Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 24/03/2013 Issue 14787 14787 الأحد 12 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

ظل ملف التفحيط حتى وقت قريب شائكاً ومخيفاً، ولم تجد مناشدات الناس وتوسلاتهم آذاناً صاغية من لدن المرور؛ لذا اكتفوا بالحوقلة والتحسب على المتسبب والمتسيب! حتى جاءت التوجيهات الصارمة من لدن سمو وزير الداخلية الأمير محمد شخصياً بمتابعة المفحطين وتوقيفهم وسجنهم؛ وهو ما يستدعي الشكر لسموه، ويدعو للعجب من إدارة المرور التي كنا نود منها المبادرة العاجلة لحل المعضلة؛ كونها من اختصاصها، ولاسيما حينما وصل الأمر إلى التفحيط في الشوارع الضيقة وأمام الإشارات الضوئية؛ حتى خشي الناس على أرواحهم، وأصبح من يخرج من بيته ويسير بمركبته من المجاهدين!

ومنذ فتح المرور جديًّا ملف التفحيط والناس في راحة! سواء عند سلكهم الطرق أو وجودهم في منازلهم بعد أن جأر الكثير بالشكوى دون أدنى بوادر تحرك من إدارة المرور، خاصة عندما ترى مفحطاً يمارس هوايته أمام مرأى ومسمع الجندي! مع علمنا أن هذه الظاهرة لم تكن سوى إفراز للطفرة الاقتصادية والدلال الأسري الذي ساهم في إفقاد بعض الأبناء قيمة الأشياء، ومنها السيارة التي يحصل عليها كل مراهق بسهولة ومن دون تعب، حتى صاروا مستهلكين غير مبالين.. ولا نعدو الحقيقة حينما نشبِّه السيارة بالسكين تماماً، بنفعها وضررها؛ كونها وسيلة مواصلات خطيرة؛ إن لم يُحسَن التعامل معها كانت سبباً في الهلاك، فضلاً عن أنها ليست أداة للمتعة والاستعراض.

وحين حارت بنا السبل، ولمسنا فشل الخطط المرورية النمطية المتراخية في قمع إرهابيي الشوارع وردهم عن سفاهتهم، توجهنا إلى الأسرة في محاولة يائسة للقضاء على التفحيط، من خلال عدم تسهيل الحصول على كل ما يرغبه أبناؤهم، وبخاصة منحهم السيارات، ووقف الدلال المفرط، ومتابعة خروجهم من المنزل؛ حيث ظهر أن معظم الشباب المفحطين تجهل أسرهم سلوكهم تماماً، بل تبين أن بعضهم يتعاطى المخدرات والمسكرات، كما وُجد أفراد عسكريون يمارسون تلك الهواية القاتلة، وهو أمر يدعو للأسف!

ومهما كانت أبعاد التوعية والتوجيه فإن سَن العقوبات هو الأجدى والأنجع مع تلك الفئة المستهترة، التي حولت حياتنا لقلق وتوتر، فضلاً عن حصول حوادث كارثية ووفيات؛ لأنهم أصبحوا خطراً على أنفسهم وعلى غيرهم، ناهيك عن تفشي حالات سرقة السيارات أو استئجارها وإتلافها.

وليس مثل مصادرة السيارة المملوكة وسحب رخصة القيادة مع السجن والغرامات رادعاً لأولئك المستخفين بأرواح البشر.

وإنا لنرجو ألا يفْقد المواطن الثقة بجهاز المرور الضخم الذي ينبغي أن ننظر له بتقدير، وندعو الله دوماً أن يكلل جهوده بالتوفيق، ويمد أفراده بالقوة، ويغلق تماماً هذا الملف الشائك، ويطبِّق النظام، ويقطع دابر المستهترين الذين يخلّون بالأنظمة المرورية، ويتجاوزونها، ويلقون بأنفسهم وبغيرهم للتهلكة.

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny

المنشود
هل يغلق المرور ملف التفحيط بنجاح؟!
رقية سليمان الهويريني

رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة