Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 23/03/2013 Issue 14786 14786 السبت 11 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

عزيزتـي الجزيرة

بعد مشاركة المرأة في مجلس الشورى
خادم الحرمين الشريفين أعاد للمرأة اعتبارها وبوأها مكانتها التي شرفها بها الإسلام

رجوع

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد المالك المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فقد اطلعت في الصفحة الأولى من جريدتكم الغراء العدد 14755 على تلك الصورة البهية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أمده الله بالصحة والعافية وأطال في عمره، مع ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، وسماحة مفتي المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ. أثناء لقائه حفظه الله. بأعضاء وعضوات مجلس الشورى.. والتي شملت الجميع في لقطة تاريخية نادرة أثناء افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة السادسة لمجلس الشورى.. هذا المجلس المبارك الذي يستقطب الصفوة من أبناء هذا الشعب الوفي. للمشاركة ومعاضدة المسئولين في الدولة بالرأي والمشورة كل في اختصاصه.. مما يساعد على اتخاذ القرارات الرشيدة الصائبة. التي تخدم هذا الوطن وأبناءه..

لقد زاد الجميع سرورا مشاركة النصف الثاني من المجتمع في هذه الدورة بذلك القرارالتاريخي لخادم الحرمين الشريفين الذي سيسجله له التاريخ بأحرف من نور. فقد أعاد للمرأة في هذه البلاد بهذا القرار وما سبقه من قرارات اعتبارها، وبوأها مكانتها التي شرفها بها ديننا الحنيف. ولنا في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة، فقد كانت المرأة مستشارة له في الأمور الصعبة كصفية وأم سلمة، وكانت المرأة راوية لحديثه صلى الله عليه وسلم الذي يتوقف عليه دين الأمة.. فلا نزال نردد اسم عائشة رضي الله عنها في كل منبر عند التطرق للكثير من الأحاديث النبوية.. وكانت المرأة تاجرة تعمل بالتجارة وتشغل الرجال في مالها. ولنا في خديجة رضي الله عنها التي عمل النبي صلى الله عليه وسلم في تجارتها خير مثال.

بل لقد قادت المرأة الجيوش كعائشة رضي الله في معركة الجمل، وغزالة التي أقسمت أن تصلي الجمعة في الكوفة رغما عن الحجاج. فدخلت بقواتها وأرغمته على الخروج وصلت الجمعة في جامع الكوفة حتى قال قائلهم:

أسد علي وفي الحروب نعامة

فتخاء تنفر من صفير الصافر

هلا برزت إلى غزالة في الوغى

أم كان قلبك في جناحي طائر

وكشجرة الدر التي حاربت جيش الصليبيين الذي هاجم الديار المصرية فأوقعت به هزيمة منكرة.. نعم لقد كان للمرأة دور فعال ومكانة عند المسلمين في الصدر الأول. قبل أن تسري في الناس تلك النظرة المتخلفة البائسة لشقائق الرجال. فقد وليت المرأة منصب الحسبة في المدينة المنورة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وكن يحضرن التجمعات العامة لقادة المسلمين ويناقشن ويعترضن ويراجعن.. كما هو شأن التي راجعت النبي صلى الله عليه وسلم وحاورته بعد خطبة الوداع، وكانت كاشفة الوجه وابن عم النبي ينظر إلى جمالها فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يصرف وجهه عنها ولم يأمرها أن تستره.. وكالتي ردت على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أمام الجموع.. فاعترف لها بخطئه في مسألة المهور ولم يرى غضاضة في ذلك..

إننا إذا تصفحنا التاريخ وجدنا أن للمرأة شأناً عند العرب ومكانة مرموقة فقد كانت بلقيس ملكة عليهم في جنوب الجزيرة العربية، والزباء ملكة عليهم في شمالها.. وإذا كانت هذه مكانتها في الإسلام، وعند العرب من قديم الزمان. فمن أين أتت إلينا هذه النظرة السوداوية للمرأة ؟؟!!

حفظ الله لنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. فنعم هذا الاسم ونعم ذلك اللقب الذي يجسده تلك التوسعة التاريخية للمسعى الشريف والتي فرج بها على المسلمين رغم تشويش قصيري النظر ومن في قلبه مرض، وتلك التوسعة الغير مسبوقة للحرم النبوي الشريف. وغير ذلك الكثير من مشاريع المدينتين المقدستين بما يخدم الحجاج والمعتمرين القادمين من مختلف الأصقاع.. الملك عبد الله هو رائد التحديث والتطوير وصاحب القرارات الجريئة للنهوض بهذا الوطن في مختلف المجالات ودخوله إلى مصاف الدول المتقدمة. ولاغرابة في ذلك فهو سليل هذه الدوحة المباركة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء.. هذه الأسرة التي جذورها متغلغلة في تربة هذا الوطن منذ ثلاثمائة عام كلها كفاح ونضال ودفاع عن هذه البلاد وأهلها حتى تحقق الحلم على يدي صقر الجزيرة العربية الملك عبد العزيز رحمه الله الذي وحد البلاد وألف بتوفيق من الله قلوب العباد. رمز هذا الوطن ورائد نهضته الحديثة. أدام الله علينا نعمة الأمن والاستقرار والتنمية.. في ظل هذه الأسرة التي هي من هذا الشعب وله.. والتي تعامل الكبير والصغير من أفراده. معاملة الوالد لأبنائه، ولا تضطر إلى العقاب إلا مرغمة كاضطرار الوالد الحاني لتأديب أولاده وكما في قول الشاعر:

فقسا يؤدبه ومن يك حازما

فا ليقس أحيانا على من يرحم

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.


حمود بن عبد العزيز المزيني - المجمعة

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة