتيوب بعنوان (الحوادث في المملكة) كما تضمن إحصائيات أخرى مرعبة منها ضحايا الحوادث المرورية في السعودية خلال عقدين 86 ألف شخص متجاوزاً ضحايا ستة حروب شهدها العالم خلال الفترة ذاتها، وعدد الإصاباتكثر من 600 ألف إصابة في أكثر من 4 ملايين حادث لتصبح المملكة الأولى عالمياً في نسبة وفيات الحوادث المرورية بالنسبة لعدد السكان، إضافة إلى الخسائر المالية خلال عام واحد 13 مليار ريال و30% من حالات التنويم في المستشفيات هي نتيجة للحوادث المرورية ولعل مما يعالج هذه التجاوزات والحوادث المرورية التالي:

1- رفع الوعي بين الشباب فعلى الجميع من خطباء، ومعلمين، ودعاة، ورجال الفكر والمسؤولين في الأمن العام أخذ الموضوع بجدية، وألا يقف دور الأمن العام وإدارة المرور عند القبض والرصد بل يمتد إلى التوعية والإرشاد والتوجيه وأن ينتقلوا من الواجب إلى ما بعده من نافلة العمل... الخ.

2- عدم مساعدتهم بالمال وأن يتقي الله أولياء الأمور في أموالهم وألا تحملهم محبة أولادهم على إعطائهم أموالاً يقتلون بها الآخرين، فبعض الآباء يقتنون لأولادهم سيارات فاخرة وموديلات حديثة كل عام ليؤذوا عباد الله وكما في الحديث (إن الله كره ثلاثاً: قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال).

3- إشغال هؤلاء الشباب بما يعود نفعه عليهم وألا يتركوا للفراغ القاتل والبطالة المفسدة إذ على المسؤولين في الدولة الجد في معالجة البطالة أو الحد منها والبحث عما يقضي به الشباب أوقاتهم.

4- ساهر وهذا النظام الحديث فكرته صائبة ولكن تنفيذه خاطئ، حيث يلاحظ أنه لجمع الأموال وجبايتها، وهذا ظلم بين، حيث تختلف السيارات في موديلاتها كما تختلف الطرق في سعتها ...الخ.

5- إنشاء النوادي الرياضية في المدن والمحافظات والمراكز بل والأحياء الصغيرة بشكل مكثف، وعلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب تبني هذا الأمر إن كانت جادة في رعاية شبابنا ولعل من المناسب أن يشترك في الإشراف على هذه النوادي عدد من القطاعات كالشؤون الإسلامية وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والشؤون الاجتماعية مع الرئاسة صاحبة المنشأة.

6- الإسراع في قبول الشباب وانخراطهم في السلك العسكري مثلاً وغيره من المجالات المناسبة لحيويتهم ونشاطهم.

7- إنشاء النوادي الثقافية في المدن والمحافظات والمراكز وترغيبهم في زيارتها بالمسابقات الثقافية وإعطاء الجوائز المالية وصرف المال كل المال في سبيل ذلك، وعلى وزارة الإعلام أن تتبنى هذا الأمر.

8- وأخيراً من أمن العقوبة أساء الأدب، فلا بد من العقوبة الرادعة لمن يسيء لنفسه ومجتمعه، ويقطع السبيل ويفعل المنكر بالسجن والغرامة... الخ.

وإلى اللقاء.....

- المدير العام المساعد لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة القصيم

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة