Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 23/03/2013 Issue 14786 14786 السبت 11 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

مهما بَدَتْ معوقات النجاح في الحياة كبيرة فإن العزيمة قادرة على تذليل جميع هذه المعوقات. هناك مَن ينكسر وينهار منذ اللحظة التي يواجه فيها أولى المعوقات؛ فيتنازل عن طموحه، ويتقهقر، وهناك من يتمسك بطموحه، ويناضل من أجل تحقيقه مهما تكاثرت الصعاب.

منذ أيام رشح الرئيس الأمريكي باراك أوباما الدكتور توماس بيريز وزيراً للعمل في حكومته الجديدة، وهو محامٍ بارز متخرج من جامعة هارفارد الشهيرة، ومنصبه الحالي مساعد النائب العام في وزارة العدل الأمريكية. ولكن ما لا يعلمه البعض هو أن هذا الرجل ابنٌ لأسرة فقيرة، هاجرت من جمهورية الدومينيكان إلى الولايات المتحدة، ومات الأب عندما كان الابن في الحادية عشرة من العمر؛ فتلقفته الحياة بقسوتها ووحشيتها، وعاش في ظل زوج والدته الذي كان يعمل سائقاً لشاحنة، واقترب من نقابات العمال التي حمت زوج الوالدة من الضياع في أزمنة البطالة والركود الاقتصادي، فلم ينسَ الصبي بعد ذلك هذا العمل الرحيم لنقابات العمال.

في تلك البيئة شق الصبي توماس بيريز طريقه، ولكي يحصل على مصروفاته الدراسية مارس أعمالاً شاقة ومرهقة، منها وظيفة «جامع قمامة»، لكنه لم ييأس أو يتخاذل! واصل دراسته، واستطاع أن يحصل على قبول لدراسة القانون في جامعة هارفارد التي يتطلع إلى الدراسة فيها أغنى الأغنياء في أمريكا، فضلاً عن الفقراء، وحصل على الدكتوراه، ومارس التدريس الجامعي، وظل يرتقي في سلم المناصب البارزة درجة بعد درجة حتى أصبح مرشح الرئيس الأمريكي أوباما لمنصب وزير العمل!

قصة نجاح مذهلة أسوقها لشبابنا، وأتمنى أن يتعلموا منها معاني الصبر والمثابرة والإصرار على النجاح مهما تراكمت الصعاب؛ ففي النهاية لا بد أن تتحقق الطموحات عندما تقترن بالإرادة القوية والعمل الدؤوب.

من حق شبابنا أن يتطلعوا إلى أكبر الفرص وأحسن الوظائف، لكن المطالب لا تُنال بالتمني ـ كما قال الشاعر ـ ولا بد أن يبدأ الإنسان من الدرجة الأولى في سلم النجاح.

قد يطول الطريق، وقد لا يكون ممهداً ولا مفروشاً بالورود، ولكن مَنْ سار على الدرب وصل؛ فالراتب الصغير سيكبر مع الأيام، والوظيفة الصغيرة ستدفع بشاغلها إلى وظيفة أكبر في الوقت المناسب.

المهم أن ينطلق الإنسان ولا يستسلم لليأس؛ فالنجاح لا يأبه باليائسين، ولا يفتح لهم أبوابه.

وحتى لو خدمتْ المصادفة والظروف بعض الناس فإن ذلك هو الاستثناء الذي يؤكد القاعدة.

alhumaidak@gmail.com
ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض

على وجه التحديد
من جامع قمامة إلى وزير!
د. عبدالواحد الحميد

د. عبدالواحد الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة